مرايا – كتب : عمر كلاب

(إسرائيل عدو أم…؟!)

لم يحضر سيناروها حافة الهاوية او الانفراج, كثيرا في المشهد النقاشي للورشة التي انعقدت على مدار ثلاثة أيام, بل ربما يكون الادق ان سيناريو حافة الهاوية قد تحالف عضويا مع شقيقه سيناريو الانفجار الكبير, وغاب تماما عن الذهنية سيناريو الانفراج, بمعنى ان المستقر في العقل والوجدان ان الكيان الغاصب يسير نحو حسم القضية والصراع, مستثمرا اللحظة الكونية الراهنة, بل أن الأقرب إلى تعريف الكيان الذي يرتبط الاردن معه بمعاهدة سلام ما زال على حاله قبل المعاهدة اي عدو, يمارس كل اشكال العداء والاستفزاز نحو الاردن الذي يسعى الى?درء مفاسده بالمعاهدة, واستثمار تلك المعاهدة الشؤم بتخفيف الاضرار على الاردن وفلسطين, وقد نجح الاردن في استثمار تلك المعاهدة لتقديم دور انساني في فلسطين كلها وقت الازمات, كما نجح في استثمارها كقوة اخلاق امام المجتمع الدولي.

حتى المعتدلين من الحضور, لم يعارضوا فكرة تصنيف الكيان العنصري كعدو, وإن كان ثمة اعتقاد بأن المعاهدة ضرورة اردنية في هذه اللحظة, لكن التوسع في التعاطي معها كشأن اقتصادي ومكاسب اقتصادية كان موضع رفض شبه عام, بل كان المطلوب الانسحاب الكامل من الاتفاقيات الاقتصادية التي تم توقيعها وعدم المشاركة في المسار الابراهيمي بكل اشكاله الاقتصادية والسياسية سواء فيما يعرف باجتماعات النقب او غيرها, بشكل واضح, يربط بين التقدم في احياء حل الدولتين وبين السير في هذه المسارات, فلا يعقل ان تبقى دولة الاحتلال على ممارساتها القم?ية ووأد حل الدولتين ونحن نسير في مسيرة اشبه بمكافأة الكيان على ممارساته العنصرية.

ربط التقدم في الانجاز على مسار حل الدولتين لم يقتصر على الاتفاقات الاقتصادية, بل تعداه الى ضرورة توسيع قاعدة العلاقات الاردنية مع اطراف اقليمية فاعلة وتحديدا السعودية وقطر والجزائر على المسار العربي, وايران وتركيا على المسار الاقليمي والصين وروسيا والهند على المسار العالمي, رغم تباين المواقف البينية الان سواء بين الدول المقصودة او العلاقات الاردنية مع هذه الدول, فليس من الضرورة ان نبني علاقاتنا الدولية على قاعدة واحدة او ان تكون علاقة مع دولة ما على حساب دولة اخرى, وبمراجعة سريعة وقريبة لتاريخ ونمط العلاقا? الديبلوماسية الاردنية, نجد قصص نجاح كثيرة في هذا الملف, حد الوصول الى علاقة مع الدولة ونقيضها او معارضيها بافضل التعابير السياسية.

استعراض ما جرى في ندوة مغلقة, لا يتعارض مع فكرتها او اهدافها, بقدر ما هي رغبة في ايصال حلول ومخارج من واجب مراكز الدراسات ومراكز التفكير, وضعها على طاولة القرار الوطني, الذي عليه ان يتلقف هذه الافكار ويراجعها ويبني على ضوئها موقفا داخليا متينا, يجد داعميه ومؤيديه اذا ما خرجت الامور عن سياقاتها, ومن الواضح ان الحالة الان على حافة الهاوية, ورمضان بابعد الاحوال سيكون لحظة الانفجار الاخير, فثمة مستقر في المدى العالمي كله, بان حل الدولتين قد مات, ويخجل كثيرون او ينتظر العالم من يعلن وفاته او يدفنه بوقار, والى ح?ن هذا الاعلان على العقل الوطني الاردني وليس الرسمي فقط ان يبحث عن حلول ومقاربات ترفع من المناعة الوطنية الأردنية الداخلية والمناعة الفلسطينية وهذا ما ساستعرضه غدا.

omarkallab@yahoo.com