مرايا – اذا كان الموروث الديني قد كرّس بوقار ناقة صالح وحوت يونس وبقرة اليتيم من بني اسرائيل , كحيوانات ذات دلالة , فإن الرسمي الاردني أبى الا ان يكرّس بفكاهية سوداء حيوانين سيبقيان في ذاكرة الاردنيين طويلا , وربما يتحولان الى ملحمة سردية للاحفاد في اجيال قادمة ستروي بفكاهة مريرة قصتنا مع الحيوانين .
في امتحان الثانوية العامة عام 1999 استأثرت نملة التربية والتعليم على احاديث الاردنيين بعد ان حمل سؤال في مبحث الرياضيات قصة النملة الى الشارع الاردني ويومها خرج وزير التربية والتعليم واظنه اما محمد حمدان او فوزي غريبة على الاردنيين بتبرير لطيف , فحواه ان هذا سؤال للمتفوقين دراسيا , وكادت القصة ان تندثر لولا ان ان اعادها الى الحياة مدير شركة الكهرباء الوطنية وبحضور وزيرة الطاقة وفي اجتماع رسمي مع لجنة الطاقة لتنفسير اسباب انقطاع الكهرباء العام عن الاردن , حين قال ربما طائر هبط على خطوط الكهرباء افضى الى قطع التيار عن الاردن .
ما بين طائر الكهرباء ونملة التربية والتعليم تكمن مسافة القلق الاردني من مسؤوليه الذين لا يحترمون عقله ولا يدرسون خطابهم واجاباتهم , مما يعزز انهيار الثقة بين الرواية الرسمية وحجم المخيال الشعبي او حجم الاجابات القادمة من خبراء او اشباه خبراء , فتتعمق الفجوة وينمو على حوافها عشرات القصص والحكايا .
اجابة مدير عام شركة الكهرباء الوطنية في جلسة يفترض انها رفيعة المستوى وبالغة الحساسية تشي بأن الكهرباء ليست بخير ولا ملف الطاقة بمجمله بخير , فإذا كانت نملة التوجيهي للمتفوقين , فإن طائر الكهرباء لا يليق بمستوى محدودي الذكاء وليس بشعب حقق اعلى نسبة مساهمة في بناء التطور عربيا بل ويجلس الكثير من ابنائه على مقاعد وثيرة في كبريات الشركات والمستشفيات العالمية .
طائر الكهرباء مثل طائر العنقاء الذي يتشارك مع الغولة او الغول حكايا الاطفال , فهما نسج من خيال لذلك قالت العرب ثلاثة مستحيلات الغول والعنقاء والخلّ الوفي وبمساهمة من وزيرة الطاقة ومدير الكهرباء الوطنية يمكن اضافة رابع او استبدال الخلّ الوفي لطائر الكهرباء .
قصي ادهم – الأنباط