مرايا – كشفت مصادر مطلعة في المعارضة السورية أن “تركيا استوفت كل الاستعدادات لتنفيذ عملية عسكرية في شمال سورية تكون بدايتها من منطقتي تل رفعت ومنبج في ريف حلب الشمالي والشرقي، وربما تنطلق العملية العسكرية في أي لحظة، لكن إطلاقها سيكون على الأغلب بعد عيد الأضحى الذي يصادف يوم السبت المقبل، في حين تتحدث بعض المصادر التركية عن انطلاقها بعد منتصف الشهر الحالي عقب زيارة الرئيس الأميركي إلى المنطقة”.
* * *
تتواصل الاستعدادات التركية لشن عملية عسكرية جديدة في الشمال السوري أعلن عنها أردوغان شخصيا مرات عدة.
وبحسب أردوغان وأوساط حكومته، فإن الهدف من هذه العملية هو استكمال إنشاء ما يعرف بـ”مناطق آمنة” بعمق 30 كيلومتراً، على طول الحدود الجنوبية لتركيا مع سورية، وهو الأمر الذي حققت أنقرة جزءا منه من خلال عمليات عسكرية شنتها في الشمال السوري، كانت آخرها عملية “نبع السلام” في أواخر العام 2019.
وكان أردوغان قد حدد المناطق التي ستأتي على رأس أولويات العمليات العسكرية التركية المرتقبة، مشيرًا إلى أنها المناطق التي “تعد مركز انطلاق للهجمات على تركيا والمناطق الآمنة”، وذلك في إشارة إلى المناطق التي تسيطر عليها “قوات سورية الديمقراطية” و”وحدات حماية الشعب الكردية”، التي ترى فيها أنقرة واجهة لحزب العمال الكردستاني المحظور. وأكد أن العمليات ستبدأ بمجرد انتهاء تحضيرات الجيش والاستخبارات والأمن.
آخر مستجدات هذه الحملة جاءت على لسان قائد عسكري في الجيش السوري المعارض الموالي لتركيا، الذي قال إن تعزيزات عسكرية للجيش التركي تضم دبابات ومدفعية وناقلات جند وصلت مساء الجمعة ويوم السبت إلى خطوط التماس مع منطقة “تل رفعت” بريف حلب الشمالي وجبهة منبج شرقي حلب.
وقال القائد العسكري، في تصريح له: “التعليمات من قيادة أركان الجيش الوطني صدرت أمس برفع الجاهزية القتالية لكل الفصائل على خطوط التماس مع “قوات سورية الديمقراطية” في ريف حلب والرقة والحسكة بانتظار ساعة الصفر”.
ووصف القائد العسكري العملية العسكرية، التي أعلنت تركيا عن النية لتنفيذها في الشمال السوري بأنها ستكون خاطفة وسريعة، قائلا: “نحن نعلم أن أغلب عناصر “قوات سورية الديمقراطية” هم من المكون العربي، وهؤلاء سوف يقفون إلى جانب أهلهم وهم يريدون الخلاص من حكم عناصر حزب العمال الكردستاني”، مضيفا أن “ما تقوم به “قوات سورية الديمقراطية” بإنشائه من تحصينات لن تفيدهم بشيء لأن المناطق سوف تسقط من الداخل”.
وكشفت مصادر مطلعة في المعارضة السورية طلبت عدم ذكر اسمها “أن تركيا استوفت كل الشروط والاستعدادات لتنفيذ عملية عسكرية في شمال سورية، تكون بدايتها من منطقتي تل رفعت ومنبج في ريف حلب الشمالي والشرقي، وربما تنطلق العملية العسكرية في أي لحظة، لكن إطلاقها سيكون على الأغلب بعد عيد الأضحى الذي يصادف يوم السبت المقبل، في حين تتحدث بعض المصادر التركية عن انطلاقها بعد منتصف الشهر الحالي بعد زيارة الرئيس الأميركي إلى المنطقة”.
