مرايا- يبدو ان الرئيس بشار الاسد استمع بشكل جيد الى نصيحة موسكو ، وهي تجنب الصدام مع اسرائيل وضرورة خروج ايران من الساحة السورية ، مع مواليها وظلالها من عصابات حزب الله الذين ظلوا طوال السنوات السبع الماضية – عمر الازمة السورية – يوجهون فوهات بنادقهم الى الداخل السوري ، دون اي محاولة تذكر الى مواجهة مع العد الذي طالما وصفه بالشيطان الاكبر –اسرائيل – ولذلك مؤشرات كان لابد للذين امتد بهم الخداع انهم يمثلون المقاومة والممانعة امام عدو واحد .
في اعداد سابقة رصدت ايضا حالت السجال المستعر بين طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خروج جميع القوات الاجنبية من الساحة السورية .
ملف الوجود الإيراني في سوريا يشهد بوادر توافقٍ نادرٍ بين الولايات المتحدة وروسيا، وإن كان لكل منهما حساباته، فوفق الاستراتيجية الأميركية الجديدة، على إيران أن تسحب قواتها وميليشياتها من سوريا على الفور، فيما جاءت مطالبة روسيا على أعلى المستويات بانسحاب القوات الأجنبية من سوريا، بما في ذلك القوات الإيرانية، لتضع حداً للتكهنات التي تثار منذ أكثر من عامين حول ارتفاع وتيرة تناقض المصالح الروسية مع الإيرانية على الأراضي السورية.
التحليل الذي تقرأون ليست حكاية نرويها ، بل هي فصول الالم الذي تعانيه سوريا الارض والانسان بكل ما تعني الكلمة وقد شرحنا وقلنا مرات ومرات كيف يعاقب الناس هناك بالتهجير والقتل والتدمير والدمار على يد جميع اطراف النزاع بما فيها يد دولتهم .
ووفق المعطيات المعلنة خلال الأيام الأخيرة، تواجه إيران معضلة عدم سيطرتها على حيز جغرافي متصل على الأراضي السورية، فوجودها متناثر في عدد من المناطق، ولا تسيطر وحدها على أي منطقة، بل دائماً لديها شركاء على الأرض، ويأتي زعم السفير الإيراني لدى الأردن مجتبى فردوسي بور، بعدم وجود ميليشيات إيرانية في الجنوب السوري أو على حدود الأردن انعكاساً لمعضلة فقدان إيران حيزاً جغرافياً خاصاً بها على الرغم من وجودها بشكل متفرق في كل المناطق السورية، بما في ذلك قرب الحدود الأردنية.
واعتبرت الدعوة التي أطلقتها روسيا مؤخراً بضرورة خروج القوات الأجنبية من سوريا، بمثابة منعطف محتمل في تحالفها مع إيران على الرغم من أن المحللين يقولون إن الشراكة بين البلدين لا يزال أمامها طريق طويل.
وبالعودة الى سجال التصريحات حول الانسحاب من سوريا قال الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، إن الوجود الإيراني في سوريا مستمر ما دام الإرهاب يهدد الأمن في سوريا وما دامت الحكومة السورية تطلب ذلك.

ووصف شمخاني في تصريح لقناة “الجزيرة” القطرية ، هذه الاستراتيجية الإيرانية بأنها ثابتة لا تعرف التغيير ولا تختص بسوريا فحسب بل تتعدى ذلك للدفاع عن فلسطين.
وأكد شمخاني أن سياسة إيران تهدف إلى تحقيق الاستقرار وجعل المنطقة خالية من التوتر والعدوان والمساهمة في استتباب السلام والاستقرار والأمن والمساعدة على تنمية دول المنطقة ونشر الرخاء فيها.
وأضاف الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي، أن الإيرانيين حلوا ضيوفا على الحكومة السورية وهذه الحكومة تشعر بالمسؤولية تجاههم كمستشارين عسكريين بقدر ما تبدي حساسية تجاه الاعتداء على بلدها من جانب الإرهابيين ومن يدعمهم.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تعرضت مواقع إيرانية بسوريا إلى تفجيرات مجهولة الهوية، حيث قال ناشطون: إن “انفجارات قوية هزت غرفة عمليات إيرانية فى مقر إدارة الحرب الإلكترونية، جنوبى العاصمة دمشق”، وفقًا لـ”سكاى نيوز”.

