مرايا –

مفارقة غريبة بطلها النجم الراحل هشام سليم، الذي لم يكرم طوال حياته رغم مشواره الحافل فنيا سواء على مستوى السينما أو التليفزيون، إلا أنه اختار أن يكرم رموز الفن.

 

وعمل هشان سليم على ذلك من خلال تمويل مجموعة من الأفلام التسجيلية التي تؤرخ لقصص حياة رموز الفن المصري والعربي، يحكون من خلالها قصة حياتهم، وتنتقل الكاميرا في جولة ببيوتهم، دون أن ينتظر أي مقابل مادي.

المشروع الذي آمن به وقام بتمويله قبل رحيله حكي عنه هشام سليم أثناء استضافته في إحدى حلقات برنامج معكم مني الشاذلي، بصحبة المخرجة وشريكته في الإنتاج ماجي أنور، حينما قال إنه فوجئ بها تتواصل معه بنصيحة من الفنانة فاتن حمامة، وحينما تواصلت معها ماجي لعمل مهرجان سينمائي يحمل اسم سيدة الشاشة العربية بالمنصورة، وهي الفكرة التي لاقت قبولا واستحسانا من فاتن حمامة وقامت بتسجيل رسالة صوتية لأهل المنصورة.

 

لكن حال القدر دون خروج المهرجان للنور، برحيل الفنانة فاتن حمامة، ورأت المخرجة ضرورة تخليد ذكري سيدة الشاشة من خلال فيلم تسجيلي يحمل اسم” الفاتنة” يتضمن شهادات من المقربين منها والذين عملوا معها، وكان الفيلم السبب في تواصلها مع هشام سليم.

 

الراحل هشام سليم كشف في حديثه أنه فور علمه باستضافة فاتن حمامة للمخرجة ماجي في بيتها، شعر بالأمان والثقة نحوها، مشيرا إلى أن فاتن لم تكن تستضيف أي حد في منزلها، إلا من تشعر تجاهه بثقة وطمأنينة، وبالحديث مع مخرجة الأفلام التسجيلية، أعجب بفكرة تكريم رموز الفن وهم على قيد الحياة، وعلى الفور، عرض تمويل هذه الأفلام من ماله الخاص، رغم علمه انها لن تحقق له أي عائد مادي.

 

وبالفعل قام بتمويل عدد من الأفلام، منها “الجميل” عن حياة الراحل جميل راتب، وتم التصوير معه في بيته قبل وفاته، وفيلم “المنتمي” للفنان السوري دريد لحام بمنزله بسوريا.

 

وكشفت المخرجة ماجي أنور أن المشروع كان مهددا بالإيقاف بعد أن رفض هشام سليم وضع اسمه كمنتج على التتر، ولم يتراجع إلا بعد أن هددته بأها ستعيد له ماله والمادة التي تم تصويرها لأنها لن تقبل إلا بمنحه حقه المادي.

 

وقال هشام سليم إنه عانى طوال حياته من كونه ابن الراحل صالح سليم، وطوال الوقت الناس تحسبه عليه رغم تحقيقه نجاحا بعيدا عنه.

 

وتابع أنه خشى إذا وضع اسمه على التتر أن يقال إنه يفعل هذا كنوع من “المن” لأنه ما يزال يعمل، وتحت الأضواء.