مرايا – رصد – بعد المحرقة اللي عملها اليهود بغزة وراح فيها 125 شهيد 350 جريح واللي استمرت 5 أيام من 28/2-3/3 عام 2008 ، وكانت حجتهم يقضوا على عناصر حماس االي بتطلق صواريخ من غزة ، والله ما كنت أقدر أنام الليل من المشاهد اللي صارت وشفتها ، قعدوا يتفاخروا ويسموا هالعملية مسميات منها الشتاء الساخن والمحرقة وكثير مسميات ، كان لازم يصير في رد على هالعملية ، كنت أشتغل سائق بمدرسة هراف الدينية العنصرية اللي بتطلع متطرفين قتلة وفكرت كثير لحد ما لقيت طريقة أهرب فيها سلاح وأفوت فيه على هالمدرسة ، كانت كل شوارع القدس مليانة نقاط تفتيش وحواجز ، بتاريخ 6/3/2008 حلقت لحيتي واتحممت وكنت صايم حكيت لأمي اليوم ما رح آجي ع الفطور لا تستنيني ، كان يوم خميس طلعت على المدرسة وتسللت في حي كريات موشيه وفتتها لجوا وكان معي 8 مخازن وكلاشن ، كنت بعرف كل دهاليز وخبايا المدرسة ، وأول ما دخلت على المكتبه كان فيها 80 واحد بلشت طخ عشوائي وبس خلص المخزن ركضت على الطابق الثاني وغيرت المخزن وكملت طخ ، عملت حالة رعب وفوضى لدرجة انه في متطرفين كانوا ينطوا من الشبابيك برا المدرسة ، ضليت أطخ وأغير مخازن لحد ما غيرت 8 مخازن وخلص سلاحي بس كان الوضع كارثي !
دم على الحيطان وجثث بكل مكان ومتطرفين مكسرين لانه نطوا من الشبابيك وصراخ وعياط وخوف ، منظر بشفي غل الأيتام والأرامل وببسط الشهداء ، مر شريط ذكرياتي بلحظات قدامي صلاة الجماعة عمرها ما راحت علي وتذكرت امي وتذكرت خطيبتي اللي رح اتزوجها بعد ايام وتذكرت أهل جبل المكبر جيراني لحد ما انطخيت واستشهدت وكانت الحصيلة 10 قتلى 35 اصابة حسب كلام الصهاينة الكاذب اللي الهدف منه يخبوا فضايح اكبر ، أخذوا جثتي وحجزوها ، الفرح اللي صاب غزة وفلسطين كان فرح مش طبيعي ، وزعوا حلويات بكل مكان ، ومن كثر الطخ بالسماء والاحتفالات دخل المستشفى 40 اصابة من ورا الرصاص المتساقط ، منعوا أهلي يدفنوني بشكل رسمي لانه جثتي عندهم ، التخمينات حكت انه كتائب القسام الها يد بالموضوع وهي ورا هالعملية بس ما طلع بيان وتبنوا ، وراحت الأيام وأجت الأيام لحد ما اقتحموا بيتنا واخذوا عمي وابوي بحجة التحقيق بس للأسف جروهم على المقبرة وكان في كيس اسود فيه جثتي حكولهم هي ابنكو يلا ادفنوه ، أبوي تجمد وارتعب وعمي كمان ارتعب !
ما قدروا يقربوا على الجثة وما كانوا مهيأيين لهيك موقف ، بس واحد من اولاد عمومتي كان لاحقهم أجى طلعني من الكيس ودفني وكانت المفاجأة انه جسمي طري زي ما هو ، جروحي ملتئمة لحالها وكنت اصلا حالق لحيتي بس كانت المفاجأة انه شعر اللحية لسا بنمو وهاللحية طولانة ، دفنوني وروحوا وبعد سنتين من استشهادي 2010 كتائب القسام أعلنت إنه عملية “علاء ابو دهيم” منفذ عملية المدرسة الدينية ابن جبل المكبر هو ابن القسام ، وكان واضح انه القسام اله بصمة بهيك عملية ، ما كان الهدف من العملية الا خالص لوجه الله بدون أي رياء ، وما كان عندي مشكلة انه ما ينعرف هالمنفذ مين هو ولا اصله ولا فصله ، وما كنت حاب ينطخ رصاص بالسماء واحتفالات على الفاضي ، كان لازم هالرصاص يكون بقلوب المتطرفين والاحتفالات فوق جثثهم ، استشهد علاء صاحب أقوى وأكثر عملية سرية واجهة الكيان ، بس راح المنفذ واختفى معه اللي كات يتبنى !!
#الشهيد_ليس_رقمًا،

محمد فخري