كتب : أحمد العنبوسي
حسب اخر تصنيف لـ ” شنغهاي ” لا يوجد اي جامعة اردنية بين الجامعات المصنّفة في قائمة هذا التصنيف ، وان استعراض بعض الجامعات لحضورها المتقدم كما تدعي ببعض المحاور هو محاولة لشد الانظار اليها والتشويش ، ويحتاج لدليل علمي صادرعن شنغهاي يدعم ذلك …. كما أن الاستناد الى بعض المحاور الشكلية والتي تستطيع اي جامعة غير مصنّفة نهائيا الحصول عليها لهو تضليل للوسط الاكاديمي والجمهور ومحاولة لخداع الراي العام لتحقيق مكاسب وهمية لا تمت للحقيقة بصلة .
ومن تابع مثلا تصنيف التايمز ونتائجه على أرض الواقع بعد استضافة قمة التايمز في الأردن قبل أيام وإعلان النتائج رسميا تبين له ادعاءات البعض سابقا بتراتبية معينة وان ذلك كان ذراً للرماد في العيون …. وسطعت شمس الحقيقة بظهور النتائج علنا ، واذا كانت تلك الجامعات لم تحقق مركزا متقدما يُذكر في تصنيف التايمز وهو الأقل صعوبة من تصنيف شنغهاي، فكيف لها ان تحقق تقدما في هذا التصنيف ” شنغهاي “.
واليكم محاور هذا التصنيف ” شنغهاي ” التي يشترط التالي لإنضمام الجامعات إليه :
• يعتمد تصنيف شنغهاي الأكاديمي العالمي للجامعات (ARWU) على ستة مؤشرات موضوعية تمامًا:
1- الخريجون الحائزون على جوائز كبرى (Alumni) :
عدد خريجي الجامعة الحاصلين على جوائز نوبل في الفيزياء أو الكيمياء أو الطب أو الاقتصاد، أو ميداليات فيلدز في الرياضيات.
2- أعضاء هيئة التدريس الحائزون على جوائز كبرى (Award) :
عدد أعضاء هيئة التدريس الحاليين (وقت التصنيف) الحاصلين على جوائز نوبل أو ميداليات فيلدز.
3- الباحثون الأكثر استشهاداً بهم (HiCi) :
عدد الباحثين ذوي الاستشهادات العالية والذين يتم اختيارهم من قبل شبكة العلوم (Clarivate Analytics Highly Cited Researchers) في 21 مجالاً أكاديمياً.
4- الأوراق المنشورة في مجلتي Nature و Science (N&S) :
عدد المقالات البحثية المنشورة في مجلتي “Nature” و “Science” المرموقتين.
5- الأوراق المفهرسة في مؤشرات الاقتباس الرئيسية (PUB) :
عدد الأوراق المفهرسة في فهرس الاستشهادات العلمية الموسع (SCIE) وفهرس الاستشهادات في العلوم الاجتماعية (SSCI).
6- الأداء الأكاديمي للفرد (PCP) :
يُحسب هذا المؤشر بناءً على الأداء الأكاديمي العام للمؤسسة مقسوماً على عدد أعضاء هيئة التدريس بدوام كامل (لتقييم الإنتاجية بالنسبة لحجم المؤسسة).
*** كما يتم إدراج الجامعة في التصنيف إذا استوفت حداً أدنى من متطلبات البيانات التي تعكس أداءها الأكاديمي والبحثي، وتتمثل هذه المتطلبات بشكل أساسي في:
يجب أن يكون لدى الجامعة خريجون أو أعضاء هيئة تدريس حازوا على جوائز مرموقة مثل جوائز نوبل أو ميداليات فيلدز.ويجب أن يكون للجامعة عدد كبير من الأبحاث المنشورة في مجلات علمية عالمية بارزة مثل Nature وScience.
