مرايا – كتب: بلال الذنيبات
واظب نشامى الأمن العام، إلى جانبِ إخوانهم من مُنتسبي الأجهزة الأمنية، المُخابرات والقوات المسلحة، ومنذُّ نشأة الدولة الأردنية الحديثة منذ ما يربو عن قرنٍ من الزمن، على تقديم جُل التضحيات في سبيل صون مكتسبات الوطن الأمنية، والتي جعلت من أمنه ناجزاً وراسخاً على مر الزمن، عصيةً على الكسر من الطامعين والحالمين بسقوط آوده المتين.
فمنذُّ العام 1921، وضعت القوات المسلحة-الجيش العربي، والأجهزة الأمنية لاحقاً، المُنبثقة عنها، العقيدة العسكرية الأردنية، والتي صيغت من مقومات ومرتكزات متينة، أهمها القيادة الهاشمية ذات الرسالة الإنسانية، وصاحبة المدرسة الأخلاقية العربية في السياسة والفكر العربييّن الحداثييّن.
وتتمثل تلك العقيدة، بالإيمان بالله والذود عن الوطن، وصون الإنسان أيٍ كان، والإقدام في سبيل حماية الوطن والإنسان، من كل المخاطر التي تهددهما، سواءً الإرهاب المُسلح، أو الفكري منه، أو المُخدرات، أو الجريمة، أو الأمراض التي تحيق بهما.
وما التضحيات التي قدمها نشامى الأمن العام في التصدي لخلية حسينية معان الإرهابية، إلا جُزءاً من سلسلة عمليات تمت عبر السنوات الأخيرة لمواجهة مخاطر الإرهاب، الذي يسعى فيه الإرهابيين لتدمير المجتمعات وتقويض أمنها مبعث تنميتها لخدمة الجهات التي تدعمها من أجل أهدافها الشريرة، ومنذ بدء الخليقة، إنطلاقاً من أزلية الصراع بين الخير والشر.
وتزامنت هذه العملية مع ذكرى أخرى، هي نيل الشهيد العقيد سائد المعايطة من نشامى قوات الدرك، ورفاقه الشهادة أثناء التصدي لخلية إرهابية في العام 2016 بمحافظة الكرك، فيما عرفت بأحداث قلعة الكرك.
كما وتزامنت مع سقوط الشهيد الطيار معاذ الكساسبة العام 2014 أسيراً بيد عصابة داعش المُجرمة في الرقة السورية، أثناء طلعة جوية ضمن التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب آنذاك.
لتأتي عملية حسينية معان، والتي عززت فيها أجهزتنا الأمنية من الشعور بالأمن، والطمأنينة لدى أبناء المجتمع، لتُأكد أن أجهزتنا الأمنية، كانت ولا تزال تواصل السهر على حماية أمن الوطن من قوى الشر المتربصة، والتي كانت تريد إستغلال الظروف لتنفيذ أهدافها التخريبية، تلك الظروف التي أبرزت مخاوف عالمية من تصاعد قوى الشر مستفيدة من إنشغال العالم بمواجهة جائحة كورونا وتداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا.
ولا ننسى، الدور الذي لعبه وتلعبه أجهزتنا الأمنية والقوات المسلحة الباسلة في مواجهة خطر المخدرات داخلياً وخارجياً، كون المخدرات ايضاً أداة المُخربين في تقويض بنية المجتمعات القائمة على الإنسان، والذي نحن في الأردن نعده، أغلى ما نملك، وفق فلسفة المدرسة الهاشمية التي عززها جلالة القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني-حفظه الله-.
ونحن في الأردن، قدمت أجهزتنا الأمنية على الدوام، الغالي والنفيس من أجل صون الكرامة الأردنية، والعزة والأنفة التي توارثناها جيلاً بعد جيل، مسلحين بها بعزم رجالات الوطن الخالدة في وجدانه، مدنيين وعسكريين، وبمختلف الإتجاهات والمشارب والمنابت، مرعية بالقيم الهاشمية الخالدة منذ عهد الملك المؤسس عبدالله الأول وحتى عهد الملك المعزز عبدالله الثاني-حفظه الله ورعاه-.
وتنطلق هذه التضحيات من حقيقة أن الشهداء هُم أحياءًا عند ربهم يرزقون كما ورد في الكتاب العزيز-جل مبدعه وقائله-.
ختاماً رحم الله شهدائنا عنوانُ كرامتنا وعزتنا على الدوام.