مرايا – بهدوء :عمر كلاب- كثيرون يقولون بيقين ان السياحة هي نفط الاردن وهي ابرز رافد لخزينته , بتلاوينها المختلفة , العلاجية والدينية والترفيهية , ونعلم بنفس القدر من اليقين ان السياحة العلاجية قد جرى خنقها بتعليمات جائرة وربما بتواطؤ عليها , وتجربتنا مع السياحة الدينية مبتسرة ومحكومة بمعايير ثقيلة باستثناء السياحة الدينية للمغطس ورحلة الحج المسيحي , فسياحة اليهود مرفوضة شعبيا وغير منتجة اصلا بحكم ان السائح اليهودي القادم من الارض المحتلة هو صهيوني غاصب , ناهيك عن بُخله وعدم انفاقه قرشا واحدا في ديارنا بل يلحق اضرارا بالموجودات داخل الفنادق اذا دخلها اساسا .
السياحة الدينية التي تحمل بشائر اقتصادية كبيرة هي زيارة مراقد الصحابة وقبورهم لايناء الطائفة الشيعية , وهذه سياحة سياسية بإمتياز وتخضع لمعايير امنية , لذلك جرى القفز عنها رغم المحاولات الأولية فقد كانت كشوف الزوار تتغير قبيل اغلاق بوابة الطائرة مما اثار حفيظة الجهات الامنية , كذلك سرت احاديث عن دعوات تشيّع في الاردن ومحاولات اكبر من ذلك , لكن الحساسية السياسية هي العامل الابرز لذلك فقدنا مصدر دخل هام .
بقيت السياحة الترفيهية وهي السياحة السائدة في الكون والتي ينفق عليها الانسان بالغالب مبالغ معقولة واحيانا كبيرة , ونجحت شركات سياحية في جذب ملايين السواح من الاردن حصرا ومن اقطار اخرى بحكم انخفاض كلف السفر والاقامة وارتفاع قيمة الانفاق على الطعام والرفاه والتسوق , ولكن الاهم طول فترة الاقامة دون ملل , وهذا ما مفتقده في انجح مناطقتنا السياحية ” العقبة والبتراء والبحر الميت ” فالبحر متاح نهارا والخزنة والاثار كذلك والصحراء جميلة ليلا لكن ليس لايام كثيرة فالسائح ليس شاعرا .
رفع الاقامة في هذه المناطق تحديدا هو التحدي الابرز , فالترفيه في تلك المناطق بأضيق الحدود , لذلك ارتفعت اسعار الاقامة قياسا بالدول المجاورة والمحاذية للبحر الاحمر , ومن اكثر عوامل الرفاه جذبا هو الكازينو لما يصاحبه من انفاق هائل تتطلب نشاطات ترفيهية موازية مثل الحفلات الضخمة والمباريات الاستعراضية وغيرها , وجميعنا يدرك العائد الضخم من الكازينو , فكازينو اريحا حقق عائدا وصل الى نصف مليار في عامه الاول للسلطة الفلسطينية .
وحتى لا يغضب احد فإن القدس والاقصى كانت على مسافة حجر من الكازينو ولم ينعكس الكازينو سلبا على منسوب الورع والتدين ولم ينسحب سلبا على الاخلاق العامة , كذلك لا يبتعد الكازينو اكثر من امتار عن حوزة الازهر الشريف ولم نسمع مطالبات بوقف الكازينو في مصر لا من الازهريين ولا من التيارات السياسية الدينية حتى اثناء حكمها اما الخليفة الجديد اردوغان فكلنا نعلم ان كل اصراره على قبرص التركية ابرزها الكازينو .
بمعنى ان التشدد في الكازينو ومعاداته غير مفهومة من التيارات السياسية الاسلاموية , فما هو مقبول لغيرنا يجب ان يكون مقبولا لنا , اما الرافضين حماية للاردنيين واموالها فهذا يمكن تأمينه من خلال منع دخول الاردنيين الى الكازينو اسوة بما هو حاصل في مصر , ويبقى الكازينو في النهاية مقصد كثير من الاردنيين الذين يسعون اليه اطراف الليل وتحديدا نهاية الاسبوع , بل ان كثير منهم يهاجم الكازينو ايضا ويسعى الى تحقيق شعبويات .
الكازينو ضرورة سياحية في مثلث العقبة- البحر الميت والبتراء , وحتى في همان وسبق ان تم منح رخص لهذه الغاية , مع شرط منع الاردنيين من الدخول وعلى الحكومة ان تتحلى بالجرأة لاتخاذ القرار .
omarkallab@yahoo.com