في الوقت الذي تسيطر فيه اليوم تطبيقات التراسل وتطبيقات شبكات التواصل الاجتماعي على مشهد التواصل الإلكتروني الاجتماعي مع تدفق عشرات ملايين الرسائل يوميا بين المستخدمين الأردنيين عبر منصاتها المبنية على شبكة الإنترنت، إلا أن خدمة الرسائل النصية الخلوي المعروفة اختصارا بـ ” اس ام اس” ما تزال حاضرة رغم تراجعها الحاد لدرجة أن بعضهم يعتقد أنها اندثرت إلى غير رجعة أو أنها في طريقها إلى الزوال، ببساطة المسجات الخلوية ما تزال خيارا أساسيا للاتصال.

هذا الاعتقاد والانطباع هو خاطىء وفقا لمستخدمين يؤكدون أنهم يواظبون على استخدام هذه الرسائل الخلوية في حياتهم اليومية وحتى العملية رغم أنها خدمات مدفوعة لصالح الشركات الخلوية، وأنها ما تزال خيارا إضافيا للاتصال مع الآخرين، فيما لا تزال الكثير من المؤسسات والشركات تعتمد على هذه الخدمة في مضمار التسويق والإعلان والترويج خصوصا فيما يسمى بخدمات الرسائل بالجملة.
حضور الرسائل الخلوية ” الاس ام اس” – رغم تفوق تطبيقات التراسل والتواصل الاجتماعي في العديد من المزايا أهمها المجانية وغنى المحتوى وتنوعه – تؤكده الأرقام الرسمية الصادرة عن هيئة تنظيم قطاع الاتصالات، إذ تظهر الأرقام بوضوح أن نسبة كبيرة من مستخدمي الخدمة الخلوية في الأردن ما يزالون يستخدمون هذه الخدمة في حياتهم اليومية.
وبحسب الأرقام الرسمية الصادرة عن هيئة تنظيم قطاع الاتصالات فقد تداول الأردنيون من مستخدمي الهواتف الخلوي عبر شبكات الاتصالات المتنقلة الرئيسية الثلاثة قرابة 1.64 مليار رسالة خلوية قصيرة خلال العام الماضي 2020.
ووفقا للأرقام الرسمية فقد بلغ المعدل الشهري للرسائل الخلوية المتداولة خلال 2020 قرابة 1333.3 مليون رسالة خلوية قصيرة في الشهر الواحد.
ووفقا للبيانات الصادرة عن الهيئة فقد بلغ المعدل الشهري للرسائل الخلوية لكل مشترك حوالي 19 رسالة خلوية قصيرة للمشترك الواحد في الشهر.
وبلغ عدد مستخدمي الخلوي في الاردن نهاية العام 2020 قرابة 7 ملايين مستخدم بنسبة انتشار تقدر بحوالي 65% من عدد سكان المملكة.
وتتميز الرسائل المتداولة عبر منصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل بمجانيتها وإمكانية استخدام محتوى أكثر غنى مكتوب أو مصور أو فيديوي، فضلا عن إمكانية التراسل لمجموعات بأعداد كبيرة، وارتباطها بخدمات أخرى مثل الاتصالات المجانية، فيما تكتفي خدمات الرسائل القصيرة بإمكانية التراسل عبر النصوص المكتوبة والصور بإمكانات محدودة مقارنة بالتطبيقات الذكية.
ويعود تاريخ خدمة الرسائل القصيرة حول العالم إلى أكثر من 28 سنة عندما أرسلت أول رسالة نصية قصيرة “SMS” من قبل مهندس يبلغ من العمر 22 عاما، يدعى نيل بابورث.
وقد جاء في نص الرسالة القصيرة الأولى عبارة التهنئة “ميلاد سعيد” (Merry Christmas)، حيث قام بابورث بإرسالها من جهاز الكمبيوتر الخاص به العام 1992، إلى زميل له خلال حفل للاحتفاء بهذه المناسبة.
وتم نقل الرسالة عبر شبكة “فودافون”، وبدأت بذلك ثورة الرسائل النصية من شخص لآخر، وكانت هذه التكنولوجيا قد خضعت في الواقع لبعض التجارب قبل ذلك، بقيادة المهندس الفنلندي ماتي ماكونين.
وقال ماكونين، الذي توفي العام 2015، إنه يعتبر تطور الرسائل النصية القصيرة SMS، جهدا مشتركا، حيث إن نوكيا هي التي ساعدت في تعميم الخدمة.
وتشير أرقام عالمية إلى أن العام 2017 شهد إرسال 32 تريليون رسالة سنويا حول العالم، عبر التطبيقات مقارنة بـ 7.89 تريليون رسالة نصية فقط. ومن المؤكد وفقا لخبراء أن الفجوة قد اتسعت بين الخيارين لصالح التطبيقات التي يستخدمها ويعتمد عليها اليوم أكثر من 90% من مستخدمي الهواتف المتنقلة مع ارتباط خدماتهم الخلوي بشبكات الإنترنت عريض النطاق والتي تدعم مثل هذه التطبيقات.