مرايا – كتب :  محمد فخري – أمي وأبوي انفصلوا عن بعض ، وبعدها أبوي توفى يعني حياتي عشتها يتيم بدون أب ، أخواني كرم ورامي وكريم انخرطوا ع صغر مع الرجال وسوقهم كونه ما كان النا معيل واشتغلوا بوقت بدري كثير عليهم ، عشنا فقر ومعاناة وجوع وكمان عشنا رجولة وكنا قد حالنا ، كبرنا شوي شوي واليوم عنا كان يمر كأنه الف سنة من الحسرة والفقر والمعاناة ، بس طلعنا زلام وقد حالنا ، صار عمري 12 سنة وكنت أطلع بالاشتباكات مع اليهود وأرمي عليهم حجار لحد ما أجتني طلقة بظهري وأستقرت بالعمود الفقري وما انشالت والحمد لله ما انشليت ، وضلت بظهري ووجعها بالصيف والشتاء مرافقني ، بعدها بسنتين زمن وأنا عمري 15 سنة اعتقلوني الصهاينة وسجنوني سنتين ونص والتهمة المقاومة والانتماء لمجموعات عسكرية وحيازة سلاح ومع بداية اوسلو طلعت بعد ما ذقت معاناة الاسر ، تزوجت والله رزقني بنتين ناريمان ونانسي وحياتي كانت ماشية تمام بس عندي عقدة من المشاكل العائلية ، بحزن لما أشوف أطفال أيتام أو ضحايا طلاق الوالدين ، بتذكر انه تبنيت بنتين ابوهم وامهم ماتوا وفي ولد اجيت بدي أتبناه بس أختفى وما بين وصابني غصة بقلبي ، يمكن عشان عانيت وما شفت حنان أب كنت حاب أكون أب للكل ، بتذكر مرة سمعت زلمة بغلط ع مرته وبهددها بالطلاق لانها صرفت 500 شيكل بدون علمه ، رحت دفعتهم مني اله عشان ما ينخرب بيته ويتشردوا اولاده ويطلقها ، حياتي برا البيت كانت مع كتائب شهداء الاقصى وخصوصا مع مجموعة فرسان وفارس الليل ، وكنت أصنع عبوات ناسفة وأفجرها وأصنع أحزمة ناسفة وكنت أنظم عمليات استشهادية ، 2002 زرعت عبوة ناسفة بمنطقة راس العين جنب دحلة الكوني ، وأنا منسحب من المكان وقع جنب رجلي صاروخ وما انفجر ، توقعت اني محظوظ ومزطت هالمرة ، صار اشتباك معي ومع جنود وانطخيت بشارع حطين والجنود فكروني متت وانسحبوا بس كنت لابس سترة واقية ، 2003 كمان زرعت عبوة ناسفة واتفجرت فيي ، انقطع 3 أصابع من ايدي ونظري خف وسمع خف من تفجير هالعبوة ، وضليت ع هالحالة أصنع و أزرع عبوات وافجرها ومهدد بالموت بأي لحظة ، سنة 2004 رن علي صديق اللي وخبرني انه مجدي مرعي انصاب ، طلعت ركاض اشوفه حملت سلاحي وقنبلتين وطلعت ، بحارة الياسمينة صار اشتباك بيني وبين وحدة صهيونية وللأسف نسيت القنابل بجيبتي وأجى فيهن صليت رصاص تفجرن ، ايدي اليمين طارت وانقطعت وبطني انخزق ورجلي مليانة شظايا ، سحبوني على المستشفى ، مصارين بطني كانت طالعة حطيت ايدي المقطوعة فيهن وصرت أتبسم ، اتبسمت لانه وصلتني رسالة ربانية انه ما اجى موعد استشهادي ورح أضل عايش لأنه في غاية من حياتي ما تحققت ، 6 شهور علاج وكنت بمخابئ بعيد عن الجواسيس ، ربنا شافاني ورجعت أقوى من أول وما بهاب ، بحارة الياسمينة كمان مرة اشتباك وانطخيت والطلقة أجت بالبارودة وكنت عارف انه ما رح اموت الا لما ربنا يريد ، وباحد الاشتباكات عجوز ترجتني اتخبى عندها وبالفعل خضعت لتوسلها وتخبيت واصدقائي منهم ملهم ابو جميلة وهاني العقاد ونادر الاسود وغيرهم رفضوا يتخبوا وللأسف استشهدوا بعد امتار من بيت العجوز اللي ترجتنا نتخبى ، ربنا سخرلي هالختيارة تترجاني اتخبى عندها وتأكدت كمان مرة انه انا عايش لاشي معين ، 5 سنوات مطاردة شفت امي وأهلي واولادي وزوجتي 15 مرة ، في منهم مرات كانت من بعيد وأنا ماشي ابوسهم بالهواء واتخبى ، قتلت جندي صهيوني بشارع 24 وهجمت على الية ورميت فيها مواد متفجرة ووقع عند الالية مسدسي ورجعت أخذته وفجرتها ، الجنود شافوني راجع صابهم رعب وخوف وصار يسألوا بعض هذا شو جاي يعمل بدون سلاح وشردوا ، قطعت ايديهم بالعبوات الناسفة وما خفت منهن بالمرة ، من كثر الغل كنت للحظات بدي ارمي البارودة واهجم عليهم بايدي وحسيت انه البارودة ما بتفش الغل ، بحارة الياسمينة قتلت ضابط وجرحت جنود كثير ، وهون صار اسمي معروف ومطلوب ،
“فادي عبد الحفيظ عبد اللطيف قفيشة”
مطلوب ميت بأي طريقة ، ما بنسى هالموقف كان ربنا معي بكل وقت ، وخصوصا لما تخبيت تحت درج بيت في حارة القريون وأجت ختيارة ساكنة البيت عملت بناء للدرج وسكرته بسور من الطوب مشان ما حد يقدر يشوفني وتعدي فترة الحصار وبعدها اطلع بأمان، سمعت انه نايف ابو شرخ استشهد كنت أنا تلميذه انجنيت حاولت أهد السور ما قدرت ، بس خلص الحصار طلعت وديت الاستشهادية زينب ابو سالم ع القدس المحتلة فجرت نفسها وقتلت 3 ، وبعدها وديت عبوة ناسفة صنعتها ووديتها مع شب من الخليل جوا مستوطنة قدوميم نواحي قلقيلية وفجرها وفجر معها 3 ، بدون مبالغة لو في زيي 100 نفس قلبي وارداتي وغلي كان حررنا فلسطين ، كتبت وصيتي هاي :
هذه وصيتي انا فادي قفيشه ابن فلسطين
اوصيكم ان لا ترموا السلاح من بعدي وابقوا على عهد الشهداء والشرفاء ، وارجو من الجميع ان يسامحوني وانا فخور بنفسي بما فعلته لوطني ، وان شاء الله سيكون اجري عند الله عز وجل ، اذكروني بالخير ، يا احبتي لا توقفوا القتال ، والعهد في سبيل الله ، ولا تقولوا انا افعل من اجل فلان او فلان ، خلوا عملكم لله واطلبوا اجركم من الله .
ما اجمل الحياة ولكن لن تكون اجمل من الجنة الهي اجعلني مع النبي عليه الصلاة والسلام ، واقول لكم من قتل يهوديا كافرا جعل الله تعالى له قصرا في الجنه ، اللهم اوعدنا بالجنه ، الهي ارحم شهدائنا واجعل مثواهم الجنه ، لسنا ارهابيون ، نحن ان شاء الله على حق وسنبقى نحاربهم الى يوم الدين واليوم الموعود .

