بالقرب من النادي الأرثوذكسي في مدينة بيت جالا غرب بيت لحم، كان منزل جد مرشح الرئاسة التشيلية من أصل فلسطيني دانيال حذوة، وكان جده يعيش مع عائلته في منزل تراثي قديم قبل أن ينتقل إلى تشيلي في ثلاثينيات القرن الماضي، حيث بقيت العائلة حتى الآن.

ومرشح الرئاسة التشيلية دانيال حذوة، هو عمدة ريكوليتا في تشيلي منذ العام 2012، وهي من أهم المناطق في تشيلي، وأصوله فلسطينية من مدينة بيت جالا، وهو من مواليد سنتياغو عام 1967، وتخرج من جامعة سنتياغو في مجال علم الاجتماع والعمارة، وتمكن من الحصول على درجة الماجستير في مجالات عدة.

ويقول الأستاذ سامي حذوة، وهو أحد أقرباء العائلة في مدينة بيت جالا لمراسل معا، ان دانيال قضى شبابه في العمل مع الاتحاد العام للطلاب الفلسطينيين، وعمل منسقا لمنظمة الشباب الفلسطيني في أمريكا اللاتينية، ومنظمة الكاريبي بين عامي 1991-1993، كما التحق بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حتى العام 1993، وانتقل بعد ذلك للعمل السياسي مع الحزب الشيوعي التشيلي، والذي قام بترشيحه للرئاسة بالإجماع في شهر أبريل/نيسان الماضي.

ويضيف حذورة، أن استطلاعات الرأي تشير إلى تقدم دانيال على بقية المرشحين للرئاسة في تشيلي، وستجري الانتخابات في شهر أكتوبر/تشرين الأول القادم، وهو من المؤيدين للقضية الفلسطينية، ويدعو لمقاطعة المنتوجات الاسرائيلية، ولذلك تتهمه اسرائيل بمعاداة السامية.

ويقول الأستاذ سامي حذوة، إن مرشح الرئاسة التشيلية دانيال حذوة بزيارة فلسطين عدة مرات، كان آخرها في العام 2016، عندما أطلق مقولته الشهيرة (أن تكون فلسطينياً في الغربة لا يعني أن تأكل الطعام الفلسطيني وأن ترقص الدبكة، بل يجب أن تعرف في أي جانب أنت من الجدار)، في إشارة إلى جدار الفصل العنصري.

وتشيلي هي موطن لنصف مليون فلسطيني، وتشير اللافتات في مكتب دانيال حذوة في العاصمة التشيلية، إلى التزامه بالقضية الفلسطينية، وهناك رسم على الحائط لحنظلة، وكتب عن فلسطين على طاولة مكتبه، وهو محارب معروف في حركة مقاطعة إسرائيل، وقد بدأ الهجوم على حذوة بعد الإعلان عن ترشحه.

ولن يكون دانيال أول رئيس فلسطيني في أمريكا اللاتينية، فهو يسير على خطى كارلوس فاكوسي في هندوراس، وأنطونيو ساكا في السلفادور ونجيب بقيلة ، ولكن ما يميزه عنهم هو التزامه القوي بالقضية الفلسطينية أكثر من غيره.