عُدتِ بأيّ حــــالٍ وعٌدنــــا للرّثــــــــاء
يومًا لم يُخْــــلق مِثلـُـه للعِبـــاد
مَنصّة ووعـــــدٌ كأنا هُناك في المِيعـاد
تَهديدٌ وَوعيدٌ لِمَن ارتضى لِلشَعب اقتياد
جِســرٌ وَعُبــــور ونَكبـــــــةٌ للعباد
ضياعٌ شَتات لم نَحسبهم على الارْضِ أُناسْا
وتدور فينا الدائرة
بين العقول الحائرة
لِيَضَعُوا على الخارِطَة الإبْهام
وإقامَةٌ ليسَ لها عُنوان في زَمن الخُذلان
جِيلٌ أتى وهناك جِيلٌ قد مضى والحال سَوءٌ بازدياد
بِتَصاعٌد الدّخان والأنفاس في منهاجنا
زرعوا به فتن الزمان
فالخق موءود به
ولم نرَ الميزان
فشعبنا نيام
وشعبهم لئام
لنلوذَ بالخسران والخزي والخذلان
فالعار كل العار للضعفاء
والويل للجبناء
فإلى متى التنديد والإنكار
وإلى متى يلفنا الحصار
وَمَتى سيصحو سيفنا وضميرنا
جدي هنالك قبره
وأبي نشيد الحق في أشعارنا وبكائنا
وهناك أمّي تعزف الزغرودة الحرى
طربا وتنثر عطرها حبن يمر بها الشهيد
والكل من حول جياع
والكل من حولي ضياع
رُويداً رٌويداً وإذا بأرضٍ تُفرَغُ من شَعبِها وَتُباد
والأرضُ ما تَلبث أن تفسل الدماء
ويقلعون
وينهبون
ما جنى الفلاح
فمسْكنِي مُخالِفٌ
وموقفي مخالفٌ
فأين أين مهربي
وكيف ينجو قاربي
والبحر يا أنشودتي يصيب بالدوار
فكيف تصمتون
ونحن كل ساعة في الموت غارقون
الطفل فينا لا يهاب رصاصهم
فالارض تروي صدرهم شجاعة الليوث
وترضع الاطفال كل يوم شربة البقاء
ورفعة السماء
بَين النَّكبةِ والنَّكبة نَكبةٌ شَغَلَتْ العالم باستحْياء
أربعة وسَبعُون عامًا ماذا سَيبقى لِتَرى عيني الأطلال؟
هل سَتَنطَفىء شٌموع عُمري قبل أن نَخمِد أعوام النّكبة الحَمقاء؟
مها صالح