يرى محللون إسرائيليون أن مطلب الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة الذي أقره مجلس الأمن أخيرا غير ملزم لأنه لم يمر في إطار المادة السابعة، لكنه في الوقت ذاته قد تكون له عواقب مثيرة للقلق بالنسبة لإسرائيل -بحسب وصفهم-.
وقالوا إن القرار الذي صدر بأغلبية 14 دولة، دعا للمرة الأولى إلى وقف فوري لإطلاق النار، ودفع الولايات المتحدة إلى عدم استخدام حق النقض (الفيتو)، الأمر الذي يجعل استمرار القتال الآن يؤدي إلى نقاش في المجتمع الدولي حول انتهاك قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار، ويعزز الأسباب لدى محكمة العدل الدولية في لاهاي، والمحكمة الجنائية الدولية.
وقالت شخصيات سياسية إسرائيلية بارزة إن دعوة مجلس الأمن إلى وقف فوري لإطلاق النار تثير إشكالية كبيرة، وتسببت بتعميق الخلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة
بعد امتناع الأميركيين عن التصويت أو استخدام حق النقض (الفيتو)، وإلغاء زيارة الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن.
وبحسب الكاتبة والمحللة السياسية سيما كيدمون في مقال لها بصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، فإن قرار نتنياهو بإلغاء زيارة الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن، والمكون من وزير الأمن القومي تساحي هنغبي، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، اتخذ لأسباب سياسية داخلية.
وقالت “من أجل الحفاظ على الائتلاف الحكومي، وكسب النقاط بسبب تشدده ضد بايدن، يعرض نتنياهو إسرائيل للخطر، لأن الحرب في غزة لم تنته بعد، والحرب في الشمال ما تزال أمامنا”.
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي ناحوم برنيع، في مقال بصحيفة “يديعوت أحرونوت”، إن طلب الرئيس بايدن من نتنياهو إرسال الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن، جاء لنقل رسالة مفادها أن أميركا ستستخدم حق النقض ضد أي عملية عسكرية في رفح من شأنها أن تعرض حياة مليون ونصف مليون نازح من شمال قطاع غزة للخطر”.