مرايا –
لم تكن قرارات إدارات عدد من أندية المحترفين مستغربة، باستبعاد 3 مديرين فنيين من منصبهم بعد مرور 3 جولات على دوري المحترفين لكرة القدم، في مشهد يجسد واقع كرة القدم المحلية، وكيفية اتخاذ القرارات.
وشهدت الجولات الثلاث الأولى إقالات رسمية وضمنية لثلاث مدربين حتى الآن في دوري المحترفين، من أصل 10 فرق تشارك، وهي نسبة عالية جدا، في ظل إقامة الدوري من 3 مراحل وبوجود 27 جولة، الأمر الذي يهدد الاستقرار الفني بالنسبة للاعبين في ظل التغيير المستمر للمدربين.
وبعد انقضاء الجولة الأولى، قررت إدارة نادي الوحدات إعفاء المدرب التونسي قيس اليعقوبي من مهمته كمدير فني لفريقه، والاستعانة بالمدرب البوسني داركو نيستوروفيتش، بعد خسارته في الجولة الأولى على يد الرمثا بهدف نظيف، ليحضر هذا القرار عقب الأداء الفني الباهت الذي ظهر به الفريق، إضافة إلى فقدانه بطولة كأس السوبر في الأيام السابقة على يد الحسين إربد.
وانتهت مهمة المدرب العراقي حسين كاظم مع فريق السرحان، بعد الخسارة الثانية على التوالي بعد الجولة الثانية، ليخوض الفريق المباراة الثالثة مؤخرا، تحت قيادة مدرب الفريق الرديف حماد السرحان، فيما أكد المدرب كاظم لـ”الغد”، مغادرته البلاد في الأيام الماضية، مع عدم تحديد المدرب القادم للفريق.
وتتجه إدارة النادي الفيصلي لإقالة المدير الفني جمال أبو عابد، بعد تعرض الفريق لخسارة وحيدة في 3 مباريات، جاءت على يد الرمثا الجمعة الماضية، حيث تشير المعلومات من داخل النادي إلى أن الإدارة تبحث عن مدرب جديد بعد إتمام المخالصة المالية مع المدرب.
واستقرت بقية الفرق السبعة المشاركة على مدربيها لغاية اللحظة، رغم أحاديث في الأيام الماضية عن إقالات لمدربين في فرق أو نية مدربين آخرين لتقديم استقالاتهم، الأمر الذي يشكل خطرا كبيرا على مسيرة المدربين من جهة، وعلى الاستقرار والأداء الفني من اللاعبين من جهة أخرى.
وفي هذا الصدد، ذكر المدرب إسلام جلال، أنه كان متوقعا هذه الخطوة من قبل إدارات الأندية المحلية، مع تمنياته بأن تمر أول 5 جولات دون أي إقالة أو استقالة، من أجل منح الفرصة للمدربين بعد أول مرحلة وقبل فترة توقف معتمدة.
وبين أن الكرة المحلية اعتادت على أن يكون المدرب الحلقة الأضعف في المنظومة عند الإخفاق، وأن الإدارات تسمع رأي الجماهير كثيرا في مسألة تغيير المدربين من أجل إبعاد الضغوطات عن نفسها، مفيدا بأن المشكلة لدى بعض الأندية هي جلب اللاعبين وبعدها المدرب، وثم تحاسبه على النتائج.
وأضاف: “من غير المعقول وضع اللوم على المدربين في أي خسارة، لأن الدوري أصبح فيه 10 فرق جميعها تطورت ولديها الفرصة للفوز، ولم تمنح الإدارات الفرصة للمدربين بوضع لمساتهم خلال أول الجولات، وغير منطقي حصر دور المدرب بالنتائج من دون النظر إلى مستوى فريقه، وربما يكون الفريق الأكثر سيطرة من دون أن يقف التوفيق بجانبه”.
وبدوره، لفت الناشط الرياضي مبارك الخوالدة، إلى أن الدوري المحلي دائما ما يحطم الأرقام القياسية بالأمور السلبية، موضحا أن قرارات إدارات الأندية تتخذ من أشخاص غير مؤهلين بالإدارة الرياضية، وعدم وجود لجان فنية متخصصة.
وأشار الخوالدة إلى أن بعض المدربين يحتاجون إلى وقت طويل من أجل تطبيق أفكارهم الفنية، وأن اتخاذ قرار الإقالة بعد أول خسارة هو أمر غير منطقي، نظرا لأن كرة القدم جميع الاحتمالات واردة فيها، وعلى الجميع تقبلها بالخسارة قبل الفوز، مؤكدا أن الإدارات عليها إقالة نفسها حال التعثر والفشل، بدلا من تحميل المدرب دائما الذنب وراء الإخفاق.
الغد