أُقيمت العلاقات الدبلوماسية بين الأردن وروسيا الاتحادية (الاتحاد السوفيتي سابقا) في 21 آب/ أغسطس 1963 على أسسٍ متينة من الصداقة والتعاون والاحترام المتبادل، حيث يحتفل البلدان بمرور 58 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما.

وتوطدت العلاقات في عهد الملك الحسين بن طلال والقادة الروس خلال العقود الماضية، وتعززت في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين على جميع المستويات؛ السياسية، والاقتصادية، والعسكرية، والثقافية.

جلالة الملك عبدالله الثاني، وصل الأحد، العاصمة الروسية موسكو؛ حيث يجري الاثنين مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ويرتبط الأردن وروسيا بالعديد من الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والثقافية التي كان لها دور بارز في تمتين العلاقات بين البلدين وبناء شراكة حقيقية واستراتيجية في المجالات المختلفة، وهناك لجنة أردنية روسية مشتركة تجتمع بشكل دوري لمتابعة مجالات التعاون المشترك، خاصة في مجالات الزراعة والسياحة والنقل والطاقة.

 لقاءات ملكية 

وأصبحت اللقاءات بين جلالة الملك والرئيس الروسي فلاديمير بوتين تتم بشكل دوري؛ مما أكسب هذه العلاقات زخما وقوة ومصداقية، أسهمت في تطوير التعاون وتنسيق الجهود للتوصل إلى حلول سياسية للنزاعات في المنطقة تقوم على مبادئ السلام والأمن والتنمية.

في 1 حزيران/يونيو 2020، بحث جلالة الملك والرئيس الروسي، هاتفيا، آخر التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خصوصا تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

وبحثا الجهود الثنائية والدولية لمواجهة واحتواء وباء فيروس كورونا المستجد، وضرورة مواصلة التعاون للتصدي للآثار الإنسانية والاقتصادية الناجمة عنه، بما يضمن حماية صحة الشعوب وسلامتها، وتم تأكيد متانة علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، والحرص على تعزيز التعاون بينهما في مختلف المجالات.

وفي 3 تشرين أول/أكتوبر 2019، عقد جلالة الملك وبوتين مباحثات، في مدينة سوتشي الروسية، ركزت على علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وآليات توسيع التعاون الثنائي في المجالات كافة، خصوصا الاقتصادية والدفاعية منها، وآخر التطورات الإقليمية والدولية. 

واتفقا على بذل الجهود لزيادة التبادل التجاري، وتعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الزراعة والسياحة الدينية والتبادل الطلابي، إضافة إلى التعاون في المجالات الدفاعية.

وأكد جلالته أهمية دور روسيا في المنطقة، لافتا النظر إلى أنه دون ذلك الدور في عملية السلام أو في سوريا وغيرها لما كانت هناك فرصة لإحراز التقدم، فيما أكد الرئيس الروسي أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس، وأهمية الاجتماعات التي ستعقد بين الجانبين الأردني والروسي، لما لها من أثر إيجابي على تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.

وفي 15 شباط/فبراير 2018، عقد جلالة الملك وبوتين، في موسكو، لقاء قمة ركز على علاقات الشراكة الاستراتيجية الأردنية الروسية، إضافة إلى المستجدات الراهنة إقليميا ودوليا.

وتم التأكيد على أهمية مواصلة التشاور والتنسيق بين البلدين تجاه مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، والارتقاء بمستويات التعاون في المجالات الاقتصادية والعسكرية والأمنية، وتناولت المباحثات  الموسعة، فرص توسيع آفاق التعاون بين الأردن وروسيا في المجالات التجارية، وزيادة الصادرات والمنتجات الزراعية الأردنية للسوق الروسي من خلال تسهيل الإجراءات بهذا الخصوص.

وفي 25 كانون الثاني/يناير 2017، ركزت مباحثات جلالة الملك والرئيس الروسي في موسكو، على الوضع الإقليمي، خاصة ما يتعلق بالوضع السوري، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية، وجرى تأكيد ترسيخ آليات التنسيق والتشاور بين الأردن وروسيا حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك، خصوصا فيما يتعلق بالأزمة السورية، ومحاربة الإرهاب.

وأكد جلالته في هذا الصدد، أن “الدور الروسي من شأنه المساهمة في تجاوز التحديات، وبدون الدور الروسي لن يكون بإمكاننا الوصول إلى حل ليس فقط للأزمة السورية، وإنما لغيرها من أزمات الإقليم”.

وفي 2015، عقد جلالة الملك وبوتين لقاءي قمة، الأول بموسكو في 25 آب/أغسطس، والثاني في سوتشي بتاريخ 24 تشرين الثاني/نوفمبر، أكدا خلالهما الحرص المشترك على تعزيز أطر التعاون وتطويرها في شتى الميادين، تحقيقا لمصالح البلدين والشعبين، وشددا، على سعي البلدين لتوسيع علاقات الشراكة، لا سيما في قطاعات التعاون العسكري والنقل بشقيه الجوي والسكك الحديدية والسياحة الدينية والعلاجية.

