مرايا –

أثار نجاح الصين في إعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران قلقا كبيرا لدى واشنطن وحلفائها لأن هذه الحدث ربما يكون بداية مرحلة جديدة تفقد فيها الولايات المتحدة الأمريكية نفوذها في منطقة الخليج لصالح الصين.
ويتخوف الغرب أن تكون تجربة الصين الناجحة في الوساطة بين السعودية وإيران بداية لتدخل بكين في قضايا أخرى بالمنطقة، حسبما جاء في تقرير لمجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية.

ففي الوقت الذي تمكنت فيه الدبلوماسية الصينية من إنجاز وساطتها بين الرياض وطهران، بدأت تعد لمرحلة أخرى تتعلق بوجودها العسكري في المنطقة تمثلت في مناوراتها العسكرية التي أجرتها مع كل من روسيا وإيران في خليج عمان، منتصف الشهر الجاري.

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر نفسها الضامن الوحيد لأمن الخليج وممرات النفط خلال العقود الماضية وتستخدم ذلك ذريعة لتبرير وجودها العسكري في جميع مناطقه برا وبحرا وجوا.
ويقول التقرير إن السعودية أصبحت تتحدث بنبرة أوضح عن مصالحها المتعلقة بشراء الأسلحة المتطورة وحقها في امتلاك برنامج نووي سلمي.

وتابع: “لا تزال الفرصة قائمة أمام الولايات المتحدة الأمريكية لإعادة تقييم التزاماتها السياسية والعسكرية تجاه دول المنطقة”، مشيرا إلى أنه يجب على واشنطن أن تدرك جيدا أن وجودها العسكري بالمنطقة يصب في مصلحتها.
ولفت التقرير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تعتمد على نفط الخليج بصورة أساسية في الماضي ولهذا السبب كانت تبذل كل ما في وسعها للاحتفاظ بنفوذها في المنطقة، مضيفا: “لكن بعدما أصبحت تحتل المرتبة الثالثة في تصدير النفط عالميا والمرتبة الثانية في تصدير الغاز، فإن حساباتها بالنسبة للمنطقة ربما تغيرت”.

في المقابل، أصبحت الصين وجهة رئيسية للنفط الخليجي وهو ما يعكس اهتمام بكين المتزايد بهذه المنطقة.

وتقول المجلة إنه إضافة إلى التغيرات في حساباتها المتعلقة بالنفط، فإن عدم نجاح واشنطن في إنجاز العديد من القضايا في المنطقة يفرض عليها إفساح المجال للآخرين في هذه المنطقة والتركيز على مناطق نفوذ جديدة ربما تكون أكثر خدمة لمصالحها في الوقت الحالي من منطقة الخليج.

وأوضحت المجلة أنه يجب على الولايات المتحدة التي تعاني من مشاكل سياسية داخلية أن توجه تركيزها إلى مناطق أخرى مثل أوروبا وشرق آسيا بدلا من منطقة الخليج التي أصبحت شاهدا على تغير موازين القوى عالميا لصالح الصين، التي تحتاج إلى منطقة الخليج وترى أن لديها مصالح حيوية فيها.

ولفتت المجلة إلى أن الصين يمكن أن تلعب دور الوسيط النزيه فيما يتعلق بأزمات المنطقة، مشيرة إلى أن هذا الدور يحتاج سنوات لتثبيته وربما عقود.