قال العين طلال الشرفات إن إحدى أهم معيقات فعالية الأداء العام في الدولة الأردنية عدم قدرة غالبية النخب السياسية والاجتماعية على الفصل الموضوعي المجرد ما بين العام والخاص، وغياب نظرة الحياد الإيجابي في التوصيف والتوظيف تجاه القضايا الوطنية، وتبني فكرة الثأر في المناقشات العامة في اللجان والمنتديات والحوارات العامة، واستبعاد المقاربات الأخلاقية الوازنة لمفهوم الصالح العام، واستحضار المنطلقات الفئوية أو المناطقية أو القطاعية أو العرقية أو الطائفية وتغليفها بلباس الشفافية المشوهة أو الحرص الوهمي والنزاهة المفتعلة.

وأضاف “صحيح أن الإرادة السياسية متطلب سابق لأي اصلاح ومفتاح ضروري للعمل الديمقراطي البرامجي الحرّ الذي يوصل إلى مساحات العمل البرلماني الحقيقي، وهو امر وثابت في التوجيهات الملكية المتعددة والأوراق الملكية النقاشية،ولكن ثمة منطلقات أخرى توازي تلك الأهمية بل تزيد؛ هي القدرة الوجدانية الحقيقية على الفصل الأمين والصادق بين العام والخاص، وعدم احتكار الحقيقة التي اثقلت كاهل المبادرات الوطنية، وتجنب الأحكام المسبقة او استحضار نتائج سطحية في القضايا الوطنية على إختلاف مضامينها وأهدافها”.

وتابع “ثمة عوارٍ طاغٍ على المشهد العام يتمثل في سوداوية النظرة تجاه الاشخاص والمواقع والمؤسسات يرافقها محاولات ممنهجة لتفكيك الثقة العامة بالمؤسسات ومغادرة بيروقراط الدولة إلى أتون الفوضى والفشل والانفلات، وكل هذا يدعونا للتأكيد على ضرورة إعطاء فرصة للمبادرات الإصلاحية واختبار مضامينها ومخرجاتها عند الانتهاء منها وإعطاء مساحة معقولة للاختبار والتطبيق”.