مرايا- في القراءة السياسية، تابع الشعب خلال اليومين الماضيين الرسالة الملكية المتعلقة «بالفتنة والأمير حمزة » التي وجهها جلالة الملك عبدالله الثاني الى جميع المواطنين.
الملك كعادته أراد اطلاع الشعب برسالة مطولة على جميع حيثيات وتفاصيل دور الامير حمزة في قضية الفتنة وسلوكه وتصرفاته.
الرسالة الملكية حسمت الأمر، بل ان الملك وضع الأمور في نصابها، مؤكداً ان استقرار الاردن لا يجوز العبث به من أي شخص مهما كانت منزلته، ومصلحة الاردن أهم من أي شخص. الملك اعتبر قضية الفتنة صفحة مظلمة في تاريخ شعبنا وتاريخ الاسرة الهاشمية كون الامير حمزة مشاركاً فيها، فهذه الصفحة ستطوى من خلال وعي شعبنا ومتانة مؤسساتنا وقواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية والتفاف شعبنا حول جلالة الملك عبدالله الثاني وولي عهده الامير الحسين.
الشعب الاردني منذ الفتنة وحتى الرسالة الملكية أعلن عن التفافه حول جلالته بل ان الشعب خلال اليومين الماضيين عبّر في مدنه وبلداته وقراه ومخيماته عن وقوفه مع الملك وولي عهده، وهذا كان واضحاً على صفحاتهم في الفيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعي التي امتلأت بمنشورات تؤكد وقوفهم مع الملك ودعمهم لاجراءاته وقراراته في مواجهة مؤامرة الفتنة وتداعياتها بهدف الحفاظ على استقرار الاردن وامنه، فالشعب مع الملك وولي عهده لان الملك سيد البلاد وحامي الوطن والشعب وضامن الاستقرار وحامي الدستور.
القرار بتقييد تحركات واتصالات الامير حمزة جاء من خلال توصية للمجلس المشكل وفق قانون الاسرة المالكة، وهو وفق الدستور قرار محكمة لأن المجلس مشكل وفق قانون الاسرة المالكة برئاسة سمو الامير علي بن الحسين وعضوية رئيس الوزراء ورئيس محكمة التمييز وقاضي القضاة ووزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء، وهذا مسار حقوقي قضائي كون المجلس حقق بكل قضية الفتنة في ما يتعلق بدور الامير حمزة فيها، وأن المجلس اصدر توصية قبل ستة أشهر.
كما ان المؤسسات العسكرية والمدنية ملتفه حول الملك وهذا يعني ان لا احد في هذا العالم قادر على ضرب وحدة والتفاف الشعب حول جلالته ولكن الحسم في التعامل مع الامير حمزة هو لقطع الطريق على اية مؤامرة خارجية تستهدف الاردن من خلال استغلال قضية الفتنة وتداعياتها.
والالتفاف الشعبي حول الملك ومتانة المؤسسات وقوة الدولة هو الذي جعل الاردن عصياً على الفتنة وعلى اية مؤامرة قادمة تستهدف الاردن واستقراره ولكن دائما الحذر واجب، فالاردن بقيادة الملك يقف بقوة مع الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني، كما ان جلالة الملك يقف بقوة ضد المخططات الصهيونية لتهويد القدس، فالملك يقدم كل الدعم والامكانيات لتعزيز صمود اهل القدس علاوة على الدفاع الدائم للملك عن القضية الفلسطينية وحماية المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف، فهذه المواقف القوية للملك لا تعجب الصهاينة وأطرافاً دولية تدعم مخططات الاحتلال، لذلك قد يستهدف البعض الاردن لثنيه عن مواقفه المبدئية، وهنا يجب ان تكون جبهتنا الداخلية موحدة خلف الملك للدفاع عن فلسطين وحماية المسجد الاقصى وقبة الصخرة، فالاردن سيبقى مع فلسطين والملك سيبقى يدافع عن الشعب الفلسطيني. والاردن اليوم بفضل الملك يسير نحو الاصلاح السياسي وتعزيز الحياة الديمقراطية وتطوير الحياة الحزبية من خلال اقرار التشريعات الناظمة للحياة السياسية وخاصة قوانين الاحزاب السياسية والانتخاب والتعديلات الدستورية والتي تؤسس لمرحلة سياسية جديدة عنوانها الوصول الى حكومات حزبية منتخبة من قبل الشعب ليكون الاردن أنموذجاً في الديمقراطية والحرية، وهذا ايضا مسار قد لا يعجب اطرافاً في المنطقة وخاصة دولة الاحتلال الصهيوني ومن يدعمها لانهم لا يريدون ديمقراطية في وطننا العربي.

الراي