والان انا اودعكم يا اخوتي واحبائي .
اراكم في الجنة ان شاء الله

اخوكم فادي قفيشه واوصيكم ابقوا

وبعدها اشتريت تمر عن روحي وحسيت انه اقترب موعد الشهادة ، بتاريخ 31/8/2006 رن علي صديق من كتائب الاقصى واستفسر عن ضابط صهيوني مقتول بحارة القريون ، وسألني انه مني جاوبته مش انا ، لبست اواعيي وطلعت أشوف شو في ، وبغير قصد وقعت بنص الجنود الصهاينة كتيبة 93 هاروف في لواء كفير ، حاصروني وطخوني كمشة طلق ، وحده بقلبي ووحده بايدي بعدهن ما اسمعت اشي ووقعت على الأرض ، وانسحبوا ، ما كان يعرفوا انه اللي انقتل فادي قفيشة لانه لو عرفوني كان بدون مبالغة من الرعب والخوف شردوا ،

فادي قفيشة حاربت الكيان وجنده وكتائبه بايد وحدة ، مليان جروح وجسمي مليان طلق ، كان عندي قاعده كن مع الله ولا تبالي ، العناية الالهية كانت معي بأكثر من مرة ، بفتخر اني انسان فلسطين قدم وقاوم ورمى حجر وطخ وفجر ، كنت عارف انه عمري ما انتهى وما كنت أخاف ، سؤال كان بمخي أنا ليش عايش ! عايش لسبب وهالسبب كفلني 4 مرات من الموت ، هالسبب بس عرفته استشهدت لانه بس الشهداء اللي بعرفوا هالاجابات !
وصيتي انعمل فيها السلاح ما انرمى بالعكس صار ينرفع بالمناسبات بدال ما ينرفع بوجه الكيان ، والقتال صار مع عدة جبهات والكيان صار اثنين ، والصديق عدو !
كان الشعب يترحم ع الشهيد ويهني الفصيل ، هسا لا في شهيد ينفذ ولا شعب يترحم ولا فصيل يتهنئء !!

بس فلسطين ولادة رح تولد ناس كثير زي فادي تفدي الوطن بروحها ..

#الشهيد_ليس_رقمًا،