أكد خبير مائي أن تلوث سيل الزرقاء الذي يصب في سد الملك طلال بجرثومة شيغيلا لا يؤثر على السد الذي يستخدم بري المزروعات فقط، كون المياه تختلط بمياه الأمطار، وتركد في السد مدة زمنية قبل استخدامها للري.
وقال الخبير المائي إن مياه السد عندما تستخدم للري بالتنقيط فإنها تنقى بـ 9 درجات بفعل تعرضها للشمس، وبالتالي لا تؤثر على المزروعات المروية بمياه السد.
وبين أن هناك 3 احتمالات لانتقال الجرثومة من مياه سيل الزرقاء للإنسان، اولهم إما من خلال السباحة في السيل، حيث يشاهد أحيانا في الطريق إلى الشمال وجود اطفال يسبحون بالسيل، اما الثاني ربما من خلال الزراعة المباشرة على مجرى السيل، وتناول الخضار نية دون طهيها، مؤكدا أن الزراعة على مجرى السيل ممنوعة، إلا أن البعض قد يخالف ذلك، والاحتمال الثالث وفق الخبير هو صيد الاسماك من السيل، وهو أيضا أمر ممنوع.
وأشار في حديثه لـ عمون إلى أنه لا بد من التأكد إذا كان هناك من يستخدم مجرى السيل في المنطقة من الخربة السمرا وحتى جسر جرش، رغم أن ذلك ممنوع بسبب خطورة التلوث، فإذا كانت مزروعة بالخضروات يكون هذا سبب انتقال الجرثومة الى الانسان.
أما إذا لم تكن هذه المنطقة مستخدمة للزراعة فلا بد من التحقق إذا كان هناك من يسبح في مياه السيل مباشرة او يصطاد منها، فيكون هو سبب انتقال الجرثومة.
ودعا الخبير وزارتي الزراعة والمياه إلى حصر الزراعات على مجرى السيل من منطقة الخربة السمرا وحتى جسر جرش، كما دعا وزارة الداخلية الى مراجعة بيانات دوريات الأمن لمعرفة اذا ما شوهد أحد يسبح في مياه السيل، لتقصي سبب الاصابات.
وعن تلوث مياه احد خزانات مدرسة في محافظة جرش وبركة سباحة خاصة، قال الخبير إن الأمر قد يكون مرتبط بالسيل من خلال صهريج مياه نقل مياها ملوثة من السيل ثم استخدم الصهريج لنقل المياه الى المسبح او الخزان، وقد يكون منفصلا ايضا عن السيل فوصلت الجرثومة له من خلال حادث فردي حيث ينتقل المرض الى المياه ببراز الانسان.
وزارة الصحة بينت أنّه تم تحديد ثلاثة مصادر للتلوث في قرية جبة بمحافظة جرش من خلال فحوصات المياه المتخصصة التي اجرتها مديرية صحة البيئة في الوزارة والمأخوذة من مصادر المياه القريبة للقرية (سيل الزرقاء) وأحد المسابح الخاصة في المنطقة، بالإضافة الى احد خزانات المياه في احدى مدارس القرية.
وزارة المياه والري قالت لـ عمون إن سيل الزرقاء يغذي سد الملك طلال، ولا تستخدم مياهه للشرب، بل لري المزروعات فقط.
وبينت الوزارة أن السد يغذي مناطق الأغوار كافة لري المزروعات فيها.
ويبلغ طول مجرى نهر الزرقاء ابتداءً من رأس العين في عمان وانتهاءً في سد الملك طلال في جرش بحدود 73 كم؛ وتكثر على جانبي السيل النشاطات التنموية المختلفة الصناعية والتجارية والزراعية بالإضافة إلى التجمعات السكانية.
وينبع السيل من العاصمة عمّان متجها إلى الشرق عبر عين غزال، الرصيفة، فمدينة الزرقاء، حيث ينحني 180 درجة ويبدأ جريانه باتجاه وادي الأردن قاطعاً جرش وعجلون والبلقاء، ويصب أخيرا في سد الملك طلال.