حمى الانتخابات الامريكية هل تنعكس على نسبة الاقتراع رغم الوباء
مرايا – خاص – في اللحظة التي تتصاعد فيها حُمّى الانتخابات النيابية ، تتعالى اصوات محذرة من تراجع تعداد المقترعين ، ليس بفعل الوباء فقط بل بحكم عادة باتت ملازمة لمقترعي دائرة عمان الثالثة التي استحوذت على لقب دائرة الحيتان بفضل نوعية المرشحين في تلك الدائرة التي يقطنها طبقة الكريما من السياسيين والاثرياء ، ورغم ان وصف الحيتان ليس حميدا في الحياة العامة الا ان سمة الحيتان انقلبت الى صفة ايجابية لتلك الدائرة التي تستحوذ على اعلى اهتمام الطبقة السياسية في الاردن وليس في العاصمة عمان بحكم طبيعة التنافس فيها ، واحتكامها نسبيا لقاعدة تصويت سياسي وبرامجي ، قبل ان يدخلها التنافس التجاري وتعلو فيها لغة المال الاسود والمال الحرام ، بعد ان غادرها جيل السياسة الأول تحت وطأة العبث في الصناديق وفقدان الشهية بالنيابة لصالح الوزارة او رئاستها .
في الغاطس الاجتماعي العميق ، وقياسا على حمى متابعة الانتخابات الرئاسية الامريكية ، يتنامى شعور داخلي بإمكانية ارتفاع تعداد المقترعين في تلك الدائرة ، ليس بحكم التقليد ، ولكن بحكم الحرارة المنبثقة داخل اوساط عمانية تقليدية ترى ان المال الاسود والطارئين على العملية الانتخابية من خارج رحم الدائرة قد استسهلوا الترشح عنها مستندين الى قواعد صوتية على حواف الدائرة التقليدية اعتاد مرشحو المال الاسود والطارئين على تحصيل قوة صوتية لمنافسة ابناء الدائرة الاصليين من القوى السياسية او الاجتماعية وربما ساهم عقل في السلطة في استشراء ظاهرة المال الحرام بوصفه القادر على اخراج المقترعين من تلك الحواف لرفع نسبة الاقتراع بصرف النظر عن جودة المرشحين او النواب القادمين .
اذن الصحوة التي سادت الناخب الامريكي الذي أقبل على الاقتراع بنسب غير مسبوقة والحرارة التي نقلتها تلك الحالة رغم الوباء لاسترداد امريكا من وجهة نظرهم من الطارئين باتت حمى في دائرة عمان الثالثة السياسية بامتياز لاسترداد وعيها وعقلها الجمعي من الطارئين عليها بقوة المال او العبث في الصناديق ، وللتذكير استنادا الى تاريخية وسلوك الناخبين في عمان الثالثة ، فقد اعتادت تلك الدائرة على توزيع مقاعدها بين ابناء الدائرة التاريخيين والاصليين ، بحيث يحصل بلقاوية عمان او سلطية عمان على وجه الحصر على مقعد وكذلك مقعد لشوام عمان او التجمع الشامي ومقعد لاناء نابلس او المجمع النابلسي ومن يراجع تركيبة الدائرة وتاريخية اوابها سيجد ذلك بوضوح وبالعادة يتقاسم مقعدها المسيحي التيار العثي والقومي مع افضلية نسبية للمسيحي السلطي لكن السياسة تغلب على خيارات الناخبين حيال المقعد المسيحي وبنسبة موازية للمقعد الشركسي ، وجاء المقعد الاسلامي الرابع ليكرس الانفصال بين المقعد الاخواني او الاسلامي واي تجمع صوتي آخر ، فقد اعتاد المرشح الاجتماعي ان يحصد مقعدا على قاعدة ( اثنين في واحد ) اسلامي سلطي او بلقاوي مثل المرحوم ابراهيم زيد الكيلاني او مسيحي نابلسي كما تجربة طارق خوري ، بمعنى ان الدائرة بقيت امينة لقناعتها وتركيبتها الاجتماعية / السياسية ، حتى في ظل العبث في الصناديق واستشراء المال الاسود .
