مرايا – (مهرجان جرش ..تفاصيل الأشياء المدهشة) كتاب صدر حديثا للزميل الصحفي طلعت شناعة ، متزامنا مع اقتراب افتتاح المهرجان في دورته السابعة والثلاثين، التي تنطلق في السادس والعشرين من شهر تموز الجاري وعلى مدى 11 يوماً، وستكون غنية بالفعاليات الثقافية والفنية على المستوى المحلي والعربي والعالمي.

الكتاب الذي يحكي تاريخ مهرجان جرش الذي انطلق من جامعة اليرموك في العام 1981 ، جاء في طبعة ثانية حيث يقدم الكتاب باقات جميلة من الفن والثقافة، ممن عرضت نتاجاتها على مسارح جرش الذي انطلاق بقوة من داخل المدينة الأثرية بحيث اجتمعت الثقافة والفن مع السياحة، ليكون المكان التاريخي، الذي أتاح للفنانين والمثقفين ولكل المبدعين أن يقفوا على مسارح المدينة الأثرية، وممراتها وساحتها الرئيسية ، وأشاع المناخ لتقديم فنهم ونتاجهم الثقافي والتعبيري ليحمل صفات الأصالة والمعاصرة بنفس الوقت.

يتحدث شناعة عن مشاعره ومشاعر الأخرين من هذا الكرنفال السنوي الذي يثير الدهشة وأصبح بالنسبة إليه قصة حب منذ بدايات المهرجان ، فكان لديه الرغبة أن يكون في قلب المهرجان وداخل المدينة العتيقة بوهجها وضجيجها وزحامها، ليقترب من المهرجان ويصبح من أهم المتابعين والصحفيين الذين يغطون المهرجان وينقلون حفلاته الى الجمهور، حتى أطلقت عليه وزيرة الاعلام السابقة والتي كانت ضمن اللجنة العليا للمهرجان لقب 🙁 ابن المهرجان) ، فبدأ يتابع المهرجان ويتواصل مع حفلاته فكبر مع جرش وشهد أفراحه وأترحه وقوته وضعفه وتكاتف الناس معه وابتعاد الناس عنه.

ويشير شناعة الى الفترة الحزينة من المهرجان الذي توقف في العام 2008 وتم استبداله في مهرجان الأردن، وهي فترة لم تكن طويلة ليعود المهرجان مرة أخرى بقرار حكومي في العام 2011 لينطلق من جديد وبزخم متميز.

يكتب شناعة عن الروعة في مهرجان جرش الذي يعتبر من أهم المهرجانات الأردنية والعربية الجاذبة للفنانين العرب والعالميين، ويكتب أيضا الطرافة وحكاياته التي لن تتوقف، وعن المطربين الذين وقفوا على مسارحه، وهم كثر ومن أبرزهم : صباح فخري، جورج وسوف، كاظم الساهر، محمد عبده، هاني شاكر ، وجوليا، سعدون جابر، وردة الجزائرية ، سميرة سعيد، مارسيل خليفة، ماجدة الرومي، نجوى كرم، ملحم زين، وائل جسار، شيرين عبد الوهاب، ، وليد توفيق، ملحم بركات ، وغيرهم.. ومن الشعراء أدونيس ، والبردوني ، ومحمود درويش ،وسميح القاسم، إلى جانب فنانين قدموا عروضا مسرحية، ويتحدث عن الرموز التي ساهمت في رفع مصاف هذا المهرجان.

في بداية الكتاب كلمة لوزيرة الثقافة ورئيسة اللجنة العليا لمهرجان جرش للثقافة والفنون ، هيفاء النجار ، التي قالت فيها إن فعاليات المهرجان عادة ما تكون منصة لإطلاق إبداعات الفنان والمثقف الاردني ، وإننا نعمل على إطلاق طاقات الشباب أبناء الاردن وأبناء المنطقة مركزين على القيم الإبداعية الخلافة .

وتؤكد النجار أن هدف المهرجان تقديم الثقافة الاردنية والمبدع الاردني وخلق فرص لترويج والتعريف بالصناعات الثقافية المحلية ، مشيدة بالدور الكبير الذي تقوم به المؤسسات الوطنية الشريكة من مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص والوزارات ، وعلى رأسها القوات المسلحة والأجهزة الأمنية .

وتابعت أن جرش ليس مجرد حفلات فنية ، وإنما هو ترسيخ للقيم الثقافية العربية والعالمية ، ولا بد أن يبقى مؤشرًا على الحراك الثقافي الاردني وتنوعه ، وأن تاريخ المهرجان ظل حاضراً في المشهد الثقافي العربي والعالمي ، مكرساً للتنوع الثقافي والانساني .

وفي كلمة للمدير العام لمهرجان جرش أيمن سماوي ، تضمنها الكتاب يقول فيها إن مهرجان جرش هو الوطن ويسعى ليكون صورتنا وأن يحمل لوننا للعالم ، خلال حمله لشعارات تعاقبت على المهرجان ، بما يحمل من دلالات ليكون واحة ثقافة وفن وإبداع وسياحة للزائرين والعائلات .

وأضاف سماوي وهو الذي تسلم إدارة جرش مجدد ويحمل تحديات وطموحات كبيرة أن مهرجان جرش 2023 ، مهرجان نوعي وتم تخصيص أجنحة داخل المهرجان للسفارات لتعرض موروثاتها ضمن تنوع ثقافي وفني.

ويؤكد سماوي على التوازن في المهرجان بين المسارح بحيث يتوزع النجوم على مختلف المسارح وليس على المسرح الجنوبي.