مرايا – شدد زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، الأربعاء، على أن تياره “لن يسمح” بالتطبيع بين بلاده والكيان الصهيوني”حتى لو كانت تكلفة ذلك الدماء”.

وفي مؤتمر صحفي عقده في مدينة النجف جنوبي البلاد، قال الصدر إن “التطبيع على الأبواب، وعلى البرلمان الحيلولة دون ذلك، ولن نسمح بالتطبيع إطلاقا وإن كلفنا ذلك الدماء”.

ولم يقدم الصدر تفاصيل أخرى بشأن تصريحه، لكنه يأتي عقب تأسيس حركة أطلقت على نفسها اسم “25 أكتوبر”، في يناير/كانون الثاني الماضي، ومطالبة أمينها العام طلال الحريري، بعلاقات جيدة مع الكيان  ؛ ما أثار حفيظة العديد من الناشطين العراقيين.

ولم يصدر عن الحكومة العراقية، برئاسة مصطفى الكاظمي، موقف واضح بشأن ما أعلنته تلك الحركة واتفاقيات التطبيع الأخيرة بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.

ولا يعترف العراق رسميا بوجود دولة الكيان  ، ولا يوجد أيّ نوع من العلاقات بين الجانبين سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2017، أصدر مجلس النواب العراقي تشريعا يحظر بموجبه رفع العلم الصهيوني  ويعاقب المخالفين بالسجن.

وفي شأن آخر، طالب الصدر الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن بسحب قواتها من العراق “فورا”.

وقال: “بمناسبة تسلم رئاسة جديدة في الولايات المتحدة؛ فعلى المحتل الانسحاب فورا بالطرق الدبلوماسية والبرلمانية؛ لتجنيب العراق أن يكون ساحة للصراعات الدولية والإقليمية”.

ويتواجد نحو 2500 جندي أمريكي في العراق ضمن جهود التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي في البلاد.

وتطالب القوى السياسية الشيعية العراقية، بينها تيار الصدر، بخروج القوات الأمريكية من البلاد استجابة لقرار البرلمان العراقي في 5 يناير/كانون الثاني 2020 بمغادرة القوات الأجنبية البلاد.

ولم يصدر موقف رسمي مٌعلن من إدارة بايدن بخصوص مستقبل القوات الأمريكية بالعراق؛ فيما كانت الإدارة السابقة برئاسة دونالد ترامب اتفقت مع بغداد، في أغسطس/آب 2020، على سحب قواتها خلال 3 سنوات.

وبشأن الانتخابات البرلمانية المبكرة في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، قال الصدر إن “الإشراف الأممي على الانتخابات المبكرة مرغوب به، شريطة عدم التدخل من باقي الدول”.

وشدد على ضرورة “تهيئة الأجواء الديمقراطية لأجل إنجاح الانتخابات، وليكن تنافسا من خلال الحوار والطرق السلمية وترك العنف”.

كما طالب الصدر بإنهاء التحقيق في قتل المتظاهرين وأفراد الأمن ومعاقبة الفاعلين “فوراً” حفاظاً على هيبة الدولة.

وقضى أكثر من 560 متظاهراً وفرد أمن في الاحتجاجات التي بدأت في أكتوبر/ تشرين الأول 2019 ضد النخبة السياسية النافذة المتهمة بالفساد والتبعية للخارج، ولا تزال مستمرة على نحو محدود.

وقال الصدر إنه يقف إلى جانب الاحتجاجات السلمية المطالبة بالإصلاح، إلا أنه شدد على رفضه “الاعتداء” على أفراد الأمن والممتلكات العامة والخاصة.

ومقتدى الصدر، رجل دين شيعي وزعيم التيار الصدري الذي يعتبر أكبر تيار شعبي شيعي في العراق، وقائد ميلشيات عسكرية تابعة لتياره أبرزها جيش المهدي.

ويعد الصدر من أشد المناوئين للوجود العسكري الأمريكي في العراق، إلا أنه يرفض اللجوء إلى العنف لإخراج تلك القوات من البلاد.