وفقا للمراجعة السياسية والتاريخية يبدو ان عمان الثالثة في طريقها لاسترداد طقوسها والانحياز الى جوهرها العماني الاصلي ، فما زالت كتلة الاصلاح حاضرة في المشهد عبر تنافس داخلي في اوساطها بين المرشحين صالح العرموطي وديمة طهبوب ، كذلك كتلة قادمون التي يحتدم التنافس فيها بين امجد المسلماني وخالد البستنجي رغم الخلاف بين المرشحين بعد اتهامات بمحاولة شراء مندوبين لصالح احدهما على حساب الاخر مما سيضعف فرصة حصولها على مقعدين كما كانت التوقعات داخل الكتلة وعند بعض المراقبين ، لكن التهم والخلافات العاصفة بينهما كسرت هذا التوقع ، ولمزيد من التوضيح فإن الكتلتين ستحسمان مقعدين احدهما للتجع الاسلامي السياسي والثاني للمجمع النابلسي .
على القاطع الشامي تحتل كتلة تقدم فرصة كبيرة في حسم هذا المقعد من خلال المرشح اسامة البيطار المدعوم من اقوياء المجمع الشامي وتحالفاتهم حسب توليفة الكتلة من ابناء خليل الرحمن ومسيحية السلط وثمة همس عن دعم قادم للبيطار من قاطع جبل الحسين ومخيمه مما يعني ان البيطار سيحسم مقعده بسهولة داخل الكتلة وهذا يشجع المرشح الآخر عن المقعد المسيحي وائل قعوار الذي يحظى بدعم قوي من مفاتيح انتخابية عمانية تريد تصويب مسار ثالثة عمان علما بأن قعوار فخري هو اول من حصد مقعدا في انتخابات ثالثة عمان بعد عودة الانتخابات النيابية وكذلك كررها قعوار عاطف ويبدو ان المقعد في طريقه للحسم بعد ملاحظات سلبية تم تسجيلها على المرشح عمر النبر والمتعلقة بصفقات نفط مع نظام عربي وشبهة تحالف مع مندوبين مختصين الاصوات المحمولة مقابل ثمن ، كذلك انعكست خلافات البستنجي والمسلماني على المرشح هيثم عريفج المرشح عن المقعد المسيحي في كتلة قادمون واتهامات لعريفج بأنه من تيار ديني مسيحي متطرف واقرب الى الفقه الترامبي – نسبة الى ترامب -، مما افقده صوتا مسيحيا معتدلا ودعما من الصوت الاسلامي .
تبقى كتلتي المستقبل وبكرا تنافسان على مقعد لكن دون حسم اسم فائز داخلهما ، فداخل كتلة المستقبل ثمة تحالفات بين خولة العرموطي وعمر النبر ربما تحسم المقعد لصالح العرموطي المرشحة للفوز مباشرة ودون كوتا على حساب النائب السابق احمد الصفدي الذي عجز عن تقديم خدماته الى داعميه الاثرياء الذين تورط كثير منهم في اشكاليات ضريبية عجز الصفدي عن حلها او تحقيق اختراق لصالحهم ، اما كتلة بكرا فتحظى بتوافق نسبي وتجمع تحالفي قادر على حسم مقعد لكن دون تحديد شخصية الفائز بحكم تقارب اصواتهم .
المؤشرات تؤكد ان كتلة معا التي شكلت ظاهرة انتخابية وسياسية في الدورة الانتخابية السابقة اصبحت خارج المنافسة لعوامل متعددة ابرزها انقسام وتناحر التيار المدني وخروج ابرز داعميها الى كتل منافسة وتشكيل كتلة للاحزاب القومية والسياسية تلك الكتلة التي تأخرت كثيرا في ظهورها مما افقدها اية ميزة تنافسية .