مرايا – شؤون محلية – ليس بسبب قدومه من خارج السيستم الوظيفي , نجح حيدر الزبن في اشغال مساحة شعبية تفوق حجم التسمية الوظيفية لادارة مؤسسة تقنية , ظلّت على هامش التسميات الوظيفية , قبل قدوم الاشكالي حيدر الزبن الذي القى بظلاله الشخصية المناكفة والمحببة على تقنية الوظيفة , فبات الزبن شخصية بذائقة شعبية خالصة تتناقل حكاياته ومواقفه الصالونات والمجالس .
” حيدر انت اول واحد بقولّي ما بقدر ” , هكذا داعبه الملك بعد محادثة هاتفية من اجل تبرع خليجي لمخيمات اللجوء السوري , حين رفض الزبن ادخال مدافئ لعيب مصنعي يمس السلامة العامة تبرعت بها الشخصية الخليجية , وثارت الدنيا على حيدر الزبن من اجل مرور تبرع الشخصية الخليجية , لكنه رفض دخولها , وضحك الملك وبارك موقفه .
كثيرة هي القصص التي يمكن روايتها عن ” الزيبق ” الاردني , الذي قاوم حيتان البضائع الفاسدة والبضائع متدنية الجودة والقاتلة , لكن النهاية كانت تراجيديا اردنية خالصة , مثل كل النهايات الدرامية في المأثور الشعبي والسياسي , فالبطل على عكس الدراما المصرية تمت احالته على التقاعد دون سابق انذار رغم المحاولات الحكومية الكثيرة لازاحة الرجل عن موقعه , وكان النجاح حليفها اخيرا .
نعلم ان الموقع لا يدوم ونعلم يقينا ان الزبن حزم حقائبه وغادر ليس آسفا على قرار , فالرجل مارس قناعاته في الخدمة العامة وحافظ على سلوكها الايجابي , لكن شكل الرحيل كان تراجيديا ولا يليق بموظف خدم بشرف ومنح الوظيفة العامة هيبتها المطلوبة وباشتراطات اردنية تاريخية قوامها العدالة والنزاهة والانتصار للبسطاء , كما وصفي التل وعبد الحميد شرف وطاهر المصري .
لذلك كانت ملوحة في الحلق من رحيله الذي تمت حياكته عند ترزي قليل الخبرة والمعرفة في ضرورة اسناد الظاهرة لا قتلها ببرودة القرار البيروقراطي , لكن قرار تقاعد حيدر كان اقوى من قرار تعيين كثيرين وهذا يكفي النشمي الاردني حيدر الزبن الذي نودّعه على امل اللقاء في وظيفة قادمة .فرات عمر / الانباط