مرايا –

بدأ جلالة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان، الأربعاء، زيارة دولة للأردن تستمر يومين، تلبية لدعوة من جلالة الملك عبدالله الثاني.

 

وتعتبر زيارة السلطان هيثم إلى الأردن هي الأولى بعد توليه مقاليد الحكم في سلطنة عُمان.

 

ويبحث جلالة الملك وسلطان عُمان العلاقات الثنائية بين البلدين، وقضايا إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك.

 

وشكل فريق عمل أردني عُماني مشترك لمناقشة وبحث فرص الاستثمار والتعاون الاقتصادي بين البلدين، بعد زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني لسلطنة عُمان في 4 تشرين الأول/ أكتوبر 2022، والتقى خلالها السلطان هيثم بن طارق.

 

التمثيل الدبلوماسي

 

وقف الأردن قيادةً وحكومةً وشعباً إلى جانب سلطنة عُمان منذ بواكير نهضتها، وسارع لتلبية احتياجاتها من الكوادر والخبرات المؤهلة في المجالات التربوية والاقتصادية والثقافية والطبية.

 

ويتبادل الأردن وعُمان التمثيل الدبلوماسي منذ عام 1972، حيث شهدت العلاقات بين البلدين منذ انطلاق التمثيل الدبلوماسي بينهما، تطورا ونموا ملحوظا في المجالات كافة، بما يخدم قضايا الأمن والاستقرار في المنطقة.

 

ويشغل السفير أمجد القهيوي سفير الأردن لدى سلطنة عُمان، والسّفير فهد بن عبد الرحمن العجيلي سفيرُ سلطنة عُمان لدى المملكة.

 

وكانت عُمان سنداً للأردن في مواجهة التحديات، ولم تألُ جهداً في دعم قضاياه وتوجهاته.

 

زيارات

 

زار جلالة الملك عبدالله الثاني سلطنة عُمان في 12 كانون الثاني/يناير 2020، لتقديم واجب العزاء بالسلطان الراحل قابوس بن سعيد، وزار جلالته عُمان في أيار/مايو 2017.

 

كما زار جلالة الملك سلطنة عُمان، في 4 تشرين الأول/ أكتوبر 2022، والتقى خلالها جلالة السلطان هيثم بن طارق.

 

وقد أرسى دعائمَ هذه العلاقة المميزة المغفورُ لهما جلالة الملك الحسين بن طلال وجلالة السلطان قابوس بن سعيد.

 

واستمرت هذه العلاقة المتميزة بين البلدين مع تولّي جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية؛ فقد ربطت جلالة الملك بالسلطان قابوس علاقات شخصية قوية، وهي العلاقات نفسها التي ربطته بالسلطان هيثم بن طارق الذي تولى مقاليد الحكم في السلطنة في عام 2020.

 

واتسمت العلاقات على الدوام بتبادل وجهات النظر والتشاور والتنسيق حيال القضايا العربية والإقليمية، بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين اللذين يقفان في خندق واحد لخدمة الأمة.

 

كما أن هناك تطابقا في وجهات النظر بين البلدين حيال القضايا الأساسية العربية والإقليمية والدولية، فإنهما يشتركان في تبنّي النهج الوسطي السلمي والمتوازن الداعم للشرعية الدولية.

 

ويتسم الشعبان الأردني والعُماني بتمسُّكهما بالعادات والتقاليد العربية الأصيلة، وهو ما يَبرز في المشاركات الفنية التي تمثل كلّاً منهما في المهرجانات الثقافية للبلد الآخر؛ وبخاصة مهرجان جرش في الأردن ومهرجانا مسقط وصلالة في عُمان.

 

ويعيش في عُمان، نحو 12 ألف أردني، وعدد العُمانيين المقيمين في الأردن، 5 آلاف؛ أغلبهم طلبة مع مرافقيهم.

 

ويعمل في سلطنة عُمان قرابة 6 آلاف أردني في القطاعين العام والخاص، يتركزون بشكل رئيس في القطاعات التربوية والأكاديمية والتدريبية والهندسية والوظائف الإدارية والمالية في الشركات والمصارف والمصانع.

 

تعاون اقتصادي

 

ووقع الأردن وعُمان منذ بدء العلاقات الدبلوماسية أكثر من 30 اتفاقية على الأقل في عدة مجالات.

 

كما يوجد اتفاقية في مراحلها النهائية أو قيد البحث من قبل الطرفين.

 

تعتبر أهم الصادرات الأردنية إلى سلطنة عُمان هي الأدوية، والخضراوات والفواكه، والسجاد، والأسمدة الكيماوية، والمصنوعات من الحجر والإسمنت، والبلاستيك، والمعدات والآلات.

 

وفيما يتعلق بأهم المستوردات الأردنية من سلطنة عُمان، فهي الأسماك والقشريات، والرخام، ومحضّرات الأغذية، والمنتجات الكيماوية العضوية.

 

تعاون ثقافي وتعليمي

 

ساهمت الهيئات التدريسية الأردنية يداً بيد مع نظيرتها العُمانية في النهضة التعليمـة التي شهدتها السـلطنة في العقود الأخيرة، إذ يعمل في السـلطنة قرابة ألف معلم وأسـتاذ جامعي، حيث هناك توجه إلى مزيد من التعاون في المجال التعليمي في ظل الإشادة بالمعلم الأردني وتميزه وقربه النفسي والاجتماعي من الطالب العُماني.

 

ويدرس في الجامعات الأردنية قرابة 2371 طالبا وطالبة عُمانية، وتسعى الجهات الرسمية وغير الرسمية في الأردن إلى تهيئة الأجواء المناسبة لهم دراسياً وثقافياً واجتماعياً.

 

كما يوجد برنامج تنفيذي للتعاون الثقافي بين البلدين، وآخر للتعاون التربوي يجدَّد كل 3 سنوات ينظِّم ويؤطِّر علاقات البلدين في المجالين الثقافي والتربوي، وهناك أيضاً عملية ربط وتوأمة بين عدد من الجامعات الأردنية والعُمانية في كثير من التخصصات، بالإضافة تبادل للبعثات الدراسية.

 

وأنشئت وحدة للدراسات العُمانية في جامعة آل البيت في عام 1998، لتكون الأولى من نوعها في المشرق العربي ولتشكل جسر التواصل البحثي والأكاديمي بين البلدين.

 

وتعقد الوحدة سلسلة من الندوات الدولية عن عُمان التاريخ والتراث والحاضر وعن العلاقات الأردنية العُمانية بصفة دورية، ويصدر عنها العديد من الكتب والدراسات ذات الشأن العُماني.

 

وهناك أيضاً تعاون وتبادل مستمر للخبرات بين البلدين في المجالات الطبية والزراعية والإعلامية والعسكرية.