مرايا – كشفت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن لقاء جرى بين مسؤولين عسكريين أمريكيين رفيعي المستوى ومسؤولين سوريين في دمشق تباحث إمكانية سحب القوات الأمريكية المنتشرة شمالي سوريا ومنطقة التنف الحدودية مع العراق والأردن، مقابل شروط بينها انسحاب القوات الإيرانية من جنوب سوريا.

وفي التفاصيل، أفادت أن اللقاء جرى وسط ترتيبات أنية مشددة قبيل وصول طائرة إماراتية خاصة، وبعدها توجه الوفد من مطار دمشق الدولي الى منطقة المزّة في دمشق، وهناك وصل وفد أمريكي يترأسه ضابط رفيع المستوى من وكالة الاستخبارات الأمريكية.

ووفق الصحيفة، فإن رئيس الاستخبارات السورية علي مملوك استقبل الوفد الأمريكي واستمر اللقاء 4 ساعات، فيه عرض الوفد الأمريكي على دمشق استعدادها “لسحب جنودها بالكامل من الأراضي السورية بما فيها قاعدة التنف ومنطقة شرق الفرات وفق ترتيبات أمنية يشرف عليها الجيشان الروسي والسوري. في مقابل تلبية دمشق ثلاثة مطالب أميركية”.

وأما المطالب الأمريكية وفق الصحيفة، فهي “انسحاب إيران بشكل كامل من جنوب سوريا، الحصول على ضمانات بحصول شركات أمريكية على حصة من قطاع النفط في مناطق شرق سوريا، وحصول الولايات المتحدة على قاعدة بيانات الجهاديين وتتضمن أعداد القتلى ومن منهم بقي على قيد الحياة”.

إلا أن دمشق “ردت بفتور” على الطرح الأمريكي وفق الصحيفة، ونقلت الصحيفة عن مصادرها، أن المملوك أكد للطرف الأمريكي أن انسحاب الولايات المتحدة من سوريا يجب ألا يكون بموجب شروط. ووفق الصحيفة، فإن المملوك أكد للوفد أن وجودهم العسكري في سوريا عبارة عن “قوة احتلال، وعليكم أن تخرجوا بالطريقة نفسها التي دخلتهم بها” على حد تعبير الصحيفة.

كما وشدد المملوك وفق الصحيفة عن “قوة العلاقات بين سوريا وإيران”، فيما كشفت الصحيفة عن زيارة سابقة قام بها مسؤول استخباراتي أسترالي رفيع المستوى الى دمشق للحصول على معلومات حول الجهاديين، إلا أن دمشق رفضت ذلك، وفق صحيفة الأخبار، مشيرة الى أن دمشق ربطت إمكانية التعاون الاستخباراتي حول التنظيمات الجهادية بمدى “تطور الموقف السياسي من هذه الدول” تجاه سوريا.

ومن بين الأمور التي كشفتها الصحيفة أيضا، “تحية من الملك الأردني الى الرئيس السوري بشار الأسد” خلال معركة استعادة الجنوب السوري، ومن ثم “قيام الإمارات بأعمال صيانة في سفارتها لدى دمشق مؤخرا”. وأكدت الصحيفة إلى أن الطرفين السوري والأردني تعاونا مؤخرا خلال العملية العسكرية في درعا.

من جهة أخرى، كشفت الصحيفة اللبنانية المقربة من حزب الله، عن مساعي حثيثة تبذلها روسيا لعقد لقاء ثنائي يجمع بين الرئيس السوري بشار الأسد، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وتتخذ مصر في عهد السيسي موقف الحياد تجاه الأزمة السورية، إلا أن “ما يؤخر عقد اللقاء حتى الآن هو حدة ردة فعل السعودية على هذا اللقاء” وفق صحيفة الأخبار.