مرايا – حولت وزارة الزراعة ملف فقدان غزلان في محمية دبين في جرش لهيئة النزاهة ومكافحة الفساد، بعدما ثبت لها وجود نقص كبير في عددها يتجاوز الـ100 رأس، لا تقل اثمانها عن 50 ألف دينار، فيما يبلغ عدد الغزلان الموجود حاليا في المحمية 176 غزالا، وفق مصدر مسؤول في زراعة جرش، أشار إلى أن التحقيقات الأولية بينت أن سارق الغزلان هو أحد العاملين في المحمية، كان يهربها من تحت الشيك على مراحل.
وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه أن المديرية عندما قامت بتفقد المحمية نظرا لأهميتها السياحية في محافظة جرش والاطمئنان على نسبة المواليد والتكاثر، وجدت أن عدد الغزلان الموجودة فيها لا يتناسب مع الاحصائيات التي تشير إلى وجود أكثر من 350 غزالا فيها.
وأضاف أنه نتيجة لذلك شكلت المديرية لجانا لحصر العدد الفعلي الموجود، ومطابقة العدد الموجود مع العدد المقيد في السجلات ليتضح وجود فرق كبير بين الاعداد، مشيرا إلى مخاطبة وزير الزراعة على الفور وتشكيل لجان تحقيق وتحويل ملف القضية إلى هيئة مكافحة الفساد للتحقيق في الموضوع.
بيد أن المصدر أشار إلى وجود احتمالات اخرى قد تكون ادت إلى النقص في أعداد الغزلان، تتمحور حول الاهمال والنفوق والتي تعتبر مرتبطة بقضايا لها علاقة بالفساد، ومنها العلاجات والاعلاف التي كانت تصرف للغزلان”.
وقال المصدر أن محمية الغزلان من اهم المحميات الطبيعية على مستوى المملكة، مشيرا إلى أن عمر المحمية يبلغ 17 عاما وتتربع على حوالي 200 دونم ضمن محمية دبين.
وأوضح أن مشروع تربية وتكاثر الغزلان فيها من المشاريع الناجحة، خاصة وان معدل الفقدان فيها سابقا كان بسيطا وضمن الحدود المعتدلة، والذي ينحصر بالوفيات الطبيعية أو الأمراض أو العراك.
وبين المصدر ذاته أن المشكلة، أنه كان يتم صرف أعلاف للاعداد المفقودة، وبكميات كبيرة جدا، فيما عدد الغزلان الموجودة لا يحتاج إلى هذه الكميات، مؤكدا ضرورة التحقيق في هذه الكميات واين كانت تذهب.
وقال إن النقصان في العدد يمكن أن يحدث في العادة اما عن طريق نفوقها أثناء الولادة أو العراك داخل المحمية، لكن بنسب بسيطة جدا، مقارنة مع عددها الفعلي، بيد أن المحمية لم يسجل فيها أي حاله هروب أو سرقة للغزلان، سيما وأنها مغلقة بطريقة محكمة، ويتم مراقبتها ومتابعة شؤونها وحراستها من قبل كوادر مؤهلة على مدار الساعة.
ولفت المصدر إلى أن الوزارة حولت قضايا أخرى، تبين من خلالها وجود تزوير في كشوفات الرواتب، وكذلك تزوير في كشوفات العمال وتقاضي مبالغ مالية عنهم، مشيرا إلى أن الوزير قرر فتح خط ساخن مع المديريات في المحافظات للاطلاع على المشاكل التي تشهدها أولا بأول.
ووفق إحصائيات زراعة جرش العام 2015 كان عدد المواليد في محمية غزلان ساكب 80 مولودا و300 غزال.
وقال المصدر إن السبب وراء نجاح المحمية برفع عدد المواليد هو لزيادة الاعتناء بها، وتسييج مختلف المواقع والاسوار بشكل يمنع العابثين أو الحيوانات المفترسة من الدخول إليها، فضلا عن الرعاية الصحية، التي تقدم للغزلان من قبل أطباء بيطريين متخصصين في مديرية زراعة جرش.
وكانت مديرية الزراعة تقوم بإتباع نظام عمل جديد في المحمية، وهو الأول على مستوى الشرق الأوسط والعالم ويعتمد على ترقيم الغزلان، وتحديد هويتها ونوعها وعمرها، وإصدار بطاقات بيان كاملة وشاملة تتضمن كافة المعلومات عن الغزلان الموجودة، بما يضمن تعدادها والعناية بها بشكل فائق، وتوفير الغذاء والدواء والماء بشكل يتناسب مع العمر والمعلومات الصحية الشاملة والموجود على بطاقات البيان.
وبحسب المصدر عملت مديرية الزراعة على اتخاذ عدة خطوات لزيادة الإعتناء بها والحفاظ عليها، ومن أهمها زيادة عدد الحراس وعمل 3 أبراج مراقبة، وصيانة الموقع وتجهيزه بأسوار وشيك يحميها من أي إعتداء خارجي من قبل عابثين أو حيوانات مفترسة، بمنحة خليجية.
يشار الى أن محمية الغزلان في محافظة جرش تم افتتاحها العام 2002 بعدد غزلان 80 غزالا، وقد وصل العدد إلى 220 العام 2013.
وكان تقرير لديوان المحاسبة نشر العام 2013 يؤكد فقدان وزارة الزراعة مجموعة من الغزلان الاسترالية النادرة والباهظة الثمن من محمية دبين في جرش، يقدر عددها بـ132 غزالا، خلال خمسة أشهر في ظروف غامضة.
وأشار التقرير إلى “عدم وجود دقة في عملية إحصاء الغزلان الاسترالية في المحمية، فبموجب كتاب رقم 5/4 / 1 / 302 تبين أن عدد الغزلان 188 غزالا، علما انه وموجب كتاب آخر رقم 5 / 4/ /161 فإن عدد الغزلان الاسترالية يبلغ 320، بفارق 132 غزالا اختفت خلال خمسة أشهر، ويعتقد أنها هربت أو اختفت بدون معرفة الأسباب”.
وكشف التقرير ذاته نفوق 26 غزالا دون وجود ضوابط إتلاف، وتبين أن السبب في نفوق الغزلان لاسترالية التغير المفاجئ في الخلطة العلفية، مما تسبب في حدوث تسمم معوي لدى الغزلان.
يذكر أن الغزلان الاسترالية النادرة التي جرى توطينها في محمية دبين بجرش، هي من النوع النادر الذي كان قد انقرض من المملكة قبل عقود.
وتشكل محمية الغزلان مقصدا سياحيا مميزا يؤمه الزوار بشكل منتظم من كافة أنحاء المملكة.