مرايا –

أكد وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة، الدكتور محمد المومني، أن التصريحات الأخيرة لبنيامين نتنياهو حول «ما يسمى إسرائيل الكبرى» تمثل استفزازا صارخا للدول المحيطة بإسرائيل، وأنها تزيد من حدة التوترات وتقود المنطقة نحو المزيد من عدم الاستقرار. وقال الوزير المومني في تصريحات صحفية أمس الجمعة: «إننا لن نكون مكتوفي الأيدي أمام هذه التصريحات العدائية، وسنتخذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن أمن المملكة». وأوضح المومني أن المملكة تراقب عن كثب تطورات الوضع، وأن موقفها ثابت في دعم السلام والاستقرار، والتصدي لأي محاولات للمساس بسيادة وأمن الأردن.

وبين أن التصريحات والقرارات الصادرة عن الحكومة الإسرائيلية بشأن الموافقة على إنشاء المزيد من المستوطنات من شأنه زيادة حالة العداء على المستوى الإقليمي، وتمس أمن ومصالح الدول المرتبطة بهذه القضية، كما تمثل تعديا صارخا على مصالح هذه الدول، واستفزازا للرأي العام فيها.

وأشار إلى أن هذه التصريحات الإسرائيلية تأتي في ظل الأزمات التي تعيشها الحكومة الإسرائيلية، وحالة الضغط المستمرة على اليمين الإسرائيلي، إضافة إلى تصاعد الضغط الدولي على إسرائيل بسبب انتهاكاتها الصارخة لحقوق الإنسان في قطاع غزة، والعقبات التي تضعها أمام وصول المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع.

وأكد المومني أن التعنت الإسرائيلي، والعقبات التي تضعها الحكومة أمام حل الدولتين، يشكلان خرقا واضحا للقانون الدولي، ويدفعان إسرائيل إلى مزيد من العزلة الدولية والإقليمية، ويعززان قناعة العديد من الدول الأوروبية بأن إسرائيل لا تنوي التوصل إلى تسوية سلمية أو إحلال السلام أو منح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، ما يعني استمرار المواجهة القانونية والدبلوماسية والسياسية ضدها.

وأوضح أن ممارسات اليمين الإسرائيلي المتطرف تزيد من عزلة إسرائيل تدريجيا، الأمر الذي سيدفع باتجاه إقامة الدولة الفلسطينية التي تحظى بدعم دولي واسع، حيث اعترفت بها حتى الآن نحو 142 دولة، ولم يتبق سوى خطوة أخيرة تتمثل في اعتراف مجلس الأمن الدولي بها. وبين المومني أن التقديرات تشير إلى أن شهر أيلول المقبل سيشهد مزيدا من الاعترافات بالدولة الفلسطينية من قبل دول كبرى ومؤثرة، مما يقرب خطوة إضافية نحو إقامة الدولة الفلسطينية القائمة على الشعب والأرض والسلطة، مشددا على أن الرغبة الفلسطينية قائمة لتحقيق السلام، وأن المعيق الرئيس هو السياسات الإسرائيلية السياسية والأمنية والعسكرية.

وأشار إلى أن الطرح الأردني السياسي والدبلوماسي، الذي يقوده جلالة الملك عبد الله الثاني، يمتلك قوة إقناع وحقا تستند إلى مصداقية سياسية وشخصية من لدن جلالة الملك، قادرة على التأثير في المجتمع الدولي.

وفيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية التي يرسلها الأردن إلى الأشقاء في قطاع غزة، أوضح المومني أن عمليات الإنزال الجوي تحمل كميات من المساعدات، بينما تصل الكميات الأكبر عبر الجسر البري الذي يواجه معيقات تؤخر وصول الشاحنات إلى نحو 36 ساعة بعد أن كانت تصل خلال ساعتين، وذلك لأسباب منها اعتداءات المستوطنين، وفترات الانتظار الطويلة نتيجة أوقات الدوام الإسرائيلي.

وبشأن العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، وصف المومني العلاقات بين البلدين بالممتازة، وتتسم بالطابع القومي العربي والأخوي، مشددا على موقف الأردن الداعم لوحدة سوريا وسيادتها واستقرارها، مشيرا إلى أن المساعدات التي أرسلت أخيرا وصلت عبر الجهات الرسمية السورية.

ولفت إلى أن التعاون بين البلدين يشمل لجانا قطاعية في مجالات الطاقة والتجارة والنقل والتنمية الاجتماعية وغيرها، وأن حركة العبور والتجارة تشهد نموا مستمرا، مع استمرار النقاشات حول ملفات الطاقة، حيث يزود الأردن الأشقاء في سوريا بالغاز القطري.

وبخصوص ملف المياه، بين المومني أن هناك اجتماعات ستجرى في جنوب سوريا، وتم تأجيل بعضها بناء على رغبة الجانب السوري، على أن تستأنف قريبا بنقاش موضوعي وصريح، مشيرا إلى أن المشكلة الأساسية التي تواجه الطرفين تتمثل في انخفاض كميات المياه التاريخية على الحدود بين البلدين، بسبب التغير المناخي والاحتباس الحراري.