الموازنة على مائدة الاعيان الاثنين

التعديل بعد الموازنة والرئيس ينتظر تسهيلات من صندوق النقد والبنك الدولي

الرئيس يحاور الادارة الامريكية لتحسين شروط مؤتمر لندن

نصيحة اقتصادية اسفرت عن ابعاد الرئيس عن حوار صندوق النقد

مرايا – عمر كلاب

تضاربات كثيرة قادمة من قاطع المحور المالي والاقتصادي , افرز تضاربات على مسار زيارة رئيس الحكومة عمر الرزاز الى واشنطن , فبعد ان كانت الزيارة مقررة يوم الاثنين القادم , جرى سحبها ليوم واحد , بعد ان رأت مرجعيات مالية ان دخول الرئيس في حوارات مباشرة مع صندوق النقد والبنك الدوليين , ليس لائقا , والمفترض ان يتدخل الرئيس اذا ما احتاج الامر الى شخصية من العيار الثقيل حرصا على صورة الاردن , ويبدو ان هذا التفسير قد لقي اذانا صاغية من المرجعيات , بحيث يلتقي الرئيس مع الجانب الامريكي الرسمي فيما يتولى الوفد الحكومي حوارات صندوق النقد والبنك الدولي , تحديدا وان اشارات امريكية غاضبة وصلت الى الاردن بعد زيارة الوفد النيابي الاردني الى دمشق , لكن المرجعيات الاردنية رفضت الاستماع الى النصائح الامريكية .

رأي فيه الكثير من الوجاهة تحدثت فيه شخصية ثقيلة الى الانباط , بأن التحاق الرئيس بالوفد الحكومي بعد سفره جاءت من اجل ان يحضر الرئيس جلسة الاعيان يوم الاثنين القادم والتي سيجري فيها اقرار الموازنة العامة للسنة المالية الحالية ,والتي وفى الاردن فيها بالتزاماته لصندوق النقد , وبالتالي فإن المفاوضات مع البنك والصندوق ستكون اكثر انتاجية واقل سخونة , ويستطيع الرزاز ان يستخلص من المؤسستين تخفيف الاعباء الاردنية او زيادة الدعم للاردن في مؤتمر لندن المنوي عقده في شباط القادم , والذي يراهن الاردن فيه على دعم المؤسستين الدوليتين , لرفع قيمة الدعم والمنح للاردن لمواجهة الاعباء الاقتصادية في ظل تباطؤ عودة اللاجئين السوريين .

التحضيرات لزيارة الولايات المتحدة ولقاء الصندوق والبنك , يجري الاعداد لها بحصافة وبتعاون بين اركان الدولة , لأن التسهيلات التي سيحصل عليها الاردن ستنعكس على مقدار المنح والاستثمارات في مؤتمر لندن , لذلك جرى تأجيل التعديل الى حين الانتهاء من هذا الملف حصرا , رغم الظلال التي تصاحب تأجيل التعديل من حيث الدلالة على عُمر حكومة الرزاز الذي بدا مرتاحا لاجرائه تعديلا على حكومته خلال لقائه مع فضائية رؤيا الاردنية , مما يقلص افتراضات رحيل الحكومة كما يتأمل طامعون وطامحون , يعملون بكل قوة من اجل رحيل الرزاز وكسر جرّة على تجربة رئيس من خارج نادي الباشوات التقليدي .

الرزاز , بدوره يسعى الى كسب معركة الوقت لانضاج مشروعه الحكومي القائم على اركان ثلاثة , الانتاج والتضامن والتكافل , فهو نجح من خلال الموازنة في المساواة بين النفقات الجارية والتحصيلات الداخلية , ويحتاج الى منح وشراكات للمشاريع الرأسمالية , التي ستمنح الحالة الداخلية النشاط المأمول في ظل انفراج اقليمي على المسارين المجاورين , العراق وسورية , وفي نفس السياق فإن الرزاز ينتظر اعادة السفراء بين دمشق وعمان قبل ان يحدد موعدا لزيارته دمشق , بمعنى ان الزيارة تحتاج الى ترتيبات برتوكولية فقط .

الحكومة تعيش كوابيس شعبية وصالوناتية , لكنها تراهن على التعديل القادم وعلى حوارات نيويورك وواشنطن من اجل التخلص من هذه الكوابيس , فكل منحة او دعم ياتيان اليوم سيكونان لمشاريع فعلية تنعكس على الواقع المعاشي للمواطن الاردني وعلى مستوى الخدمات المقدمة له .