مرايا –

استدعت وزارة الخارجية الإيراني سفيري بريطانيا والنرويج، كما اتهمت واشنطن بمحاولة التدخل في شؤونها الداخلية.

وتأتي هذه التحركات بالتزامن مع استمرار الاحتجاجات الشعبية في إيران على مقتل الشابة مهسا أميني (22 عاما) عقب احتجازها لدى شرطة الأخلاق في طهران، مما أدى إلى قتل 41 شخصا على الأقل واعتقال المئات.

وقالت الخارجية في بيان اليوم الأحد، إنها استدعت مساء أمس السفير البريطاني في طهران سايمِن شيركليف على خلفية استضافة لندن قنوات ناطقة باللغة الفارسية.

في هذه الاثناء، أفادت وكالة الأنباء الإيرانية باستدعاء السفير النرويجي في طهران بشأن مواقف وصفت بأنها تدخل من طرف رئيس البرلمان النرويجي في الشأن الإيراني.

وأمس، قال المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني إن محاولات الولايات المتحدة المتكررة لانتهاك سيادة إيران لن تمر دون رد.

ورأى كنعاني أن الولايات المتحدة حاولت مرارا تقويض استقرار إيران وأمنها دون جدوى.

وأضاف المسؤول الإيراني أن ما وصفه بمخطط واشنطن “الشائن” لتخفيف عقوبات الاتصالات يهدف إلى إثارة عدم الاستقرار في البلاد.

وكانت وزارة الخزانة (المالية) الأميركية قد أصدرت الجمعة إعفاء من العقوبات عن بعض خدمات الإنترنت والتكنولوجيا الموجهة إلى إيران، وذلك من أجل توفير الإنترنت عبر الأقمار الصناعية للمستخدمين الإيرانيين.

هجوم على السفارة

وفي اليونان، أُلقيت زجاجة مولوتوف ليل السبت الأحد على السفارة الإيرانية في أثينا دون أن تتسبب بأضرار، وفق ما أفادت وكالة الأنباء اليونانية اليوم.

ونقلت الوكالة اليونانية عن الشرطة قولها إنه حوالي 1.00 صباحاً، ألقى شخصان على دراجة نارية ووجوههما مغطاة زجاجة مولوتوف انفجرت على حائط السفارة.

وكان حوالي 200 شخص تجمعوا بعد ظهر أمس في ميدان سينتاغما وسط أثينا احتجاجاً على “قمع” إيران للمظاهرات في أعقاب وفاة أميني بعد أن اعتقلها شرطة الأخلاق.

استمرار الاحتجاجات

وفي إيران أيضا، نشر ناشطون على وسائل التواصل مقاطع فيديو لاحتجاجات شهدتها مناطق شرق وغرب طهران ليلة أمس، إضافة إلى احتجاجات في مدن كرج وشيراز وسنندج ردد فيها متظاهرون شعارات ضد مسؤولي البلاد.

وأفادت وكالة تسنيم الإيرانية أن طهران شهدت عدة تجمعات احتجاجية وصفتها بالمحدودة، وأضافت أن قوات الشرطة تمكنت من تفريق متظاهرين حاولوا إثارة الشغب والقلاقل حسب تعبير الوكالة.

وقالت السلطات إن ما لا يقل عن 41 شخصا بينهم عناصر من قوات الأمن قتلوا خلال الاحتجاجات، في وقت تؤكد مجموعات حقوقية أن الرقم الفعلي أعلى من ذلك بكثير.

واندلعت الاحتجاجات يوم 19 من الشهر الحالي عقب وفاة أميني (22 عاما) المتحدرة من محافظة كردستان (شمال غربي البلاد) في مستشفى بالعاصمة، بعد 3 أيام من اعتقالها من قبل ما تسمى “دوريات الإرشاد” (شرطة الأخلاق) بدعوى ارتدائها لباسا غير محتشم.

وفي حين قال ناشطون إن الفتاة تلقت ضربة قاتلة على رأسها أثناء احتجازها، نفى المسؤولون ذلك وأعلنوا عن فتح تحقيق في الحادثة.

وبعد تحذيرات أطلقها الحرس الثوري والجيش ووزارة الاستخبارات ضد من وُصفوا بـ “مثيري الشغب” قالت الداخلية أمس إنها ستواجه بجدية ما سمتها ممارسات الإخلال بالأمن العام والإضرار بالممتلكات العامة والخاصة.

وفي بيان عبرت فيه عن أسفها لوفاة الشابة، أضافت الوزارة أنها تحترم حق التجمع السلمي لكنها ترفض التجمعات الاحتجاجية في هذه الظروف تحسبا لاستغلالها من جانب مثيري الشغب وأطراف تعارض النظام، وفق تعبيرها.وفي سياق متصل، حث المخرج الإيراني أصغر فرهادي، اليوم، الناس في جميع أنحاء العالم على “التضامن” مع المتظاهرين الذين نزلوا إلى الشوارع في إيران احتجاجا على وفاة أميني.

ودعا فرهادي جميع الفنانين والمخرجين والمثقفين ونشطاء الحقوق المدنية من جميع أنحاء العالم “للتضامن مع النساء والرجال الأقوياء والشجعان في إيران من خلال تصوير مقاطع فيديو أو الكتابة أو بأي طريقة أخرى”.

وأشاد المخرج بـ “النساء التقدميات والشجاعات اللواتي قدن الاحتجاجات من أجل حقوقهن الإنسانية إلى جانب الرجال”.

وقال فرهادي في رسالة بالفيديو على إنستغرام “هن يبحثن عن حقوق بسيطة لكنها أساسية حرمتهن منها الدولة لسنوات”.

يذكر أن هذا المخرج، المعروف بأفلامه التي تتناول التحديات اليومية في حياة الناس، فاز مرتين بجائزة أوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية، عن فيلم “A Separation” عام 2011، فيلم “The Salesman” عام 2016.