عمر كلاب يكتب : ازمة تحلاية الحليب بالجنزبيل

بهدوء

عمر كلاب

لم يكن الخلاف طبيعيا, بين اعضاء لجنة تطوير وتحديث مكافحة مرض السكري, عن جدوى وفوائد استخدام العسل في تحلاية خليط الحليب بالجنزبيل, إن كانت ترفع منسوب السكري في الدم؟ ام انها تسهم في تحسين نشاط المريض ولا تؤثر على نسبة السكري في الدم, واستمر الحوار ساخنا ولولا خشية لتراشق المختلفون بالايدي وما تيسر من ادوات على المائدة.

احد الاعضاء وهو معروف بخبرته التي اكتسبها من خلال جولاته الدراسية في عواصم البربر والعجم, ودورات استثنائية في الجوار, أكد بأن العسل بديل ثوري عن السكر, وأن السلطات الصحية تمارس تضليلها للجمهور خشية ان تزداد قوته, معتبرا ان وجوده في لجنة تطوير وتحديث مكافحة مرض السكري, لن يجعله يميل الى السكر البني او الى سكر الفواكه, فمهما حاولوا اقناعه بجدوى بدائل العسل, فهو على عهده وموقفه ولن يحيد, ولن يتم شراء موقفه.

ممثل تيار الطب البديل والتدواي بالاعشاب, اكد ان سكر الفواكه بديل معقول عن السكر الابيض الذي اعتاد الناس على استخدامه رغم اضراره الكبرى عللى المستخدمين, لكن, والحديث متصل لممثل تيار الطب البديل, هناك احساس بأن السلطات تحاربه بفرض الكثير من الضرائب على هذا المنتج الحيوي, فهو يتعرض لمؤامرة كبرى بنشر اشاعات مضللة حوله, ليس أولها انه يُضعف الذاكرة ولا آخرها انه يرفع منسوب السكر في الدم, واردف الممثل, بأن العسل موصوف ومعروف بقدرته على تحقيق الشفاء, فهو يخرج من بطن طاهر ولا يمكن ان يكون مؤذيا.

وحده ممثل لجنة الاحتكام الى الطب التحليلي, اكد ان العسل في نهاية الامر يتحول الى سكر, بحكم طبيعة غذاء النحل, وبالتالي لا يمكن الارتكان الى تحلية الخليط به, فهو سيرفع منسوب السكر في الدم, وسيؤثر على الوظائف الحيوية للمريض, فهو يصيب العين باختلال الشبكية ويضعفها, ويساعد على تكوين ثقوب في الشبكية, كما انه يُضعف الكلية وبالتالي لا تستطيع القيام بواجباتها في تنقية الدم وطرد الاملاح من الجسم, مما يؤدي الى الفشل الكلوي والعمى.

هنا ثارت حفيظة الجميع, وهجموا بكل شراسة, هناك من قال بأن العسل موصوف ومعروف بقدرته على شفاء المرضى, وهناك من اتهمه بالعبث في قدرة الذكزر ومحاولته اجهاض القوة الفردية للمواطن وبالتالي اضعاف الوطن, وثارت حفيظة بعض الجمهور الذي لم سيبق له ان قرأ ورقة عمل واحدة عن فوائد العسل, ولم يستمع أحد الى صوت الممثل وهو يقول, لا اشكك في فوائد العسل عامة, لكنه مضر لمرضى السكرى ولا يصلح لتحلية الحليب بالجنزبيل او الحليب بالقرفة.

هرج ومرج داخل الاجتماع, وصراخ وضجيج, فكيف يتم ادراج القرفة على جدول الاعمال, رغم انها خارج سياق اهتمام اللجنة ومفاعيلها, فالقرفة كنت سببا في موجة اشتعال داخل لجنة فرعية مختصة بشؤون القرفة, وانتهت بإزالة اقتراح جدوى خلطها بالحليب اساسا, وعودتها الى مائدة البحث مؤامرة من مستوردي القرفة التي لا يتم زراعتها محليا, وبالتالي هي دخيلة على مجتمعنا وتقاليدنا واعرافنا, ومجرد محاولة ادخالها في الحوار جريمة بحق الوطن والمواطن.

محترفو خليط الحليب بالجنزبيل, رفضزا ان يكون هناك اي انتقاص لتحليته بالعسل, رغم كل الاضرار الجانبية على مرضى السكري فقط, كما رفضوا ان يتم فتح الآفاق ومحاولة انتاج خليط جديد يعالج امراض الضغط والسكري التي تُصيب معظم ابناء الوطن, وانتهى الاجتماع باغلاق الملف, فالسكري رغم انه مرض قاتل, لكنه الشيئ الحلو الوحيد في حياة الاردنيين.

omarkallab@yahoo.com

شارك على الشبكات الإجتماعية !
مواضيع مشابهة