مرايا – أكدت مصادر رسمية أن “الأردن اتفق مع الأمم المتحدة على ادخال المساعدات عبر أراضيه لمخيم الركبان لمرة واحدة”، مبينة أن “الاتفاق جاء بعد التوصل لاتفاق مع الأمم المتحدة بتقديم خطة مقنعة تمكنها من توفير آلية لايصال المساعدات لسكان المخيم من الداخل السوري”، على اعتبار أن “الركبان مشكلة سورية وليست اردنية”.
بموجب الاتفاق “سمح الاردن للأمم المتحدة بإدخال المساعدات عن طريق أراضيه إلى الداخل السوري تحديدا الى مخيم الركبان لمرة واحدة لحين التمكن من تقديمها من الداخل السوري”، حيث من المتوقع ان “تصل المساعدات للركبان خلال الأيام القليلة المقبلة”.
الاتفاق يأتي بعد رفض أردني صريح لادخال المساعدات للمخيم، إذ أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي أكثر من مرة “أن المملكة لن تقبل بأي معالجة تؤسس لإيجاد حالة تجعل من مخيم الركبان مشكلة أردنية، وإن الأردن لن يسمح بدخول لاجئين من الركبان إلى المملكة”.
الأردن على لسان مسؤوليه يعتبر “أن قاطني الركبان هم مواطنون سوريون على أرض سورية”، ما يجعل التعامل مع المخيم “مسؤولية سورية دولية، وليس مسؤولية أردنية، وقضية تستوجب حلا في سياق سوري وليس أردنيا، وأن تقديم المساعدات لنازحي الركبان يجب أن يكون عبر الأراضي السورية”.
وقالت المصادر إن جميع الأطراف ومن بينها الأردن والولايات المتحدة وروسيا يعتبرون الركبان مشكلة سورية حلها يجب أن يكون من الداخل، موضحة أن “رفض النظام السوري لادخال المساعدات هو ما يعيق تنفيذ الاتفاق”.
إلى ذلك، ذكرت المصادر أن المؤشرات المتوافرة لدى الحكومة الأردنية “تشير إلى تناقص اعداد اللاجئين السوريين في مخيم الركبان، بسبب تحسن الاوضاع الامنية هناك وعودة جزء منهم إلى قراهم”. وكشف أن الأعداد المتواجدة في المخيم حاليا تتراوح بين 40 إلى 50 ألف شخص.
وفي السياق، كشفت معلومات ، ان شحنة مساعدات لنحو 20 الف لاجئ سوري في مخيم الركبان “بطريقها الى المخيم والمناطق القريبة منه” حاليا.
كذلك، أكد مصدر مطلع في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وجود شحنة مساعدات متجهة الى مخيم الركبان الحدودي، من خلال المفوضية السامية، دون الادلاء بأي تفاصيل عن اعداد المستفيدين منها او موعد وصولها.
وقال إن المفوضية “ستعلن عن الشحنة حال تسليمها للمستفيدين منها لاجراءات احترازية أمنية”.
وتوقعت المصادر إن تصل الشحنة الى مخيم الركبان مساء غد، معتبرة ان ايصال المساعدات الى مخيم الركبان والمناطق القريبة منه “من اصعب العمليات الاغاثية”.
وتوقعت المصادر ان تشمل المساعدات الاغاثية المزمع إدخالها خلال الايام القادمة “سلالا إنسانية وموادا تموينية، مواد منظفات، اضواء طاقة شمسية، حرامات، عوازل، فوط اطفال والبسة شتوية للاطفال”.
وفي الوقت الذي لم يتسلم فيه مخيم الركبان اي مساعدات منذ شهر حزيران (يونيو) الماضي، فسيتسلم المخيم 3 شحنات خلال الاسبوعين القادمين من المنظمات الانسانية، وفقا للمصدر الاممي .
ويواجه اللاجئون السوريون في مخيم الركبان الحدودي صعوبات في الحصول على المساعدات الإنسانية.
وكان المخيم بدأ باستقبال ساكنيه مطلع العام 2015، ويقع في المنطقة المحرمة منزوعة السلاح بين الأردن وسورية.
وكانت الحكومة الاردنية أكدت في غير مرة أن الاردن ماضٍ في القيام بدوره الانساني الريادي وحماية وتسليم المساعدات الانسانية من غذاء ودواء الى قاطني مخيم الركبان من النازحين السوريين، بعد تأمين هذه المساعدات من قبل منظمات الامم المتحدة والمنظمات الانسانية الأخرى.
وكان الأردن قد أغلق حدوده أمام المساعدات للمخيم، بعد تفجير سيارة مفخخة تبناه التنظيم “داعش” الارهابي في حزيران (يونيو) الماضي، وأدى إلى استشهاد 7 جنود أردنيين وإصابة 14 آخرين.