مرايا – ذكرت وكالة الأنباء السعودية الاثنين، أن المملكة قررت تعليق العمل في كل قطاعات الحكومة باستثناء الصحة والأمن لمدة 16 يوما في إطار جهود لاحتواء انتشار فيروس كورونا.

يأتي القرار الذي يسري تنفيذه على الفور على ما يبدو عقب أوامر سابقة بإغلاق المراكز التجارية والمطاعم والمقاهي والمتنزهات العامة في أنحاء البلاد.

نقلت الوكالة عن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قوله، إن قمة مجموعة العشرين ستنسق العمل لمكافحة فيروس كورونا وتنسق الجهود لتخفيف أعبائه الاقتصادية.

وأضافت الوكالة أن الأمير محمد بحث خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الجهود الدولية لمكافحة هذا الفيروس قائلا إن اجتماع قمة مجموعة العشرين المقبل والذي ستستضيفه السعودية سيعمل على إيجاد حلول طبية.

وأغلقت السعودية المجمعات التجارية والمطاعم والمقاهي والحدائق العامة الأحد، بينما فرضت قطر وسلطنة عمان قيودا على الدخول في الوقت الذي كثفت فيه دول الخليج العربية جهودها لاحتواء انتشار فيروس كورونا ودعم اقتصاداتها.

ورصدت السعودية والإمارات وعمان وقطر حالات إصابة جديدة مما رفع عدد الحالات في دول مجلس التعاون الخليجي الست إلى 963 حالة لكن دون وفاة أي مريض.

وقالت قطر التي توجد بها 401 حالة اليوم إنها ستمنع دخول القادمين غير القطريين لمدة أسبوعين اعتبارا من يوم الأربعاء. كما أعلنت عن إجراءات لدعم اقتصادها تشمل حوافز للقطاع الخاص بنحو 75 مليار ريال (20.5 مليار دولار) وكذلك دعوة الصناديق الحكومية لزيادة استثماراتها في البورصة المحلية

وأعلنت السعودية رصد 15 حالة إصابة جديدة ليرتفع عدد الحالات فيها إلى 118 حالة.

وأعلنت المناطق السعودية على تويتر غلق المجمعات التجارية والمطاعم والمقاهي والحدائق العامة لكنها استثنت من الإغلاق محلات السوبرماركت والصيدليات وخدمات توصيل الوجبات المنازل. “هذه الإجراءات ستطبق في جميع أنحاء المملكة”.

وأجلت وزارة العدل جميع جلسات المحاكم التي لا تتسم بالاستعجال.

وانضمت دبي، مركز الأعمال والسياحة في الخليج، إلى أبوظبي فيما يتعلق بإغلاق دور السينما والصالات والمنتجعات وقاعات الألعاب والحدائق. وقال سكان إن ذلك تسبب في تدافع السكان على محلات السوبرماركت وقد استعمل كثير منهم الكمامات.

وقالت سوق أبوظبي للأوراق المالية اليوم إنها ستغلق قاعات التداول حتى إشعار آخر وذلك بعد يوم من إعلان مماثل لبورصة الكويت.

ورصدت الإمارات 12 حالة إصابة جديدة متصلة بالسفر بين عدة جنسيات جنوب أفريقية وأسترالية وصينية وفلبينية وإيطالية ولبنانية وبريطانية وإيرانية وإماراتية وثلاثة هنود مما رفع العدد الإجمالي لحالات الإصابة فيها إلى 98 حالة.

إجراءات صارمة

واتخذت الكويت والسعودية أشد الإجراءات صرامة بين دول مجلس التعاون الخليجي وذلك بإيقاف رحلات الطيران الدولية.

وعلقت الإمارات وقطر إصدار تأشيرات الدخول، وأوقفت شركة طيران الإمارات المزيد من الرحلات.

وقال محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي (البنك المركزي) إن المؤسسة ستتدخل لدعم اقتصاد المملكة إذا حدثت مشكلة سيولة أو تأثر الائتمان. وكرر التشديد على الالتزام بسعر صرف الريال مقابل الدولار.

وقال أمريكي يقيم في العاصمة السعودية الرياض إن والديه قطعا زيارتهما للمملكة وسافرا مساء يوم السبت قبل سريان تعليق الرحلات الجوية الأحد.

وقال لرويترز “أنا سعيد بسفرهما رغم أن ذلك يعني بقاءهما 24 ساعة في فندق المطار في دبي. هذا أفضل بالتأكيد من بقائهما هنا أسابيع نظرا لسنهما ومشاكلهما الصحية”.

وأوضحت رسائل بالبريد الإلكتروني اطلعت عليها رويترز أن حالة إصابة ظهرت في كل مجمع من مجمعين سكنيين في الرياض يقيم فيهما مئات الوافدين. وحظرت بعض المجمعات السكنية حركة السكان ومنعت دخول الزوار.

وخضع المواطنون والمقيمون في الكويت، التي قيدت حركة الناس فعليا يوم الخميس، لقياس درجة حرارة أجسامهم قبل دخول البنوك التي اصطفت فيها طوابير طويلة اليوم الأحد بعد أن قلصت الدولة عدد الفروع العاملة.

عدوان بيولوجي

يرتبط العديد من الحالات بالسفر إلى إيران التي أصبحت بؤرة انتشار المرض في الشرق الأوسط. وأعلنت طهران الأحد، ارتفاع عدد الوفيات إلى 724 حالة والإصابات إلى 13900 حالة.

