قصي ادهم
صحيح ان ثمة انشغال بمخرجات لجنة تحديث المنظومة السياسية في القاطع الرسمي والنيابي, لكن ذلك لا يعني ان الامور ثابتة بانتظار ظهور الدخان الابيض, بتسليم مخرجات اللجنة الى الملك, فثمة انشغالات في دوائر صنع القرار لاجراء تحديثات مناصبية تتوائم وتلك المخرجات, فقد نقلت مصادر متعددة عن نشاط نيابي محموم, بين اربعة نواب يتنافسون على رئاسة البرلمان, يتصدرهم الرئيس الحالي للبرلمان عبد المنعم العودات, والنائب العتيق عبد الكريم الدغمي, والنائب الحيوي وكثير النشاط تحت القبة ورئيس اكبر كتلة نيابية احمد الصفدي, واخيرا النائب نصار القيسي والاخيرين سبق لهما ان فازا بمقعد النائب الاول لرئيس مجلس النواب, وباستثناء العبادلة الاثنين فلم يعلن احد بعد نيته بالترشح, للرئاسة التي تحتاج الى توافقات خارج القبة اكثر من توافقات تحتها.
المعركة بدأت منذ افتتاح الجلسة الاولى للدورة الاستثنائية, فثمة تسريبات هامسة تقول بأن جلوس النائب على مقعد رئيس الوزراء كانت مناورة بالسلاح الابيض, لارسال اشارة حول قدرة رئيس المجلس الحالي عبد المنعم العودات على ضبط المجلس لصالح مرشح بعينه, بعد ان شهدت رئاسته -اي العودات – في الدورة غير العادية احداثا غير مسبوقة, تصدرها فصل النائب اسامة العجارمة, ولحقها الكثير من الشغب تحت القبة, لكن العارفين يقللون من هذا الشغب لامرين, اولهما ان النائب عماد العدوان الذي جلس على مقعد رئيس الوزراء تربطه علاقة طيبة بالعودات, وبالتالي لا يمكن ان يكون اداة لضربه, وثانيهما انه قام بذلك لاعلان هويته النيابية تحت القبة, كنائب جديد يطمح بأن يكون له حضور في المعترك النيابي.
نائب يتجول دوما بين كواليس المجلس, أكد للانباط ان الانتخابات ستكون ساخنة نسبيا, لكنه موقن بأن العودات سيحسمها في النهاية لصالحه, ويشاطره في ذلك عين حالي, يعتقد ان الامور خارج القبة حسمت لصالح العودات الذي يمتلك حضورا مرضيا في قيادة المجلس, ويبدو ان النية تتجه لدعمه لسنتين قادمتين, تحديدا وانه مطلع على اعمال لجنة تحديث المنظومة السياسية وقادر على تمرير المتوافق عليه في مخرجاتها تحت القبة, وهذه علامة اضافية للعودات, كذلك يقول مصدر بأن مخرجات اللجنة والقدرة على التفاعل الحيوي معها تحت القبة, هي من ستحسم الرئيس القادم.
رئاسة المجلس ليست وحدها من تشهد تحركات مكتومة, بل المقاعد الحكومية ايضا, مصادر متعددة اكدت اجراء رئيس الحكومة لسلسة اتصالات مع شخصيات وازنة للدخول في فريقه الحكومي, اي ان الرئيس يعمل بصمت وسرية على اجراء تعديل على فريقه الحكومي بعد اعلان مخرجات اللجنة, ومن المتوقع ان يعلن الرئيس عن تعديله في ايلول القادم ان لم يكن ابكر من ذلك.
وبالتالي تتراجع الاراء برحيل حكومة الدكتور بشر الخصاونة, بعد ان المحت او تلميح على شكل امنية من شخصيات سياسية  عن قرب رحيلها, مشيرة الى ان رئيس لجنة تحديث المنظومة السياسية سمير الرفاعي هو ابرز المرشحين لتشكيلها, لكن مصدر قريب من دوائر صنع القرار اكد للانباط ان الرفاعي, يحتاج الى نقلة ثانية بعد رئاسة لجنة تحديث المنظومة السياسية وقبل رئاسة الحكومة, ملمحا الى انه قد يرأس مجلس الاعيان كخطوة قبلية, وبالتالي يشرف في الغرفة التشريعية الثانية على مخرجات اللجنة التي رأسها.
ما يرشح من معلومات يفيد بأن مخرجات اللجنة, ستكون بمثابة تسونامي سياسي, سيعصف بكثير من المقاعد الوثيرة في مراكز صنع القرار, فالرغبة الملكية اليوم منعقدة على ضرورة ان يأتي فريق منسجم لقيادة المرحلة الانتقالية قبل ان يبدأ العمل على الانتخابات النيابية القادمة التي ستشهد تغيرات نوعية في طبيعة الحياة السياسية, وبالتالي فإن الانسجام مطلوب بين كل مسننات الدولة لولوج المرحلة القادمة التي ستؤسس حكما لشكل جديد من اشكال الادارة في المئوية الثانية للدولة, وكلها تبقى تكهنات واحتمالات فيها من الرغائبية للمصادر ما يفوق المعلومة, فرجال السلطة اعتادوا تقديم رغباتهم على معلوماتهم او تطويع المعلومة لخدمة الرغبة
الأنباط