مرايا – تتجه أنظار العالم إلى منطقة الشرق الأوسط ترقبا للرد الإيراني انتقاما لاغتيال الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني الليلة قبل الماضية.

ولا يزال شكل وحجم الرد الإيراني على اغتيال سليماني الذي يعد من أرفع الشخصيات الإيرانية، غامضا، في ظل توالي التهديدات من طهران المتوعدة بالانتقام والذي سيكون في منطقة الشرق الأوسط.

جريمة الاغتيال التي تعتبر مفاجأة للجميع في المنطقة وجاءت بتوجيه من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وضعت المنطقة على شفير اندلاع حرب في ظل التهديدات الأمريكية لإيران.

نائب قائد الحرس الثوري الإيراني كشف صباح اليوم السبت أن الرسالة الرسمية الأمريكية التي سلمتها واشنطن عبر السفير السويسري عقب اغتيال سليماني طلبت ألا يتجاوز حجم الرد الإيراني سقف الانتقام لسليماني فقط.

وشدد نائب قائد الحرس على أنه “لا يمكن لواشنطن أن تحدد شكل وطبيعة وسقف الرد الإيراني بعد اغتيالها سليماني”.

فيما أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني صباح اليوم السبت أن طهران لن تنسى جريمة واشنطن باغتيالها سليماني، وستدرك جسامة خطئها على مدى السنوات القادمة، في إشارة إلى أن رد طهران سيكون على مراحل وخطوات.

من جانبه، شدد المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية صباح السبت على أنه من حق إيران الرد على عملية اغتيال سليماني، مؤكدا أن “ردنا سيكون قويًا”.

ونبه متحدث القوات الإيرانية إلى أن أي تحرك أمريكي بعد الرد الإيراني سيواجه برد أكثر قوة.

وفي إشارة إلى قوة الرد الإيراني المرتقب، قال المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية إنه “إذا اندلعت حرب في المنطقة فإن مسببها هو الولايات المتحدة الأمريكية”.

سياسيًا، كشفت قناة الجزيرة صباح السبت أن وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني توجه إلى العاصمة الإيرانية طهران، حيث تتمتع الدوحة بعلاقات سياسية مع كل من الولايات المتحدة وإيران.

فيما قال الرئيس الأفغاني تعليقا على مقتل سليماني: إنه لن يتم استخدام الأراضي الأفغانية ضد أي دولة، مضيفا صباح السبت أن “إيران جارة عظيمة والولايات المتحدة شريكا استراتيجيا وعلى الطرفين تجنب تصعيد التوترات بالمنطقة”.

من جانبها، قالت رئاسة إقليم كردستان العراق إنها تؤكد رفضها تصفية حسابات الدول على أرض العراق وتدعو كل الأطراف لضبط النفس.

خامنئي يقود الرد

وبالعودة إلى المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي الذي يرى الغرب أن سليماني كان يده اليمنى في ملفات المنطقة، تصدر خامنئي المشهد منذ اغتيال سليماني.

ولم يسبق لخامنئي أن يتصدر المشهد بنفسه كما فعل منذ الساعات الأولى لاغتيال سليماني، فحضوره لم يقتصر على بيان التعزية الذي وجّهه إلى الشعب الإيراني، متوعّداً فيه بالانتقام من قتلة سليماني.

وزاد خامنئي على ذلك بترؤسه الاجتماع العاجل للمجلس الأعلى للأمن القومي وهو الأمر الذي لم يقم به إلا في حالات نادرة.

كما أن خامنئي لم يتأخر في تنصيب خليفة لسليماني، إذ كلّف بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة العميد إسماعيل قاآني بشغل المنصب، ثم اختتم المشهد أمس بزيارة منزل عائلة سليماني معزيا.

ويرى مراقبون أن تفاصيل ما قام به المرشد في الساعات التالية لعملية الاغتيال، والتي أظهرت تعاطيًا مختلفًا من قِبَل الرجل الأول في إيران مقارنة بكثير من الأزمات التي شهدتها البلاد أو عاشها حلفاؤها في المنطقة هي مؤشرات على خطورة المرحلة التي تمرّ بها طهران.