قال أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبد الله كنعان ان الذكرى الثانية والعشرين لعيد الجلوس الملكي لجلالة الملك عبد الله الثاني على العرش مناسبة عظيمة مباركة، جاءت ومملكتنا العزيزة تدخل المئوية الثانية من عمرها، وتزامنت المناسبة مع ذكرى النهضة العربية الكبرى ويوم الجيش.

وأضاف كنعان في بيان صحفي صدر اليوم الأربعاء عن اللجنة، ان تزامن هذه المناسبات يحمل دلالات وطنية وقومية تعبر عن مدى العلاقة الوثيقة بين بني هاشم الاخيار وجهودهم وتضحياتهم من أجل بناء الوطن ورفعة الأمة ووحدتها ومركزية قضيتها الفلسطينية وجوهرتها القدس.

وقال إن مناسبة ذكرى الجلوس الملكي على العرش تبعث في النفوس هذا الإرث والتاريخ الذي قدمه وما زال الهاشميون في سبيل التنمية الشاملة والتطور والتقدم الذي وصل اليه الأردن بفضل قيادتهم، حيث ترسخت أركان الدولة بحكمة الهاشميين والتفاف أبناء الوطن حولهم وثقتهم بهم.

وأكد كنعان ان القيادة الهاشمية حافظت على بعدنا العربي والإسلامي والإنساني العالمي، وهي ذات المرتكزات التي أشار لها جلالة الملك في الأوراق النقاشية ورسالة عمّان وفي جميع الخطابات واللقاءات والمقابلات المحلية والدولية والتي شكلت بمجملها إطاراً يحقق للأردن والأمة ما يعود عليهم بالخير.

وبيّن أن الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية التي حملها جلالته بأمانة وإخلاص، كانت وما تزال الدرع القوي الذي نقف جميعاً خلفه في الدفاع عن الوطن والأمة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية في القدس أمام جميع التحديات التي تواجهها، ونتمسك بدعوة جلالته للعالم ومنظماته الشرعية بنشر قيم السلام والمحبة والأمن، بما في ذلك حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967م.

وعلى ذات الصعيد، قال كنعان ان الأمة كانت على امتداد جغرافيتها في 10 حزيران عام 1916م على موعد مع انبعاث مجدها التليد وفكرها الأصيل المتمثل في إعلان المغفور له الشريف الحسين بن علي النهضة العربية حيث كان يؤمن بأن نهضة الأمة ترتكز على ثلاثة عناصر هامة هي الوحدة والاستقلال والحرية، ولترسيخ ذلك والبناء عليه ناضل الشريف الحسين وحوله أحرار العرب من بلاد الشام والعراق ومصر والجزيرة العربية وغيرها.

وأضاف في بيان صحافي، ان وحدة البلاد العربية في فكر الشريف الحسين تجسدت في رفضه التنازل عن أي شبر من هذه البلاد، وتمسكه بحدود الدولة العربية الواحدة التي سعى إلى استقلالها بما فيها فلسطين ورفض جميع المقترحات والمحاولات البريطانية الاستعمارية الهادفة إلى تمزيقها وسلخ فلسطين عنها.

وأضاف اننا ننعم اليوم بقيادة هاشمية تحمل راية النهضة العربية وتؤمن برسالتها الخالدة في حفظ الكرامة الإنسانية والعدالة، هذه النهضة التي شكلت الدستور والعقيدة والسياسة الأردنية في الدفاع عن قضايا الأمة المركزية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وجوهرتها القدس، فقد شكلت زيارة الشريف الحسين بن علي إلى القدس عام 1915م وتبرعه بأكثر من 38 ألف ليرة ذهبية لإعمار المسجد الأقصى المبارك وبقية مساجد فلسطين عام 1924م دلالات عميقة بأن القدس هي مركزية النهضة العربية وقيادتها الهاشمية.

وقال إن اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد أن النهضة العربية ليست حدثاً تاريخياً في عصرنا الحديث فقط، بل هي رسالة هاشمية عالمية متجذرة نصرة للحق ودفاعاً عن حق الشعوب بتقرير مصيرها، وايماناً هاشمياً بضرورة وحدة الأمة وتكاتفها في سبيل حماية الأرض والمقدسات والثروات في وجه أي قوة ظالمة، مشيرا إلى ان الدبلوماسية الأردنية بتوجيهات مباشرة من جلالة الملك عبد الله الثاني صاحب الوصاية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس تنشط في فضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وهمجيته في اقتحام المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف والاعتداء على الكنائس ومصادرة الأراضي والعقارات وإجراءات تهويد احياء القدس وتهجير أهلها كما هو الحال في حي الشيخ جراح وسلوان وغيرها من ممارسات الاحتلال المخالفة للشرعية الدولية.