مرايا – اقتحمت مخابرات الاحتلال، أمس الأربعاء، المسجد الأقصى وتمركزت عند مدخل مصلى باب الرحمة، فيما جدد المستوطنون اقتحاماتهم للمسجد. وأفاد شهود عيان بأن أفرادا من مخابرات الاحتلال تمركزت عند الدرج المفضي الى مصلى باب الرحمة، وقبل ذلك قام اثنان من عناصر شرطة الاحتلال بجولة داخل مصلى باب الرحمة.
وأوضح الشهود أن الشرطة قامت بالتجول داخل المصلى بالاحذية في استفزاز لمشاعر المصلين. واقتحم 36 مستوطنا و7 من الطلبة اليهود، المسجد الاقصى المبارك، عبر باب المغاربة، وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال.
في موضوع آخر، تنتهي اليوم الخميس، مهلة جيش الاحتلال لأهالي حي وادي الحمص بقرية صور باهر، لهدم منازلهم بأيديهم، فيما هدمت آليات الاحتلال منشأتين تجاريتين في بلدة بيت حنينا وصور باهر بمدينة القدس.
وأوضح حمادة حمادة رئيس لجنة حي وادي الحمص، أن مهلة جيش الاحتلال لأهالي حي وادي الحمص لهدم منشآتهم السكنية بأيديهم تنتهي اليوم الثامن عشر من الشهر الجاري، لافتا إلى أن سلطات الاحتلال أبلغت شركة الكهرباء بنيتها هدم المنازل في صور باهر، وطالبتها بفصل التيار الكهربائي يوم تنفيذ الهدم «دون تحديد اليوم لذلك».
وتسود حالة من القلق والتوتر وعدم الاستقرار في حي وادي الحمص، مع قرب انتهاء مهلة جيش الاحتلال، فأهالي الحي يؤكدون رفضهم على هدم منازلهم بأيديهم تحت أي ظرف رغم التهديد بفرض «أجرة الهدم باهظة التكاليف عليهم» في حال قامت جرافات الاحتلال بتنفيذ قرارات الهدم.
وأكد الأهالي أنهم قاموا بالبناء بعد حصولهم على «تراخيص بناء من وزارة الحكم المحلي» حيث تقع منازلهم في مناطق تابعة للسلطة الفلسطينية المصنفة «أ» حسب الاتفاقيات الموقعة، ورغم ذلك لاحقتهم سلطات الاحتلال بحجة «أمن الجدار» المقام على أراضيهم، وأوضح الأهالي انه وعلى مدار سنوات حاول الاهالي الغاء قرارات الهدم دون جدوى، وخطر الهدم يهدد 16 بناية سكنية تضم أكثر من 100 منزل.
إلى ذلك، أجبرت طواقم بلدية الاحتلال في القدس عائلة محمد حمدان العباسي بتفريغ أربع محال تجارية تملكها في حوش أبو تايه ببلدة سلوان، بعد تسلمها، الثلاثاء، قرارا من بلدية الاحتلال يقضي بهدم هذه المحال، بحجة البناء دون تراخيص.
وشرع المواطن ياسر طعمة، وأشقاؤه بساعات الليل بتفريغ مصدر الرزق الوحيد الذي يعيل ثلاث عائلات، لافتا إلى أنه دفع قبل أيام قيمة ضريبة المسقفات المعروفة باسم «الأرنونا» لبلدية الاحتلال وقيمتها الاجمالية 60 ألف شيكل، وقال إن «أكثر من ربع مليون شيكل هي قيمة بضاعته التي بدأ بنقلها إلى مخازن قد تتسبب بإتلاف هذه البضائع».
وأوضح أنه تلقى قرار هدم إداري يوم الخميس الماضي، وتوجه بعدها إلى المحامي من أجل تجميد القرار الهدم، وبالفعل قدم طلبا للمحكمة لكن البلدية سارعت بالهدم.
إلى ذلك، طالبت بعثات الاتحاد الأوروبي في القدس ورام الله، إسرائيل بوقف سياسة هدم المنازل وتهجير وطرد السكان الفلسطينيين، معتبرة أن هذه الممارسات «تقوض إمكانية تحقيق حل الدولتين والسلام الدائم». وقال البعثات الأوروبية في بيان إنها تتابع بقلق النية المعلنة لسلطات الاحتلال بالشروع في هدم عشرة مبان فلسطينية تضم حوالي 70 شقة، الأمر الذي يعرض ثلاث أسر تضم 17 فردًا ومنهم تسعة أطفال لخطر التهجير في حيّ وادي الحمص في القدس. وأعربت عن قلقها إزاء طرد سلطات الاحتلال عائلة فلسطينية من بلدة سلوان شرقي القدس قبل أيام، إضافة إلى تلقى العديد من العائلات الأخرى في وادي ياصول أوامر هدم، مع وجود حوالي 50 قضية حاليًا في محكمة منطقة القدس.
