رأى تقرير عبري، يوم السبت، أن الأردن لديه “مبررات منطقية” لكي يصبح الدولة الأكثر تخوفًا من تشكيلة الحكومة الإسرائيلية المقبلة.
وقال التقرير الذي نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، إن الحكومة المنتهية ولايتها، كانت قد نجحت بترميم العلاقات بين عمَّان وتل أبيب، بعد فترة طويلة من التوتر والقطيعة بين رئيس الحكومة في حينه، بنيامين نتنياهو، والذي كُلف حاليًا بتشكيل الحكومة السابعة الثلاثين في تاريخ البلاد، وبين العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
وأشارت الصحيفة إلى أن “مسؤولين أردنيين يتحدثون بحذر عن الحكومة المقبلة، ويؤكدون أنهم سيصدرون حكمهم عليها حين تتشكل، وأن الأفعال وحدها هي التي ستثبت طبيعة توجهاتها، إلا أنها على قناعة بأن حالة من القلق تنتاب هؤلاء المسؤولين”.
“وتخشى المملكة أن تتبدد جميع الإنجازات التي تحققت خلال عام ونصف العام، هي عمر حكومة نفتالي بينيت – يائير لابيد”، وفق التقرير.
وأضاف أن “أحدًا هناك لا يثق في نتنياهو، وأن المخاوف الأكبر تتعلق باحتمال تغيير الوضع الراهن للحرم القدسي الشريف”.
وتابع: “وبشكل طبيعي، ترتبط هذه المخاوف بصعود التيار القومي، وتحول الناشط المتطرف إيتَمار بن غِفير، زعيم حزب “القوة اليهودية” إلى شريك في الائتلاف الجديد، كما تزداد المخاوف مع الحديث عن احتمال توليه حقيبة الأمن الداخلي”.
وذهبت الصحيفة العبرية إلى أن “ثمة احتمالات كبيرة أن خطوة تعيين بن غِفير وزيرًا للأمن الداخلي، تحمل بين طياتها نوايا لتغيير الوضع الراهن بالحرم القدسي، حتى ولو نفى نتنياهو هذا الأمر”.
قلق عميق
واقتبست “يديعوت أحرونوت” عن وسائل إعلام أردنية، أن الملك عبد الله الثاني كان قد أعرب عن قلقه، قبل عام، خلال حديث مع الصحفيين في لندن، جراء احتمال عودة نتنياهو للسلطة، وكذلك عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
واعتبرت أن “مخاوف عاهل الأردن بشأن نتنياهو تحققت”.
وأوضحت أن “المخاوف الأردنية بشأن نتنياهو ترتبط بمسألة الوضع الراهن بالحرم القدسي، واحتمال إلغاء الوصاية الأردنية عليه، وتمكين اليهود من الصلاة في الموقع؛ ومن ثم إلغاء الهوية العربية الإسلامية”.
“وسيتبع خطوة من هذا النوع، حال حدوثها، عملية ترحيل قسري “ترانسفير” للفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن”، الأمر الذي أشارت إليه الصحيفة ضمن مبررات المخاوف الأردنية.
وكان وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، أعرب عن تلك المخاوف أمام سفراء الدول العربية في العاصمة الأردنية.
وأكد الصفدي أن “نوايا نتنياهو ضم بن غِفير لحكومته تثير القلق؛ لأن الأخير يواصل إهانة طاقم الأوقاف الأردني بالحرم القدسي”.
ولفتت “يديعوت أحرونوت” إلى أن “سفراء أوروبيين استمعوا أيضًا من وزير الخارجية الأردني أن هناك مخاوف في عمَّان بشأن تطلع الحكومة الإسرائيلية المقبلة لتغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي الشريف؛ إذ تخشى المملكة أن تؤدي هذه الخطوة إلى اشتعال الأوضاع، وصراع ديني، وانتفاضة ثالثة”.
 وبلغت ذروة الأزمة بين عمَّان وتل أبيب خلال ولاية نتنياهو الأخيرة؛ العام الماضي، حين منعت طائرة تقله من عبور أجواء المملكة، ردًا على إلغاء زيارة ولي العهد الأردني، الأمير حسين بن عبد الله الثاني، إلى مدينة القدس المحتلة.
ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها بإبلاغ عمَّان أن المجال الجوي الإسرائيلي مغلق أمام الطائرات الأردنية.
تطمينات إسرائيلية
وأحصت “يديعوت” مواقف أخرى أدت إلى توتر العلاقات بين البلدين، وأشارت إلى أن حكومة بينيت – لابيد كانت قد نجحت بترميم العلاقات الأردنية الإسرائيلية، وأن ملك الأردن عقد لقاءات مع بينيت ولابيد، وكذلك مع وزير الجيش بيني غانتس.  
وتطرقت للقاءٍ جمع بين ملك الأردن والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، على هامش قمة المناخ في مدينة شرم الشيخ المصرية، وأعرب عبد الله الثاني أمام الرئيس الإسرائيلي عن مخاوفه بشأن تغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي، على خلفية تولي بن غِفير وزارة الأمن الداخلي بشكل محتمل.
ورأت أن حديث هرتسوغ مع ممثلي حزب “شاس” المتشدد دينيًا، بعد ذلك، عن مخاوف العالم بشأن قضية الحرم القدسي ووجود بن غِفير في الحكومة على صلة باجتماعه المشار إليه في شرم الشيخ.
ونوهت إلى رسائل التهدئة التي وجهها نتنياهو عقب نجاح حزبه في الانتخابات، إلا أن صعود “الصهيونية الدينية” يثير قلق الأردن؛ لأن قضية المسجد الأقصى تعد الأهم للمملكة؛ وتحمل زخمًا لإشعال الأوضاع حال المساس بالوضع الراهن.
وختمت الصحيفة العبرية بالقول إن رسائل التهدئة التي وجهها نتنياهو هي التي دفعت الأردن إلى الموافقة على توقيع مذكرة تفاهم مع إسرائيل، على هامش قمة المناخ، بشأن بيع إسرائيل الكهرباء الأردنية مقابل المياه.