مرايا – قصي أدهم – باستثناء الاحتفاء السعودي بخبر القمة الرباعية في مكة المكرمة لدعم الاردن , فإن التفاصيل غامضة ولا تصريحات رسمية بهذا الشأن , وكأن الجميع اكتفى بما تنشره مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية السعودية , فقد تصدر وسم ‘السعودية والاردن بلد واحد’ موقع التواصل الاجتماعي تويتر بعد اعلان السعودية عن قمة في مكة المكرمة لدعم الاردن , وغرد في الوسم اكثر من 250 الف تغريدة.
اردنيا تعيش البلاد على هدير نجاحات اعتصام الدوار الرابع وسرعة استجابة الملك للمطالب الشبابية ولاحقا استجابة رئيس الوزراء الملكف , الذي اعاد نشاطه على موقع تويتر رغم انشغالاته وطالب الشباب بعدم التفكير في الهجرة , وعلى غرار التغريدات السعودية اعاد الشارع الاردني البسمة لمتابعيه وهو يطرح تغريدة تدعو شباب الدول الاوروبية الى الهجرة الى الاردن .
بالعودة الى الملف الخليجي الاردني , فإن التوقيت يبدو اقرب الى ” خراريف الجدات ” حيث يكبر الطفل في دقيقة , وهكذا انقلبت الاستدارة الخليجية او اغلاق الاذان الى استجابة موضوعية بل ان تحالف الاضداد تحقق فقط في الاردن مع انضمام الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى جانب الخائفين على الاردن واستقراره رغم تناقضه مع الخليج في الملف القطري والسوري , وهذا يعكس احساسا عميقا بأن ثمة رغبة كونية بعدم وصول الشارع الاردني الى مصاف عدم الاستقرار , مما يبعثر اوراق الاقليم بمجملها وينعكس على امن المنطقة والخليج تحديدا .
سرعة الاستجابة الخليجية باستثناء الاشقاء في الكويت , خلقت حالة من الاطمئنان اردنيا لكنه اطمئنان محاط بالاسئلة القلقة عن مستوى الانهاك الذي وصلته الدولة وهل كان الحراك فاعلا الى حد القلق وان عواصم بدات تستثمر في اوجاع الاردنيين ؟ هذه الاسئلة كلها لا يستنكرها السياسي المخضرم ممدوح العبادي , بل يرى انها كلها مجتمعة هي التي سرّعت في الاستجابة الخليجية وتحديدا من الشقيقة السعودية التي خشيت ان يطالها الخطر ان حدث في الاردن تطور غير محمود , فالدولة التالية ستكون هي بالتأكيد .
اذن حرص خليجي على امنه وعلى استقرار المنطقة هو الذي دفع بالعاهل السعودي الى الدعوة لقمة رباعية من الدول التي تملك فائضا ماليا , فلماذا تتدخل تركيا او تدخل على الخط الخليجي , وهل حمل هاتف اردوغان الى الملك عبد الله ما يخفف عنه ضغط الاشتراطات الخليجية التي بدأت تتناقلها وسائل اعلام قريبة من ايران وسورية تحديدا , حيث تؤكد تلك الوسائل الاعلامية ان الاردن سيعاني من ضغوطات سياسية مقابل مساعدات مالية , وان الضغوطات ستكون لتمرير بعض المفاصل في صفقة القرن .
مصدر سياسي يقول ان اردوغان قدم للملك دعما تركيا وانه وفر بديلا حيويا لدعم الخليج اذا كان متناقضا مع الثوابت الاردنية , بمعنى ان اردوغان قدم مشروعا بديلا للمشروع الخليجي – الامريكي , فما زال كثيرون يرون بأن هذا الحماس الخليجي بعد فترة صمت وركون في العلاقات رغم ارتفاع صوت الانين الاردني , يؤكد التدخل الغربي وتحديدا الدول السبع بقيادة الولايات المتحدة .
قمة مكة المكرمة من المفترض ان تفتح ابواب الدعم المالي والدعم الاستثماري في الاردن ويجري الحديث عن صندوق سيادي خليجي للاستثمار في الاردن يرث الصندوق السعودي , وكذلك منح الاردن افضلية في العمل والتبادل التجاري , وثمة من يغامر بالحديث عن رفع مستوى العلاقة مع مجلس التعاون الخليجي الى درجة تقل عن العضوية الكاملة ولكنها اعلى من الوضع الحالي مما يسهل حركة الاقامة والتجارة للاردنيين داخل دول الخليج .
قمة مكة اثارت اسئلة موعد اليمين الدستوري لحكومة الدكتور عمر الرزاز , حيث يتداول قانونيون ونشطاء عن قانونية مرافقة الدكتور الرزاز للملك ,طالما لم يقسم , ام انه سيقوم بالقسم ظهرا ويغادر بعدها مع الملك الى مكة رغم ان كثيرا من الفقهاء القانونيين لا يرون مخالفة في سفر الرزاز مع الملك قبل اداء اليمين .الانباط