ونقل التلفزيون الرسمي عن الرئيس حسن روحاني قوله اليوم إن الحكومة ليس لديها خطط لعزل مدن إيرانية بسبب انتشار الفيروس.

وانتقدت السعودية والبحرين طهران للسماح لمواطنيهما بدخولها دون ختم جوازات سفرهم في خطوة وصفتها المنامة بأنها “عدوان بيولوجي”.

غير أن تفشي الفيروس أدى من ناحية أخرى إلى تنحية الخصومة جانبا.

ففي اتصال هاتفي نادر قال وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد آل نهيان لنظيره الإيراني محمد جواد ظريف إن الإمارات مستعدة لتقديم المساعدة مؤكدا على الحاجة لجهود عالمية لاحتواء المرض وفقا لما نقلته وسائل إعلام رسمية.

وقالت وسائل إعلام إيرانية إن ظريف شكر الإمارات التي سهلت وصول شحنات طبية.

المغرب

أعلن المغرب الأحد، انشاء صندوق بقيمة 10 ملايين درهم (نحو مليار دولار) ستخصص لتغطية النفقات الطبية ودعم القطاعات الاقتصادية المتضررة من انتشار وباء كورونا المستجد، بحسب ما أفاد بيان للديوان الملكي.

وقال البيان إن الصندوق الذي أمر الملك محمد السادس بإحداثه فورا سيخصص “لتأهيل الآليات والوسائل الصحية، سواء في ما يتعلق بتوفير البنيات التحتية الملائمة أو المعدات والوسائل التي يتعين اقتناؤها بكل استعجال”.

كما سيوجه لدعم الاقتصاد وخصوصا “القطاعات الأكثر تأثرا بفعل انتشار فيروس كورونا، كالسياحة وكذلك الحفاظ على مناصب الشغل”، بحسب البيان.

وجاء هذا الإعلان في سياق إجراءات متسارعة خلال الأيام الأخيرة للتصدي لانتشار الفيروس، الذي أصاب 28 شخصا في المملكة حتى الآن، توجت الأحد بتعليق جميع الرحلات الجوية الدولية حتى إشعار آخر.

وأعلنت وزارة الصحة في وقت سابق الأحد تسجيل 10 إصابات جديدة بالفيروس.

وباستثناء امرأة واحدة أصيبت بالعدوى في المغرب من طريق زوجها القادم من إيطاليا، تتصل جميع الإصابات الأخرى بمغاربة أو سياح وفدوا من فرنسا واسبانيا وإيطاليا والنمسا، بحسب الوزارة.

وارتفعت وتيرة الإصابات المسجلة في المملكة خلال اليومين الأخيرين بحيث سجلت 10 حالات السبت بينها واحدة طاولت وزير التجهيز والنقل عبد القادر أعمارة إثر عودته من جولة في بلدان أوروبية.

وتأكدت سلامة سائر أعضاء الحكومة المغربية بعد إجرائهم تحاليل طبية، وفق ما أفاد بيان لرئاسة الحكومة ليل الأحد.

وكان المغرب قرر منع التجمعات التي يشارك فيها أكثر من 50 شخصا وإلغاء جميع التظاهرات الرياضية والثقافية حتى إشعار آخر، فضلا عن تعليق الدراسة ابتداء من الاثنين.

وأعلن أيضا إلغاء الدورة المقبلة لمهرجان موازين للموسيقى العالمية والتي كانت مرتقبة بين 19 و27 حزيران/يونيو في العاصمة الرباط.

ويستقطب هذا المهرجان كل سنة جمهورا واسعا وكوكبة من الفنانين العالميين والعرب.

وأربك تعليق حركة المسافرين فجأة آلاف السياح الأجانب الموجودين في المغرب، والعديد من المغاربة الذين وجدوا أنفسهم عالقين في مطارات بلدان أوروبية، بحسب عدة شهادات نقلتها وسائل إعلام محلية.

وقال رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني في لقاء تلفزيوني ليل السبت “هذه مسألة معقدة فيها العلاقة مع الدول الأخرى وحماية صحة الوطن”، داعيا المغاربة العالقين في الخارج إلى الاتصال بالقنصليات عبر أرقام خضراء.

لكن “لا أحد يجيب، نحن عالقون هنا منذ صباح الأحد والأنكى أن الفرنسيين والاسبان سمح لهم بمغادرة المغرب بينما لا أحد اهتم بنا”، على ما قال الأستاذ الجامعي خالد مونا في اتصال مع وكالة فرانس برس من مطار أورلي في باريس حيث هو عالق.

وفي المقابل سمح لطائرات بالإقلاع صباح الأحد من مطارات مغربية في شكل استثنائي لنقل سياح أوروبيين نحو فرنسا وألمانيا واسبانيا وبلجيكا، بحسب معلومات لوكالة فرانس برس.

ولا يزال نحو 2500 سائح فرنسي على الأقل عالقين ليل الأحد في مطار مراكش (جنوب)، العاصمة السياحية للمملكة، بحسب ما أفاد مصدر دبلوماسي وكالة فرانس برس.

ويرتقب أن تستمر الرحلات الاستثنائية لنقل السياح الفرنسيين الاثنين، وفق ما أوضح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان على تويتر.

وخلف الفيروس حتى الآن وفاة مصابة واحدة مقابل تعافي مصاب آخر. وخصص 250 سريرا في المستشفيات المغربية لاستقبال مرضى محتملين، بحسب ما أوضح رئيس الحكومة مشيرا إلى أن هذا العدد قابل للزيادة.