مرايا – “دليل أعمال تيريزا ماي”، عنوان مقال إيفان تارخانوف، في “كوميرسانت”، حول وعود بوريس جونسوف بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بلا تردد خلال ثلاثة أشهر، وماذا تنتظر موسكو منه.

وجاء في المقال: سيتعين على وزير خارجية البلاد السابق بوريس جونسون، بعد أن ربح المعركة على رئاسة حزب المحافظين، وبالتالي رئاسة الوزراء، إتمام “طلاق” بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي. فقد وعد جونسون بأن تغادر المملكة الاتحاد الأوروبي في الـ 31 من أكتوبر، “بصفقة مع بروكسل أو من دونها”.

منذ البداية، كان بوريس جونسون شخصية بارزة في حملة الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، ثم ناقداً صاخبا لصفقة ماي لخروج بريطانيا من الاتحاد. وقد قاد موقفه إلى عدد من الاستقالات. فقرر ترك منصبه طواعية وزير المالية فيليب هاموند، الذي يتزعم معسكر مؤيدي الحفاظ على علاقات وثيقة مع الاتحاد الأوروبي في صفوف المحافظين، وقال إنه لم يكن ليوافق أبدا على الخروج من دون اتفاق في الـ 31 من أكتوبر.

مسألة أخرى هي مستقبل العلاقات بين لندن وواشنطن. نذكّر بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت لديه علاقات إشكالية مع تيريزا ماي. أما موقفه من بوريس جونسون فمختلف. فقد عبّر ترامب عدة مرات عن رغبته في “رؤية جونسون في موقع رئيس الوزراء البريطاني”؛ وتحدث جونسون، بدوره، عن أهمية توقيع اتفاقية تجارة حرة مع الولايات المتحدة، يمكنها تعويض خسائر بريطانيا المحتملة من مغادرة الاتحاد الأوروبي.

أما في العلاقات مع روسيا، فمن المستبعد حدوث تغييرات جدية في ظل رئيس الحكومة الجديد. فـ بوريس جونسون، رغم أنه وصف نفسه بالـ “محب لروسيا”، أطلق أكثر من مرة تصريحات قاسية بحق روسيا.

في موسكو، يعرفون بوريس جونسون منذ وقت طويل. وفي سياق تقويم مساهمته كوزير للخارجية في تطوير العلاقات البريطانية الروسية، سبق أن قال عنه السكرتير الصحفي للكرملين، دميتري بيسكوف: “متواضع إلى حد بعيد، إن لم يكن أكثر”. وعموما، لا يستبعدون في موسكو بعض الدفء في العلاقات.