كانت سلسلة انفجارات ضخمة قد وقعت فى مطار حماة العسكرى وسط سوريا، حسب المرصد السورى لحقوق الإنسان، واستهدفت مستودعات أسلحة ووقود.أما أبرز الإشارات الروسية عن عدم رضا موسكو المستجد حيال الوجود الإيرانى، كانت الضربة الإسرائيلية التى استهدفت فجر 10 ايار الجارى، عشرات الأهداف “الإيرانية” ردا على هجوم صاروخى استهدف منطقة الجولان، حسب روسيا اليوم.
اللافت فى هذه الضربة أنها جاءت بعد وقت قصير على عودة رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتانياهو من زيارة لموسكو، قابل خلالها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وبحثا المخاوف بشأن سوريا لا سيما الوجود الإيرانى.

المتحدث العسكرى الإسرائيلى، اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس، أكد أن إسرائيل أخطرت روسيا مسبقا بضربات 10 ايار التى أسفرت عن تكبد إيران خسائر فادحة فى الأرواح والعتاد، ما يشير إلى أن موسكو لم تبلغ طهران بذلك، فى خطوة اعتبر مراقبون أنها رسالة قوية للنظام الإيرانى لسحب قواته وميليشياته الطائفية فى تجربة للعودة إلى المسار السياسى لحل النزاع المستمر منذ 2011.

وفي تقرير نشرته وكالة فرانس برس، قال الباحث في الشؤون الإيرانية في مجموعة يوراسيا في واشنطن، هنري روم، إن تصريحات بوتين «لا تعني أن التحالف بين روسيا وإيران في سوريا قد انتهى، ولكنها لا شك عائق خطير في طريق التحالف».
وجاء رد المسؤولين الإيرانيين قوياً، حيث صرح الناطق باسم الخارجية بهرام قاسمي للصحفيين: «لا أحد يمكنه أن يجبر إيران على فعل شيء ضد إرادتها»، وحاول نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد نزع فتيل التوتر، وقال: إن انسحاب أو بقاء القوات الموجودة على الأراضي السورية بدعوة من الحكومة، وبينها ايران وحزب الله اللبناني، هو شأن يخص دمشق، و«غير مطروح للنقاش».
ويقول جولين بارنز-ديسي من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: إن «الروس يلعبون لعبة توازن دقيقة بين مختلف الفرقاء الإقليميين»، وقال: إن تصريحات روسيا عن انسحاب القوات الأجنبية من سوريا هي رسالة إلى إيران بأن هناك حدوداً لنفوذها في سوريا، وأضاف «ولكنهم سيواجهون صعوبة كبيرة في تطبيق ذلك»، وقال إن إيران قلقة من فوز الشركات الروسية والتركية بعقود كبيرة في سوريا بدلاً من الشركات الإيرانية، كما أنها قلقة بسبب ما يبدو أنه سماح من روسيا لإسرائيل بشن غاراتها الجوية الأخيرة على المواقع الإيرانية.
ناشونال إنترسيت: روسيا هي المستفيد من تدمير القوة الإيرانية في سوريا

