مرايا – فيما غرد دولة الرئيس ووزير صحته حزنا وترحما على شهداء القطاع الطبي ، معلنين دعمهما للعاملين فيه، بالإمكانات كافة، لاتزال فاتورة طبيب شهيد معلقة الدفع، بأحد المستشفيات الخاصة وقيمتها حوالي 12 الف دينار دين في رقبة زوجته وأبنائه، وشاهدا على سوء إدارة الأزمة ، وهشاشة قدرات الحكومة ، وتمنعها رغم سريان قانون الدفاع عن حماية الناس من التغول، والاستغلال، الذي يشي ان نهج عجز الإدارة ما زال مستمرا، والتعاطي مع الأزمات باستحياء يتسيده، ومن وراء حجاب وسائل التواصل الاجتماعي.
على طاولة وزير الصحة مركونة مذكرة تشرح ان احد شهداء القطاع الطبي ضمن قائمة من فقدناهم، مطالب بالمبلغ كأجور معالجة لم تجدِ أمام ما هو مقدر، مع الإشارة إلى ان الفقيد خدم القطاع الطبي 35 عاما منها 7 سنوات بمركز الحسين للسرطان، خرج منها بتقاعد حكومي، وإصابته وفق السيرة المرضية بالسجلات، خمنت أنها جراء عودته تطوعا لمريضات في مستشفيات المملكة، وكان ما كان ان أصيب وخضع لعلاج أجهزة التنفس الاصطناعي، حتى قضى نحبه، مغادرا دنياه، وقد ورث أسرته دين تصر إدارة المستشفى على تسديده.
يحدث ذلك في وقت يطل فيه وزير الصحة بين حين واخر ليكيل لنا فيض مشاعر حزنه، ونجاعة فرضيات اعتقاداته، التي لم نصل من خلالها لاي دالة حول استراتيجية التعاطي مع الازمة المتصاعدة، يوما وراء يوم ، وسط تضارب اقوال وأفعال القائمين على إدارتها.
ويحدث ذلك ايضا فيما دولة الرئيس اخذ نهج سلفه بالتغريد من بعيد ايضا ، ولم يتبق الا ان يسجل لنا كلمة مصورة اسبوعيا ليستكمل نسخ المرحلة السابقة وامتداداتها بتداعياتها وسلبياتها، فها هو يعلن ” من مكان ما ” مغردا، حزنه على من فقدناهم، وانه داعم لقدراتهم وساع لتلبية احتياجاتهم بكل امكانيات الدولة، ولا ندري هل وصلته رسالة العاملين بمستشفى الملك المؤسس انهم يتقاضون نصف الراتب منذ بضعة اشهر؟؟¡¡ كونهم ضمن منظومة ونهج ادارة منحهم استقلالا ماليا كمستشفى شرق اوسطي، لكنه سلبهم الشأن الاداري ليتماشوا مع رغبات الحكومات التى اغرقتهم بدين ، وجعلتهم دائنين لها ب 70 مليون دينار .
الكل للان يطالب ان يرتقي اداء الحكومة لحجم الازمة ، فلا يعقل ونحن بظل قانون دفاع، نا نزال اسرى مفاوضات مع مستشفيات خاصة ترفض التنازل عن سقوف ربحها، بل وضاعفته تحت وطاة الحاجة لخدماتها، وشركات تامين ترفض الاسهام بمعالجة المرضى بحجة ان الاوبئة مسؤولية الدولة، وكاننا امام حالة صمت مطبق عن مستغلي الازمات.
الارتباك بادارة المشهد مواصله كثيرة ، وتتزايد، وبما انه دخل مفصل الجيش الابيض خط الدفاع الاول في الازمة ، فما نخشاه ان يستحوذ الاحباط على هؤلاء ، لنجد انفسنا امام عواقب وخيمة .