أكد الأمين العام لشؤون الرعاية الصحية والاوبئة بوزارة الصحة أمس، د. رائد الشبول أن مطاعيم كورونا ستكون اختيارية، وسيرسل كتاب الى رئيس الوزراء، لوقف اي اجراءات تتعلق بغير الحاصلين على المطعوم بعد وقف العمل بقرار الدفاع.
يأتي ذلك في وقت اعلنت فيه منظمة الصحة العالمية، بان جائحة كورونا لم تعد حالة طوارئ عالمية، وأن “الصحة” وفق الشبول، ستعلن عما سيتخذ من إجراءات وتوصيات بعد انتهاء الجائحة، عبر اللجنة الوطنية للأوبئة.
واضاف ان المتابعة والرصد الوبائي، لن يتوقفا وسيكون كأي مرض فيروسي مزمن او موسمي، لافتا الى وقف التقرير الاسبوعي لحالات كورونا، بينما ستبقى المطاعيم لمن يرغب ، بحسب الغد.
ولفت الى ان اي افكار ستطرح في اجتماع “الاوبئة”، سيصار الاعلان عنها وتقديمها للناس، معتبرا ان “الصحة” لن تلزم اي مواطن بتلقي المطاعيم، فيما ستكون اختيارية لمن يرغب.
وفي السياق، اشار خبراء ومختصون في مجال الأوبئة، إلى انه على الاردن الابقاء على اجراءات احترازية كالرصد الوبائي والفحوصات الطبية والمطاعيم، بخاصة بعد ان تحول الفيروس الى مرض موسمي متوطن في المملكة.
وتزامن قرار المنظمة الدولية مع وقف الأردن العمل بقانون الدفاع، الذي بوشر العمل به منذ ثلاثة أعوام، اثر جائحة كورونا، ما رتب اجراءات وقيود على المواطنين والمنشآت، للالتزام بالإجراءات الصحية منعا لتفشي الفيروس.
وأشار هؤلاء في تصريحات ان الفيروس ما يزال موجودا ولم ينته، ولكنه تحول الى مرض موسمي يظهر خلال انتشار الامراض الفيروسية التنفسية، بخاصة فصل الشتاء، ما يتطلب اجراءات احترازية باعتباره مرضا خطرا، اودى بحياة الملايين حول العالم.
وجاء اعلان المنظمة، بعد ان أكدت انخفاض عدد وفيات كورونا بنسبة 62 % وانخفاض عدد الاصابات بنسبة 89 %.
استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية وممثل الرابطة الطبية الاوروبية الشرق اوسطية في الأردن د. محمد حسن الطراونة، قال إن قرار إنهاء حالة الطوارئ العالمية الخاصة بالجائحة، قرار صائب وسليم، ولكن جاء في وقت متأخر.
وأضاف الطراونة، ان سبب التأخير بأن المجلس العلمي الاستشاري في المنظمة، ارتأى تأجيل الإعلان حتى نهاية الشتاء، وسط توقعات بأن يشهد العالم تغييرات وظهور فيروسات انفلونزا والمخلوي وغيرها من المتحورات الجديدة.
ولفت الى ان تأثير كورونا كان شبه محدود، وعدد الادخالات كانت قليلة جداً مقارنة بالموجات في السنوات السابقة، مبينا أن المتحور الأخير “أوميكرون” أدى لإصابات كثيرة، وكان انتشاره سريعا جداً، ووجود حملات تلقيح كبيرة، ما خلق مناعة لدى السكان.
وأضاف “لا أعتقد بأن تكون هنالك موجة أخرى، لكن يجب أن نهتم بالأمن الوبائي، لكي تكون هنالك استجابة سريعة ومدروسة مسبقاً، موضحا بأن الأردن يمتلك بنية تحتية قوية للقطاع الصحي، ومنشآت صحية ومستشفيات عسكرية وحكومية وخاصة وجامعية، ويعتبر وجهة من وجهات الطب في المنطقة.
وأكد أهمية وجود مرجعية موحدة للأمراض، في المركز وتفعيل دوره، بحيث يكون فاعلاً ويؤدي عمله على أكمل وجه، داعيا لتزويده بالاستشاريين والكوادر الفنية، إذ يفترض بان يكون احد ابرز مقومات النظام الصحي مستقبلا.
وشدد على اهمية تطوير القطاع الإعلامي؛ الصحي والعلاجي، ودعم السياحة العلاجية وتطويرها، موضحا بأن الأردن لديه امكانيات كبيرة لتحقيق نجاح في الاقتصاد وتطوير السياحة العلاجية، مؤكدا اهمية متابعة الامراض الفيروسية، لافتا الى ان التغير المناخي، إثر زيادة انتشار الفيروسات، بالإضافة للتلوث.
من جانبه، قال الخبير في الأوبئة د. عبد الرحمن المعاني، إن اعلان المنظمة، كان متوقعا هذا الصيف، بحيث تنظر المنظمة للعالم كوحدة واحدة، يجري تقييم الأوضاع الصحية في أقاليمها الستة معا، من حيث الاوضاع الوبائية وهي إقليم الشرق الأوسط والمنطقة الأفريقية، واقاليم الأميركيتين وأوروبا والمحيط الهادي وجنوب شرق آسيا.
وبين ان الخوف في السابق، كان من عدم قدرة المنظومة الصحية على مواجهة جائحة أخرى؛ لكن المعطيات حاليا تغيرت، واكدت قدرة القطاع الصحي على مواجهة اي جائحة.
ولفت الى ان الخبرة التي اكتسبتها المنظومة الصحية في كيفية التعامل مع إصابات كورونا، عبر التعامل مع الجائحة لثلاثة اعوام؛ فضلا عن ان الكوادر البشرية، أصبحت اكثر خبرة ودراية بآلية التعامل مع مريض كورونا ومتحوراته المختلفة؛ والزيادة في سعة المستشفيات، وساهم برفع قدرة القطاع الصحي.