سؤال أجاب عليه ماثيو أر جي برودسكي في موقع مجلة “ناشونال إنترست” وقال فيه إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زاد من تأثيره في هرم القوة في سوريا نتيجة للغارات الجوية المكثفة التي استهدفت مواقع إيرانية ودفاعات نظام بشار الأسد.
وأطلقت القوات الإسرائيلية على العملية “بيت الورق” وهي من أكثف العمليات العسكرية التي يقوم بها الإسرائيليون في العمق السوري منذ عام 1973
ويرى أن طبيعة الرد الإيراني هي ما سيحدد نتائج العملية وإن كان سيترجم إلى انتصار سياسي، ولكن الغارات بدون شك تعتبر نكسة كبيرة لإيران في أسبوع شهد سلسلة من القرارات المخيبة.
وفي الوقت نفسه تعزز موقع بوتين في الشرق الأوسط وكل ما بقي له هو أن يقول “نعم” لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ولم تكن هذه النتيجة مضمونة عندما التقى نتنياهو مع بوتين في موسكو. مع أن نتنياهو حمل معه أوراقه الدبلوماسية، ذلك أن الضربات الجوية بدأت بعد ساعات من وصوله إلى موسكو وحصل على مباركة من الكرملين، وتم إخبار الولايات المتحدة مقدما قبل الغارات.
وبحسب مسؤول بارز في سلاح الجو الإسرائيلي نقلت عنه صحيفة “تايمز أو إسرائيل”: “أخبرنا الروس أننا سنغير على سوريا ولكننا لم نحدد لهم بالضبط مكان الغارات أو الأهداف” مضيفا “عملت آلية خفض التوتر جيدا واحتفظنا بالحرية للقيام بالعملية”.
ويرى الكاتب أن قبول الكرملين واستيعابه قلق نتنياهو وغياب النقد لإسرائيل في أعقاب العملية يعد تطورا جديدا ومريحا للحكومة الإسرائيلية، خاصة أن روسيا لعبت دور الحكم منذ إيلول (( 2015 عندما أرسلت طائراتها إلى الحرب للدفاع عن نظام بشار الأسد.
وأصبح الوجود الروسي ولعدة سنوات عقبة أمام إسرائيل لفرض ما تراه خطوطها الحمراء واقتضت نتنياهو دبلوماسية ماهرة لإقناع الروس بمعايير إسرائيل العملياتية وتجنب الصدام مع الطيران الروسي.
واستطاعت إسرائيل منذ عام 2015 وبعد 10 لقاءات بين نتنياهو وبوتين تجنب أية صدامات لكنها لم تكن متفقة مع موسكو بشأن الوجود الإيراني في سوريا، فمثلا لم تأخذ اتفاقيات خفض التوتر في جنوب-غرب سوريا عام 2017 التي أشرفت عليها موسكو لم تأخذ بعين الإعتبار مظاهر القلق الإسرائيلية.
وحتى البيان الأمريكي-الروسي المشترك في تشرين الثاني ( (2017 والذي دعا لخفض والتخلص نهائيا من المقاتلين الأجانب في سوريا كجزء من إنشاء منطقة خفض التوتر ناقضه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي أشار للوجود الإيراني في سوريا بـ “الشرعي” وأن روسيا ليست ملتزمة بسحب القوات الإيرانية أو الجماعات الموالية لها.
كما وعبرت روسيا عن عدم رضاها علنا خاصة بعد الغارات في شباط ونيسان ضد قاعدة تيفور في محافظة حمص التي تعتبر مركز انطلاق طائرات بدون طيار للحرس الثوري الإيراني ويستخدمها الروس أيضا.
وأشارت تقارير إلى أن نتنياهو كان على وشك منح الضوء الأخضر لعملية واسعة بعد إسقاط الدفاعات السورية مقاتلة أف-16 الإسرائيلية لكنه تراجع بعد تلقيه مكالمة غاضبة من بوتين.
كما وغضب الروس بعد الغارات في نيسان ،وفكرت موسكو بإرسال النظام الصاروخي أس إي-10 (أس-300) المضاد للطائرات. وكان التوتر متزايدا بين إسرائيل وروسيا إلا أن لقاء نتنياهو في موسكو ونجاح عملية بيت الورق فقد دعمت روسيا صفقة. واهم من كل هذا هو قرار الكرملين عدم إرسال النظام الصاروخي حيث قال أحد كبار المسؤولين الروس، فلاديمير كوزجين “في الوقت الحالي لا نتحدث عن إرسال أنظمة حديثة” مضيفة أن سوريا “لديها كل شيء تريده رغم تدمير معظم أنظمة الدفاع الجوية السورية.

