دعا سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، للنظر إلى التنمية بشكل شامل وبرؤية إقليمية مبنية على فهم مشترك للأولويات، أبرزها تحقيق سبل العيش الكريم للبشرية.
وقال سموه، إن النهج الشمولي والحوكمة الرشيدة واستخدام التكنولوجيا والاعتماد على البحث العلمي وتصنيف الكفاءات ضروري للتعامل مع القضايا المحورية الأساسية، مثل “شح المياه، والتغير المناخي، ومشاكل الطاقة، والاقتصاد والنمو السكاني ونقص الغذاء”.
جاء ذلك، خلال رعاية سموه انطلاق أعمال المنتدى الدولي الثاني عشر للشبكة الإسلامية لتنمية وإدارة مصادر المياه بعنوان “ترابط المياه والطاقة والغذاء والبيئة للأمن الإنساني لعصر ما بعد الجائحة”، أمس الأحد، بحضور سمو الأميرة سمية بنت الحسن.
وأشار إلى أن هناك الكثير من الفرص ونوافذ الأمل التي يمكن العمل معا عليها لمواجهة التحديات والأزمات المتعلقة بالكوارث، مبينا ضرورة تعميق التعاون بين الدول للوصول إلى الحلول والتصدي للتحديات.
كما دعا سموه، إلى تعزيز التكامل بين الموارد الطبيعية والبشرية والاقتصادية لتفعيل المجتمعات وتمكينها لفهم أفضل لأخطار البيئة، مشيدا بقصص نجاح في عدد من الدول العربية والإسلامية يمكن الاحتذاء بها.
من جهته، أكد الأمين العام للمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، ورئيس الشبكة الإسلامية لتنمية وإدارة مصادر المياه الدكتور ضياء الدين عرفة، أن المنتدى يشكل فرصة للدول الأعضاء في الشبكة لمواجهة التحديات لمستقبل الأمن المائي، فضلا عن كونه منصة لتوفير خطة عمل وشراكة لمدة 5 سنوات مقبلة.
واضاف أن تغير المناخ يهدد الأمن المائي ويزيد من حدة النزاعات على المياه.
بدوره، قال المنسق العام للجنة الدائمة لمنظمة التعاون الإسلامي حول التعاون العلمي والتكنولوجي البروفسور محمد شودري، إن الربط بين المياه والطاقة والغذاء والبيئة عملية معقدة وديناميكية، مشيرا إلى أهمية المضي قدما بأجندة العلوم والتكنولوجيا لمساعدة العالم على معالجة وتخطي التحديات.
وبين أن جائحة كورونا اثبتت أن العلوم والأبحاث والتقدم التكنولوجي هي التي ساعدت وتساعد البشرية على تخطي الأوبئة والكوارث الطبيعية والمشاكل الأخرى.
من جانبه، اوضح المدير التنفيذي للشبكة الإسلامية الدكتور مروان الرقاد، أن عامي 2020 و2021 سجلتا أعلى رقم في التاريخ البشري من حيث شدة وتطرف الأحوال الجوية، بسبب الفشل العالمي في معالجة مشاكل التغير المناخي، لافتا إلى أن تكلفة عدم اتخاذ إجراءات فعالة لمواجهة التغير المناخي وظروف الطقس السيئة ستكون مرتفعة.
من جهته، قال السفير الياباني لدى الأردن، شيمازاكي كاورو، إن مشاركة جامعة كيوتو في اليابان في تنظيم هذه الندوة، تؤكد أن العلاقة بين اليابان والأردن قد تعززت من خلال التعاون بين المنظمات، مثل الجامعات والمنظمات الدولية.
وأضاف، “نحن ندرك أن الإجراءات لمواجهة الكوارث ليست كافية من قبل الحكومة وحدها، وأن التعاون الإقليمي والدولي بين الحكومات ومعاهد البحث والمنظمات الدولية مطلوب، وآمل أن تكون هذه الندوة فرصة مفيدة لتبادل الخبرات والمعرفة خارج حدود القطاعات”.
وبالنيابة عن جامعة كيوتو اليابانية، أشار الخبير الدكتور المهندس سامح كنتوش، في كلمة له خلال الندوة، إلى اهتمام الجامعة بنقل التقنيات والمعرفة لإدارة الفيضانات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خاصة في الأردن بمنطقة البترا السياحية، ضمن إطار التعاون والتنسيق مع الشركاء الأساسيين.
ويشارك في المنتدى الذي يعقد في عمان وتستمر فعالياته ثلاثة أيام، 150 من السفراء لدى المملكة، وصانعي السياسات المائية في المنطقة والوزارات الحكومية ذات الصلة ومختصي وخبراء المياه وممثلي المجتمع الدولي يمثلون 30 دولة تشمل الدول الأعضاء في الشبكة.
وعرض خلال المنتدى، لقصص نجاح دول عربية وإسلامية تمكنت من إظهار الترابط بين المياه والطاقة والغذاء لعصر ما بعد الجائحة، مبينة أن الحلول ممكنة إذا ما تكافلت الجهود بين المؤسسات والأفراد في المجتمعات واشراكها في صنع القرار وتحقيق التنمية المستدامة.
(بترا – وفاء زيناتية)