بعد تزاحم “النصوص” والميكروفونات
“خيرالكلام ما قل ودل” و”الجيش لا يتحدث إلا كلمتين وبلغة حاسمة وواضحة”.
مرايا -العميد مازن الفراية، رجل مؤسسة الجيش في مركز الأزمات، يغيب عن المشهد الإعلامي لأيام طويلة، وأحياناً لأسابيع، ويتجنب أي مزاحمة على «ميكروفون الحكومة» وبالنتيجة لا تلعثم ولا تردد ولا مساحات غامضة، وجملة استراتيجية تكتـيكية لا تقـبل الالتـباس ومباشـرة للغاية، ثم ترك الكاميرات لأصحابها من الـوزراء ولغيـرهم.

فالزحام الوزاري ينتج عنه مزيد من الارتجال والنصوص الهائمة والمتعاكسة والقرارات غير المفهومة. والمفارقة أنه لم يعد من الممكن إخفاؤها وتبرر «حنين وشوق» الأردنيين للاشتباك الإيجابي مع الأزمة عندما كانت القوات المسلحة شريكة في إدارة التفاصيل أو تدير معظمها، خصوصاً أن الحكومة نفسها لا تجد الآن «أي منجز حقيقي» تتحدث عنه إلا «النجاح في احتواء الفيروس» في بداية أزمته.. حيث كان العسكر يديرون، بالشراكة مع الوزراء، خلايا الأزمة وبانضباط رفيع.

يحصل ذلك طبعاً لأن ممثلي الجيش إما يعملون بصمت وبآلية قرارت «عمودية» واضحة ومنتجة وسريعة وفعالة بعيداً عن زحام الميكروفون والكاميرات، أو يحرصون على «المهنية» وبلا أخطاء تذكر خلافاً للحكومة.

ويحصل لأن رئيس الوزراء «اشتكى» يوماً من «زحام مفترض» يعيق حكومته «المبدعة» في غرفة عمليات الأزمة، فترك له الخيار والدور والصلاحيات وابتعد العسكر عن طريق الحكومة، على أمل أن تقوم بواجبها فنتجت مشاهد التخبط والعشوائية وتعدد المرجعيات الوزارية.

وحنين بعض وزراء العمق في الحكومة والشارع والعديد من المؤسسات والشخصيات لآليات المواجهة في بدايات أزمة كورونا يبرره الشوق مجدداً وشعبياً لخيارات «السيادة» في الدولة الأعمق.