ويعتقد الكاتب أن الموقف الروسي جاء بعد إقناع نتنياهو بوتين بأن إسرائيل مهتمة فقط باستهداف إيران وجماعاتها الوكيلة في سوريا ولا تريد ضرب الأرصدة الروسية ولا أسلحة نظام الأسد.
وفي الحقيقة سيحذر الإسرائيليون الأسد بعدم التحرك عند بدء العملية. ولو قرر الجيش السوري الرد فسيتم الرد عليه دون استهداف الأسد نفسه. كما ولن توسع إسرائيل الحرب إلى لبنان طالما لم تطالب إيران حزب الله بشن هجمات ضد إسرائيل.
وبالمختصر فقد تم تقديم العملية بالمحدودة من ناحية الوقت والمنظور، أي استهداف الأرصدة العسكرية الإيرانية.
أما بالنسبة لإرسال نظام الصواريخ أس-300 فقد يكون نتنياهو شدد على بوتين أن إرسال منظومة كهذه تعتبر خرقا للخطوط الحمر وسيتم استهدافه. وبالنسبة لنشر نفس المنظومة على السواحل السورية حيث تحتفظ روسيا بقواعد عسكرية فهذا مقبول خاصة أن المنظومة نشرت ردا على إسقاط تركيا مقاتلة سوخوي- 24 في كانون الأول ( ( 2015
وبناء على هذا التفاهم استطاعت إسرائيل ضرب مواقع لحزب الله في الكسوة-جنوب دمشق والقنيطرة باستخدام مقاتلات أف-15 و أف-16.
وكان يمكن لروسيا تعقيد الصورة من خلال مواجهة مع إسرائيل ضد ما تراه هذه خطوط أمنية حمراء لا يمكن التفاوض عليها إلا أن بوتين رأى أن مواجهة كهذه ليست في صالحه وأهدافه القائمة على الحفاظ وتوسيع وجوده العسكري ليظل الحكم الإقليمي في النزاعات.
وربما توصل الرئيس الروسي إلى هذه فكرة تحقيقه أهدافه بدون إيران وضد رغبات الأسد الذي سيصبح أكثر اعتمادا على موسكو بعد تلاشي الدور الإيراني. وبالنسبة لفلاديمير بوتين فالطريق لتقوية إنجازاته في سوريا ربما جاء عبر اتفاق مع إسرائيل بشكل يحصن موقع روسيا ومع الولايات المتحدة التي تركز على قتال تنظيم الدولة وتخطط للخروج من سوريا.
وهذا يعني امران، الأول أن العلاقة مع إيران في سوريا ليست جذابة مثل العلاقة مع إسرائيل.
الثاني هو أن العملية كشفت عن طبيعة الوجود الإيراني في سوريا باعتباره بيتا من الورق.
إن أكثر ما يؤكد تخلي موسكو عن طهران، وأنها أعطت إشارة بدء معاقبتها من قبل أميركا، أو على الأقل أظهرت بوضوح أنها لن تتدخل إذا ما كان هناك إجراءات رادعة ضد إيران، هو ما ذكره “بوتين” صراحة بضرورة سحب جميع القوات الأجنبية من سوريا مع بداية العملية العسكرية، وكأنها إشارة للغرب وإسرائيل بأنه رفع يده عن إيران؛ ولا مانع من إستهداف أي قوات إيرانية وفصائلها في سوريا.
وهي رسالة كانت شديدة اللهجة خلال لقائه “بشار الأسد” في روسيا، وأثارت جدلاً داخل “سوريا”، والتي ردت على لسان نائب وزير خارجيتها، “فيصل المقداد”، والذي قال إن إنسحاب قوات حليفة لدمشق شأن يخص الحكومة السورية وحدها.
آلاف الإيرانيين يتواجدون في سوريا..
“دمشق” رفضت أيضًا مطالب “واشنطن” بإنسحاب القوات الإيرانية من سوريا، حيث يقدر عدد العسكريين الإيرانيين هناك بالآلاف.
مع ذلك فإن الدعوات لإنسحاب قوات أجنبية من سوريا تثير تساؤلات حول حجم هذه القوات، إذ إن روسيا نفسها لها حضور عسكري في سوريا.
روسيا تحتفظ بعدد كبير من قواتها في سوريا..
ورغم تأكيد موسكو أنها خفضت وجودها العسكري بشكل كبير، منذ تشرين ثان/نوفمبر 2017، إلا أنها لا تزال تحتفظ بوحدات عسكرية عدة، خصوصًا في قاعدتي “طرطوس” البحرية و”حميميم” الجوية، ويقدر عدد العسكريين الروس هناك بنحو 3 آلاف جندي في الوقت الحالي !
الجيش الأميركي في 10 مواقع بسوريا..
الجيش الأميركي ينشط هو أيضًا في حوالي 10 مواقع عسكرية، تتمركز في المناطق “الكردية” شمال سوريا، حيث ينتشر نحو 2000 جندي.
الجارة التركية كذلك، بعثت بوحدات عسكرية إلى شمال سوريا، إذ يقدر خبراء أمنيون أن نحو 2500 جندي تركي، على الأقل، يتمركزن في شمال البلاد..
10 آلاف من عناصر “حزب الله” اللبناني..

هذا بالإضافة إلى ميليشيات وقوات غير نظامية عديدة تقاتل في سوريا، ومن بينها مقاتلو “حزب الله” اللبناني، الذين يقدر عددهم بنحو 10 آلاف ويتمركزون في جنوب البلاد
لكن يبقى السؤال.. ما الذي إنحرف بالموقف الروسي تجاه الحليف الإيراني للدرجة التي يطالب فيها “بوتين” علنًا بضرورة الخروج الإيراني من سوريا؛ وهي القوات التي لولا تواجدها وقتالها إلى جانب قوات الرئيس السوري ما استطاعت دمشق إستعادة مناطق كثيرة من الأراضي السورية، بل ربما كانت سقطت العاصمة السورية في أيدي المعارضين المسلحين ؟!

