– مرايا – رنا خلف الحجايا –

بسم الله الرحمن الرحيم

بالرغم من دعوات الكشف عن الفساد و تسليط الضوء على حجم سيطرة الفاسدين على ما يسمى بالنخبة او ان النخبة السياسية هي اساس الفساد و مظلته الحامية كما صرح احد ناشطي الاعلام التواصلي بان الفساد سلطه في البلد في اشارة الى ان الفاسدين متحدين و يمارسون صلاحياتهم في استدرار المزيد من الفساد و الفاسدين …وهذا الحديث المؤلم هو حديث واقعي يكشف هشاشة و ضحالة النخبة السياسية في الاردن و التي لا يليق ان يطلق عليها هذا اللقب بل انها يصلح ان يطلق عليها العصابة الفاسده الطامحه الى السياسة .

 

بالرغم من ذلك كله فانني ارغب في التطرق الى الفساد في اسفل سلم الدوله فساد الموظفين الصغار و هدر المال العام و الخاص في ان و احد . واشاهد كما يشاهد كل الاردنيين المكلومين بحكوماتهم ووزرائهم ..الشعب الذي ثكل ابناؤة الشرفاء ويعيش في دوامه سياسية اقتصادية لا تقود الى الا قعر مظلم نزحف اليه كل عام دون ان نرى اي بصيص امل لحبل نجاه او لصحوة ضمير صادقة بعيده عن الهتاف الاعلامي الذي بدأ يفقد بريقه , حتى تحولت معظم تصريحات مسؤولينا الكبار حول مكافحة الفساد الى نكت يلقيها المواطن ويضحك عليها طويلا , و عندما تتسائل عن ان اليوم مختلف عن الامس فتيار نهضوي يقود الحكومه ! تجدة يزداد ضحكا ثم يخبرك بالاف الامثله الصادقة البسيطة و الكبيرة عن ان الفساد اقوى و اجمل واقرب من اي يوم مضى ! .

وانا حقيقة اتسائل عن فعلا لما هو الفساد اقوى و اقرب اليوم منه من الامس ! و اتسائل عن مقولة ان تنظيف الدرج من الاعلى الى الاسفل , لماذا لا نبدا من اسفل الى اعلى ! لماذا لا نبدأ بمحاسبة و تقييم واقع الفساد في المحافظات و المتصرفيات و الالوية و الاقضية و القرى ! في تلك المواقع البعيده التي تعاني ما تعانية من تهميش و غياب العدالة في الخدمات و البنية التحتية سنجد ايضا كارثه اخرى من وجود الفساد في بعض المؤسسات الحكومية و الخاصه وممارسات تزيد من حالة الاحباط لدى المواطن تدفعه ليس الى الوقوف في الدوار الرابع ليحتج بل الى ان يكفر في نظرية الامن و الامان .

ان اهم واخطر ما نعانية هو الممارسات غير الديموقراطية وغير العادله التي تحميها للاسف بعض القوانين التي اقرت في ظل بعض الحكومات التي مارست الفساد لتحمي اذرعها الفاسده واهمها قانون الجرائم الالكترونية و التوقيف في السجون .

اليوم الجميع يقف على مقترق طرق خطير ..اما ان نتوحد و نختار الاصلاح باي شكل و الحفاظ على ما تبقى من الوطن ووقف كل الممارسات الفاسده و اصلاح ما يمكن اصلاحه واما اننا سننزلق وهبات الشعوب امر لا يمكن التكهن بابعاده او نتائجه .

حمى الله الوطن