من ناحيتها فالت الامم المتحدة انها تتابع عن كثب التطورات في منطقة صور باهر بمحافظة القدس المحتلة حيث يواجه سبعة عشر فلسطينياً، من بينهم تسعة لاجئين فلسطينيين، خطر النزوح، ويخاطر أكثر من 350 آخرين بفقدان ممتلكات هائلة، بسبب اعتزام السلطات الإسرائيلية هدم 10 مبانٍ ، بما في ذلك حوالي 70 شقة، بسبب قربها من حاجز الضفة الغربية.
وقبل شهر واحد، بعد استنفاد جميع سبل الانتصاف القانونية المحلية تقريبًا، أرسلت القوات الإسرائيلية المحتلة الى السكان ، «إشعار نوايا الهدم» الذي سينتهي اليوم الخميس.
وقالت الامم المتحدة في بيان اصدره 3 مسؤولين هم جيمي ماك جولدريك، منسق الشؤون الإنسانية في فلسطين المحتلة، والسيدة جوين لويس، مديرة عمليات الضفة الغربية في الأونروا، جيمس هينان، مدير مكتب شؤون اللاجئين في الأرض الفلسطينية المحتلة قالت ان «عمليات الهدم والإخلاء القسري تمثل الضغوط المتعددة التي تؤدي إلى خطر النقل القسري للعديد من الفلسطينيين في الضفة الغربية».
واضاف البيان ان الهدم له أثر على سكان القدس الشرقية والمناطق المجاورة بشكل خاص، مع ارتفاع كبير في عمليات الهدم هناك في عام 2019.
وجاء في البيان انه و»من بين سبعة عشر فلسطينيًا يواجهون خطر النزوح الآن، تسعة منهم لاجئون فلسطينيون، بمن فيهم زوجين مسنين وخمسة أطفال». مشيرا الى انه و»بالنسبة للعديد من اللاجئين في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، فإن النزوح هو ذاكرة حية وخطر وشيك. إن النزوح، خاصة بالنسبة إلى أكثر الفئات ضعفا، له آثار مؤلمة وله عواقب دائمة»
وقالت الامم المتحدة انها تشارك الآخرين في المجتمع الدولي في دعوة إسرائيل إلى وقف خطط هدم هذه الهياكل وغيرها وتنفيذ سياسات التخطيط العادل التي تسمح لسكان الضفة الغربية الفلسطينيين ، بما في ذلك القدس الشرقية ، بالقدرة على تلبية احتياجاتهم من الإسكان والتنمية، في تمشيا مع التزاماتها كقوة احتلال.
كما نصب مستوطنون بيوتا متنقلة « كرفانات» على أراضي المواطنين في الأغوار الشمالية. وافاد الناشط الحقوقي عارف دراغمة ان المستوطنين نصبوا عددا من البيوت المتنقلة خلال اليومين الماضيين، غرب مستوطنة «مسكيوت» في منطقة «أبو القندول» في وادي المالح، ووضعوا سياجا في المنطقة، وهي امتداد لمنطقة «المرمالة» التي تم شق طريق استيطانية لها قبل عدة أيام، كما نصبوا بيوتا أخرى في البؤر الاستيطانية بمناطق «السويدة» و»خلة حمد».
ونوه دراغمة إلى أنهم يعملون بشكل متواصل على نصب المزيد من هذه «الكرفانات» في المنطقة. يشار إلى أن المستوطنين قاموا خلال الأسبوع الماضي بمسح للأراضي في الأغوار الشمالية، وزراعة أشجار للمستوطنين في منطقة خلة حمد.
وتتسارع وتيرة النشاط الاستيطاني في الأغوار الشمالية لتحويل المستوطنات والبؤر الاستيطانية الى مدينة استيطانية كبيرة على الالاف الدونمات في الأغوار التي تعود للمواطنين (إذ تشهد مستوطنات «ميخولا» و»شديموت ميخولا» و»روتم» و»سلعيت» بالاضافة الى البؤرة الاستيطانية التي اقامها مستوطنون متطرفون على أراضي خلة حمد والتي تشكل حلقة الضم والتوسع للمستوطنات الأربع التي تطبق على منطقة الفارسية، ولم تعد تفصلها عن بعضها البعض سوى أمتار قليلة، وسط تهديدات مبيتة لضمها ضمن مستوطنة كبرى في الأغوار.
وتسعى سلطات الاحتلال إلى جعل تلك المستوطنات مترابطة جغرافيا، تمهيدا لتحويلها إلى مدينة استيطانية ضخمة تستولي على آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية المصادرة، علما أن أعمال البناء والتوسع في هذه المستوطنات، طالت مساحات واسعة من الأراضي.(وكالات)