الى جانب وجود باحثين من ضمن “الباحثين الأكثر استشهاداً بهم” (Highly Cited Researchers) والذين تختارهم شركة Clarivate Analytics.
و امتلاك عدد كبير من الأوراق البحثية المفهرسة في مؤشرات الاقتباس العلمي والاجتماعي الموسعة SCIE وSSCI في شبكة العلوم (Web of Science) .
فالجامعات التي تستوفي هذه المعايير يتم تضمينها في عملية التصنيف، ومن ثم يتم نشر قائمة أفضل 1000 جامعة بناءً على أدائها في هذه المؤشرات.
التصنيف يعتمد كلياً على البيانات المتاحة للجمهور من مصادر خارجية موثوقة، وليس على استبيانات أو بيانات مقدمة من الجامعات نفسها.
كما يقول التصنيف شنغهاي : لا يجوز للجامعات التي لم يتم إدراجها فعلياً في تصنيف شنغهاي استخدام أي نطاق تصنيفي أو الإشارة إلى أنها ضمن التصنيف لأغراض ترويجية ، وان ذلك وفق شنغهاي هو:
• تضليل أكاديمي لأن الهدف من التصنيفات هو توفير مقياس موضوعي لأداء الجامعات بناءً على مؤشرات محددة (مثل جوائز نوبل، الباحثين ذوي الاستشهادات العالية، المنشورات في مجلات مرموقة) ، وإن إدعاء مرتبة لم يتم الحصول عليها فعلياً من قبل الجهة المصنفة يعتبر تضليلاً للطلاب المحتملين، وأولياء الأمور، والجهات التنظيمية، والمجتمع الأكاديمي.
وقد تواجه الجامعة التي تستخدم معلومات تصنيفية كاذبة عواقب قانونية ومشاكل مع هيئات الاعتماد الأكاديمي المحلية والدولية في بلدها، مما يضر بسمعتها على المدى الطويل.
كما ان الجامعات التي تسعى للتميز يجب أن تركز على تحسين أدائها الفعلي في البحث العلمي والتعليم لتتمكن من الدخول في التصنيفات العالمية بشكل طبيعي. وأن اللجوء إلى ادعاءات غير دقيقة يقوّض مصداقية المؤسسة التعليمية.
** أيضا تعتبر الجهة المسؤولة عن تصنيف شنغهاي
ShanghaiRanking Consultancy
هي من تنشر القائمة الرسمية للجامعات المصنفة ، وإن استخدام أي من الأرقام يتطلب أن تكون الجامعة مدرجة رسمياً في قائمتهم للسنة المعنية ، ولا يجوز للجامعات تضليل الجمهور أو “التلاعب بالنظام “gaming the system” ، من خلال تقديم معلومات غير كاملة أو مبالغ فيها لتحسين صورتها.
باختصار، يمكن للجامعات استخدام تصنيف شنغهاي في إعلاناتها عندما تكون جزءاً من القائمة المنشورة رسمياً، وتستخدم هذه المعلومات بمسؤولية وشفافية لتعكس إنجازاتها الفعلية في البحث الأكاديمي والتخصصات المحددة.
وهنا أنصح جميع الجامعات أن تطور نفسها وتهتم بالمحاور الاساسية للدخول بالتصنيف بشكل حقيقي وتعكس القيمة الحقيقية للجامعات والابتعاد عن الشكليات والمكاسب الرخيصة التي لا تسمن ولا تغني من جوع ،واحترام عقول الجمهور والراي العام الذكي الذي لا ينخدع بمثل هذه الترهات .
ومن هنا ، لا بد لجميع المواقع الاخبارية و الجهات الإعلامية عدم نشر مثل هذه الاخبار قبل تزويدهم بالأدلة الموثقة الصادرة من قبل جميع مؤسسات التصنيفات المعتمدة.
وختاماً .. السؤال الذي يطرح نفسه هنا متى سنتوقف عن الاستهزاء والاستخفاف بعقول الناس؟!.