موقع روسي: ثلاثة سيناريوهات “مريرة” أمام إيران في سوريا

تناول موقع (روسيا اليوم) مستقبل الوجود الإيراني في سوريا، لا سيما مع تطور حدة التوتر في المنطقة إلى هجوم إسرائيلي جوي موسع، استهدف مواقع الميليشيات الإيرانية في المناطق الخاضعة لميليشيا الأسد، عدا عن انسحاب الرئيس الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني.

وفي محاولة لجرد الضغوط التي ستواجهها إيران جراء احتلالها للأراضي السورية، تناول الموقع الروسي الناطق باللغة العربية مستقبل هذا الوجود تحت عنوان “ثلاثة سيناريوهات مريرة أمام إيران” وذلك استناداً الى ما تداولته بعض وسائل الإعلام حول هذا الموضوع.

سيناريو حرب 1967

ويتمثل السيناريو الأول بأن تستغل إسرائيل الظرف الدولي الراهن بخاصة انفراط عقد “الصفقة النووية” ومواقف إدارة ترامب الداعمة بقوة لتل أبيب بصورة غير مسبوقة، وتلجأ إلى سيناريو شبيه بما حدث في عام 1967، حيث هاجم السلاح الجوي الإسرائيلي القواعد المصرية وقضى على معظم السلاح الجوي المصري.

وهذا السيناريو يتمثل في الإغارة على المراكز الحيوية الإيرانية وخاصة المنشآت النووية والقواعد العسكرية الكبرى، في محاولة لتدمير البنية التحتية “العسكرية” الإيرانية، وعدم الاكتفاء بعملياتها العسكرية الكثيفة الأخيرة ضد الوجود العسكري الإيراني في سوريا والذي أعلنت عقبه تدميرها للبنية التحتية الإيرانية العسكرية في هذا البلد.

سيناريو حرب العراق 2003

أما السيناريو الثاني فيتمثل في أن الولايات المتحدة لن يطول “صبرها” على إيران، وقد تعلن كما حدث ذلك مع العراق عام 2003 بأن هذا البلد يملك أسلحة دمار شامل ويهدد المصالح الأمريكية ويدعم “الإرهابيين” بما في ذلك “القاعدة” و”داعش” ولا بد من إنهاء نظامه “القمعي” و”غير الديمقراطي”، ومن بعد إرسال حاملات الطائرات بعد حشد الحلفاء من المنطقة وخارجها وتنفيذ الغزو.

ويرى أنصار هذا السيناريو، أن الولايات المتحدة لن تعدم الحجة للاحتكاك بإيران في الخليج، ومن بعد الحصول على مبرر لتوجيه ضربات جوية وصاروخية مفاجئة، تتوج بعمليات برية تنتهي، كما يأمل أصحاب هذه الأمنية، بإسقاط النظام واحتلال طهران.

سيناريو الاتحاد السوفيتي

ويرى أصحاب السيناريو الثالث، أن الولايات المتحدة ستعمل بقوة على خنق إيران اقتصادياً، وستركز حربها ضد إيران بأداة رئيسة هي وزارة المالية التي تصفها طهران بأنها مطبخ الحرب ضدها.

ويعد هذا السيناريو بشكل ما إعادة للسيناريو الذي اتبع مع الاتحاد السوفيتي، ويهدف أيضا إلى تغيير النظام من الداخل من خلال ضرب الاقتصاد المحلي وإنهاك البلد وصولاً إلى إثارة الإيرانيين ضد النظام القائم.

ويشير المصدر إلى أن هذه السيناريوهات ليست حتمية وليست نهائية، وتوجد احتمالات أخرى يمكن أن تسير الأحداث على وتيرتها، إلا أن الأرجح أن التصعيد حول إيران سيظل سيد الموقف في ظل الإدارة الأمريكية الحالية.

المصالح العليا لروسيا أهم.. لا داعي للتورط..
إن أكثر المؤشرات ترجيحًا، تتحدث عن موروث روسي قديم يظل أساسه المصلحة العليا للدولة الروسية، فروسيا أيقنت أن التواجد الإيراني في سوريا سيحجم من مكاسبها الاقتصادية هناك، إذ إنه لا حاجة لوجود إيراني يراقب ويتابع ما حققته روسيا من سيطرة على مواقع للغاز ومناجم للفوسفات السورية بعقود تصل إلى 50 عامًا.. فالثروات هنا لا تقبل القسمة مع الإيرانيين، كما لا ترغب موسكو في جني المتاعب في الوقت الراهن !