مرايا – شؤون نيابية – أكد النائب أسامة العجارمة ضرورة قيام النواب بالانتفاضة بالخطاب السياسي للارتقاء به إلى عرينه الدستوري الحقيقي، فكيف نرتضي لهذا الحمى الأردني الذي كان المأوى لثورة العرب الكبرى، فمن كبريات ما يجب حصاره هو الطبقة الصغيرة المحدودة من أصحاب الحذوة الوصولية الذين ازدادوا ثروة وسلطة على حساب الدولة الأردنية.
وقال خلال مناقشة بيان الثقة لحكومة الدكتور بشر الخصاونة الاثنين، إن الشعب لن يطيل القبض على جمر الوطن ما دام يرانا نعول على صبرنا الطويل، الذي بات يتعملق على العيش الكريم وديمومة الحياة، فالشارع الأردني له همس مسموع لا يمكن صم الآذان عنه أو ادارة الظهور له، أو خوف، فهو ارث الأحرار في الوطن، وهو همس يدور في كواليس الأمور ويتصاعد تحمله أنفاس من قهر وغضب، همس شباب قرأوا تاريخ أجدادهم جيداً، همس لن يفهمها من قرأ الشارع الأردني من شرفات الياقوت والعاج، همس يسيل بهدوء وسلاسة نحو اعلان الضجيج، فعلينا أن نفيق وتفيق الحكومة، وسينتفض الأردني ضد كل من أخفق في تنفيذ الرؤى الملكية على مدار 21 عاما، كل من فسد وأهلك الزرع، وناكف في تطبيق البرامج الاصلاحية المحكمة، وسيضعهم الشعب في مقام العدو الذي وجب قلع جذوره المنتنة.
وأضاف أن الأردني اليوم ينظر لكل من ساهم في اجهاض حلم النهضة المنشودة على هيئة الخنجر في خاصرة الوطن وأمانيه ويحتسبهم معول هدم، وسيكون في مقدمة الضجيج العشائر الأردنية دون لثام وسيرفع الأردني بيده اليسرى صورة جلالة الملك وفي اليمنى وعلى أسنة الرماح علم الأردن، فعلينا المسارعة إلى حوار حقيقي ينأى بنا عن هذا الخطر المحدق.
وشدد على ضرورة اعلان مواقف جادة ما دام الهمس ما زال بين الجدران وتحت السقوف.
وبين أن الديمقراطية عقيدة راسخة في فلسفته السياسية ولم تتخذه الشعوب ترفا، بل هو متطلب للنمو والرفعة والسيادة، فالديمقراطية الحقة هي جهاز المناعة الوطني الذي يصد عن الوطن فيروسات الناعقين من أعداء الداخل والخارج، وحتى يكون الجهاز حصينا علينا أن نقوم بحوار وطني رفيع واعلام حصيف، يرفداننا بالنقد والارتكاز على تنمية شاملة، تتمثل في صياغة قانون انتخابات عصري تكون مادة الحياة يشارك في صياغته كافة الشعب الأردني، فالبرامج السياسية المستمرة هي من يلتف حولها أطياف الشعب.
وأشار إلى أن علينا الحزم في ادارة الدولة وبشكل جاد وادارة المال الأردني الذي هو قبلة ومحراب، وسيعمل هو مع النواب على تشريع لكل من تسول له نفسه العبث أو التطاول على المال العام بعقوبات غير مسبوقة يؤكد أن المال العام مقدس، وعصي على المارقين والمتسكعين الذين ارهقونا في الآونة الأخيرة.
ولفت إلى أن لا ملاذ للعابثن وسياسات التمييع، فهيهات لكم المنال، فكيف بجيل تربى على العمق الوطني في كنف روايات العشق الوطني المميت.
واستذكر عودة أبو تايه، وماجد بن عدوان، وتركي الحيدر، الذين كانوا من رجالات الأردن.
وتساءل ألم تشاهدوا اصابة رأس الحرائر الأردنيات وبحثها عن القوت في أرصفة عبدون والرابية، وبحث أردنيين عن طعامهم في حاويات القمامة، فاقرأوا الوطن من معاناة الصبيان، وادخلوا أزقة المخيمات ولا تخشوا على أجهزتكم التنفسية من رائحة الرطوبة في الوحدات والبقعة فهي جدران من رائحة عويل.
وطالب العجارمة الخصاونة برفض كل الايدوليجات المبتذلة واكتب تاريخا خاصا بك يحمل نواياك”، معلنا حجبا للثقة لكنه يترك فسحة أمل، لينتهي الوقت دون أن يكمل العجارمة جملته.