واعتبرت المصادر أن زيارة وزير الخارجية الإيراني، أمير حسين عبد اللهيان، إلى دمشق تهدف إلى وضع النظام السوري في صورة نتائج زيارته قبل أيام إلى تركيا، والتي أعلن فيها أن إيران تتفهم هواجس تركيا الأمنية. لكن ما أعلنه بعد ذلك في دمشق بأن بلاده ترفض أي عمل عسكري تركي في سورية يأتي في إطار رسائل متبادلة، حيث ترتبط إيران بعلاقات مميزة بين الحكومة السورية وتركيا.
وبدأت تركيا وفصائل المعارضة الموالية لها منذ بداية الشهر الماضي الاستعداد لتنفيذ عملية عسكرية في الشمال السوري وفرض “منطقة آمنة”، كما تسميها تركيا، بعمق 30 كيلومترا عن الحدود السورية-التركية، وطرد مسلحي “قوات سورية الديمقراطية”.
ويبدو أن الموقف الإيراني قد تغير نسبيا واكتسب طابع الإدانة المسبقة للعملية العسكرية التركية المرتقبة. وقد حذر وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، من جانبه، من أن أي عمل عسكري تقوم به تركيا في سورية سيزعزع أمن المنطقة، مع تهديد تركيا بشن هجوم في شمال البلاد.
وقال الوزير الإيراني، في مؤتمر صحفي في دمشق في تصريحات بالفارسية ترجمت إلى العربية، “إن أي إجراء عسكري من قبل تركيا في سورية هو عنصر سيزعزع أمن المنطقة”.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد استقبل وزير الخارجية الإيراني. ونقل بيان للرئاسة السورية عن الأسد قوله “إن ادعاءات تركيا لتبرير عدوانها على الأراضي السورية هي ادعاءات باطلة ولا علاقة لها بالواقع، وتنتهك أحكام ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي”.
وأضاف الأسد “أن هذا النظام يقوم بالاعتداء على الأراضي السورية كلما حدث تقدم للجيش السوري ضد التنظيمات الإرهابية”.
وفي وقت سابق، كانت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، “إرنا”، قد نقلت عن أمير عبد اللهيان قبل مغادرته إلى دمشق، قوله: “تتمحور رحلتي إلى سورية، خصوصاً حول السلام والأمن في المنطقة الواقعة بين سورية وتركيا”.
وقام وزير الخارجية الإيراني بزيارة لأنقرة الاثنين من الأسبوع الماضي، والتي أكد خلالها أنه “يتفهم” الحاجة إلى عملية عسكرية تركية جديدة ضد المقاتلين الأكراد في سورية. ونقلت عنه “إرنا” يوم السبت قوله: “بعد زيارتي لتركيا… من الضروري إجراء مشاورات مع السلطات السورية”.
وأضاف وزير الخارجية الايراني “أن تطوير العلاقات الثنائية والتشاور مع بشار الأسد ووزير الخارجية السورية والمسؤولين الكبار في سورية، هي الاهداف الأخرى لرحلتي”.
تعادي طهران، كما تفعل أنقرة، الانفصاليين الأكراد الذين ينفذون عمليات في كل من تركيا وإيران، لكنها في الوقت نفسه تعد حليفاً قوياً لنظام بشار الأسد وتدافع عن وحدة سورية التي يقع جزء منها تحت سيطرة الجماعات الكردية المسلحة.
وتشكل منطقتا تل رفعت ومنبج اللتان تريد تركيا التوغل فيهما جزءاً من “منطقة آمنة” بعرض 30 كيلومترا تريد أنقرة إقامتها على طول الحدود التركية-السورية. وقد اعترضت دمشق بشدة على إقامة منطقة كهذه.
وضاعفت الولايات المتحدة تحذيراتها من شن هجوم تركي، معتبرة أنه يهدد بزعزعة استقرار المنطقة وتعريض القتال ضد التنظيمات الجهادية المتطرفة للخطر.