وفي 2014، أكدا في لقاءين، الأول في  09 نيسان/أبريل، والثاني في 02 تشرين الأول/أكتوبر، في موسكو، على تعزيز علاقات التعاون والصداقة الثنائية في شتى الميادين، وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، والحرص المشترك والمستمر على النهوض بالعلاقات الثنائية وتطويرها وتعزيزها في مختلف مجالات التعاون المشترك، وبما يعود بالنفع على البلدين الصديقين، خصوصا في مجالات التجارة والاستثمار والزراعة والسياحة والطاقة والنقل.

وفي 19 شباط/فبراير 2013، أجرى جلالة الملك والرئيس الروسي في موسكو، مباحثات ثنائية تناولت تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، خصوصا المستجدات في سوريا، وجهود تحقيق السلام وفقا لحل الدولتين، وعددا من القضايا التي تهم البلدين، إضافة إلى علاقات التعاون الثنائي وآليات تطويرها في مختلف المجالات.

وفي 26 حزيران/يونيو 2012، أجرى جلالة الملك مباحثات في البحر الميت، مع بوتين ركزت على علاقات التعاون بين البلدين، وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، وآخر التطورات في المنطقة، وجهود تحقيق السلام فيها، وأكدا الحرص على تفعيل وتطوير العلاقات الثنائية، مشيران إلى الإمكانيات الكبيرة لتطويرها، خصوصا في المجالات السياسية والاقتصادية والزراعية والسياحية والطاقة والنقل.

“بناء على العمل المشترك”

والتقى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، في شباط/فبراير الماضي، نظيره الروسي ⁦سيرجي لافروف في موسكو.

الصفدي قال، إن “اللقاء يأتي في إطار عملية التشاور والتنسيق المستمرة بين بلدين صديقين يسعيان بجد إلى تطور التعاون الثنائي بينهما في مختلف المجالات للبناء على الآفاق والإنجازات والمخرجات التي تمت عبر سنوات من العمل المشترك في إطار هذه العلاقة القوية التي كرسها جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس فلاديمير بوتين على أسس من الشفافية والثقة والحرص على تعزيز التعاون في مختلف المجالات”.

ويؤكد الأردن أنّ العلاقة مع روسيا الاتحادية علاقةٌ تاريخية قائمة على الشراكة الاستراتيجية، كما يؤكد أهمية الدور الذي تقوم به روسيا في إرساء دعائم السلام والاستقرار في المنطقة، والمساهمة في إيجاد الحلول السلمية لمشاكلها.

الأردن، أكد العمل مع روسيا لإيجاد أفق حقيقي للعودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة في القضية الفلسطينية نحو حل الدولتين “الذي يتعرض لخطر شديد نتيجة الإجراءات الإسرائيلية التي تقوضه”، وأبدى اتفاقه مع الجانب الروسي على أهمية تفعيل الرباعية الدولية، وعلى دورها في تحقيق السلام.

وفي السنوات الأخيرة انخرطت موسكو في قضايا الشرق الأوسط بصورة متزايدة، ومن ذلك التدخل الروسي في الأزمة السورية، وإسهامها في محاربة عصابة داعش الإرهابية، والتوصل إلى اتفاقيات مناطق خفض التوتر؛ الأمر الذي أدى إلى الحد من العنف في العديد من مناطق سوريا، بحسب وزارة الخارجية.

 تعاون في مجالات عدة 

اقتصاديا، وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2018، نحو 600 مليون دولار، وهو أعلى بـ 4 مرات عن عام 2017، حيث أكدت السفارة الروسية في عمّان وقتها، أن “عام 2018 كان عاما مهماً للتجارة الثنائية بين روسيا والأردن وتوجد إمكانية كبيرة لتحقيق مزيد من التقدم في التعاون التجاري والاقتصادي المتبادل”.

وأضافت أن الدور الأكبر في هذا النمو يعود إلى “اللجنة الحكومية الروسية – الأردنية لتطوير التعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي واتفاقها على مجموعة تدابير تهدف إلى تنويع كفاءة التعاون في مجالات الاهتمام المشترك مثل الطاقة والصناعة والزراعة والنقل والسياحة والتعليم وغيرها”.

وبحسب موقع وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، وقّع الأردن وروسيا اتفاقاً لبناء محطة الطاقة النووية. ولتطوير التعاون بين البلدين في المجال السياحي، أهدى جلالة الملك عبدالله الثاني روسيا قطعة أرض قرب منطقة المغطس، شُيّدت عليها كنيسة أسهمت في زيادة أعداد الحجاج المسيحيين لهذا الموقع الديني التاريخي.

ولروسيا دور كبير في استقبال الآلاف من الطلبة الأردنيين الذين درسوا في جامعاتها، وأسهموا بعد تخرجهم في بناء الأردن.

رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، أشار الأسبوع الماضي، خلال لقائه بسفير جمهورية روسيا الاتحادية لدى المملكة غليب ديسياتنيكوف، إلى أهمية تفعيل العلاقات الاستثمارية والتجارية بين البلدين والارتقاء بها؛ انطلاقا من العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين.

ودعا الفايز إلى فتح الأسواق الروسية أمام الصادرات والمنتوجات الزراعية الأردنية، وتخفيض رسوم دخولها السوق الروسية، وإزالة أي معوقات تعترض تفعيل الاتفاقيات الثنائية المتعلقة بالجوانب الاقتصادية والسياحية والاستثمارية.