عمر كلاب

ذات تحالف طلابي, رفع الطلبة شعارا توافقيا, «يا طلاب العالم صلوا على النبي», كناية عن تحالف الاتجاهات القومية واليسارية والاسلامية, فشعار يا عمال العالم اتحدوا كان اشتراكيا بامتياز, واليوم ونحن على اعتاب مرحلة جديدة مبنية على قواعد لم يشهدها الواقع العربي, ولم تعرفها القضية الفلسطينية منذ بدأ الاحتلال والتأمر بواكير القرن الماضي, نحتاج الى قراءة اللحظة بعين النصر وعقل القادم, فكل حرب لها ثمار سياسية يجب ان تُقطف, وإلا فاننا سنخسر كما كل مرة.

اول الاستثمار, ان نعيد ترتيب الورقة الفلسطينية الداخلية, على اسس جديدة, تكون المقاومة فيها لاعب استراتيجي, وليست حديقة خلفية نتواطؤ عليها تارات ونحتاجها تارة, فأول القطاف السياسي يأتي من هدير المدافع, ونحن اليوم ولاول مرة على قمة نصر ولسنا على سفح هزيمة, ولا أحد الآن يدانيكم حضورا وقوة, انت وكل المقاومين من مختلف الفصائل الفلسطينية, وحتى لا نكرر خسارة الانتفاضة الاولى, التي اعتبرها فصيل بعينه منجز حصري له, وغالى في الشوفينية التنظيمية, على حساب القضية, فاستأثر بكل شيء ولم يفسح المجال للبناء المؤسساتي والوط?ي.

واعذرني ان خشيت عليك وعلى الحركة من شوفينية تنظيمية, تستدرجكم الى المغالاة كما عشناها ودفعنا جميعا ثمن هذه الشوفينية في انتصارات سابقة,كالانتفاضة الاولى, ولتكن القاعدة الاساس, لا شيء يغري بالنجاح اكثر من النجاح نفسه, وانتم خططتم ونجحتم, فلنستثمر النجاح, كما استثمرته القوات المسلحة الاردنية – الجيش العربي- بعد نصر الكرامة, فراكمت في بناء عقيدة عسكرية صلبة, نعيش نجاحها في كل ازمة, من ازمة وباء وثلوج, الى ازمة حدود ومخدرات.

النصر, وهو متحقق, من حيث رفع كلفة الاحتلال الصهيوني, يجب ان يتحول الى قطاف سياسي, واللحظة التي حذر منها الملك عبد الله الثاني منذ سنوات, بأن القفز عن القضية الفلسطينية, ومحاولة تهميش الفلسطينيين بالقفز عنهم وتطبيع العلاقات مع محيطهم, سيدفع ثمنه الجميع, وصدقت توقعات الملك, لكنكم جعلتم الفضاء والثمن وللمرة الاولى ليس من الرصيد الفلسطيني, فمنحتم الموقف صلابة، وعليكم التاسيس عليه حتى لا يكون الثمن مجرد تهدأة, بل اعادة الاعتبار لكل ما تم الاتفاق عليه وانكره الكيان الصهيوني.

نحتاج تهدأة طويلة كما طرحتم, ولكن على اساس معروف ومتوافق عليه فلسطينيا وقوميا, دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس, واظنها قريبة جدا, بعد تحقيق توازن الرعب مع العدو الصهيوني, الذي لقنته المقاومة درسا, لم يسبق لهم ان تلقوه الا في بواكير ايام حرب اكتوبر, لكن الاستثمار كان بسيطا وتحريكيا وليس تحريريا, وهنا تأتي اهمية توحيد الورقة الفلسطينية, ولا اظن او اخال احد غيركم قادر اليوم على اعادة اللحمة, واسقاط نهج التسويات الشائنة, وبناء نهج فيه الكرامة اولا وتاليا, وفيه وعي اللحظة وفقه المرحلة.

omarkallab@yahoo.com