مرايا – كشفت صحيفة لبنانية اليوم السبت أن قوى الأمن الداخلي اللبناني تمكنت من حل لغز محاولة اغتيال القيادي في حركة المقاومة الإٍسلامية (حماس) محمد حمدان ظهر يوم الأحد الماضي في مدينة صيدا.

وذكرت صحيفة “الأخبار” اللبنانية صباح اليوم السبت أن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني تمكن من كشف كيفية تنفيذ الاستخبارات الإسرائيلية لعملية التفجير، حيث نجا حمدان من محاولة الاغتيال المحكمة التي نفذها عملاء الاحتلال بسبب تغييره بالصدفة لطريقة تشغيله لمحرك السيارة.

وأوضحت أن حمدان بدلاً من الجلوس في سيارته وتشغيل المحرّك، قرر مدّ يده من خارج السيارة وتحريك مفتاح التشغيل، فيما جسده لا يزال خارجها، ثم التحرك فوراً نحو الصندوق الخلفي للمركبة.

وبينت أنه “فور ابتعاده عن باب السائق، انفجرت العبوة الناسفة التي كانت ملصقة أسفل السيارة، تحت مقعد السائق، ليُصاب حمدان بجروح في قدميه”.

ولفتت الصحيفة إلى أن الجيش اللبناني تولى مسح مسرح محاولة الاغتيال والمنطقة القريبة منه، بما فيها المبنى الذي يسكنه حمدان والمباني المجاورة، فيما تولّى فرع المعلومات التحقيق في الدائرة الأوسع.

ونبهت إلى أنه تم بسرعة التوصل إلى خيوط دفعته أول من أمس إلى تنفيذ مداهمات في منطقة الواجهة البحرية لبيروت وفي مدينة طرابلس.

وأشارت “الأخبار” اللبنانية إلى أنه بعد سلسلة من التحقيقات التقنية والاستعلامية المعقّدة تمكّن محققو فرع المعلومات من تحديد المشتبه فيه الذي أدار مجموعة من الأفراد لتنفيذ محاولة الاغتيال، وتبيّن أن المشتبه فيه لبناني من طرابلس يُدعى أحمد بَيْتيّة.

وأكدت أن التحقيقات سمحت بالجزم بأن بيتية ومجموعته يعملون لمصلحة الاستخبارات الإسرائيلية، مشيرة إلى أن الأخير صاحب “سجلّ أمنيّ نظيف” لم يسبق أن أوقِف في قضايا أمنية، ولا وضعه أحد الأجهزة الأمنية على لوائح المشتبه فيهم.

تفاصيل محاولة الاغتيال

وذكرت أن بَيْتيّة يبلغ من العمر (38 عاما) كان يعمل في التجارة متنقلاً بين لبنان وهولندا، وحضر إلى بيروت يوم 9 كانون الثاني/يناير الجاري عبر مطار بيروت، واستأجر شقة لمدة أسبوع في منطقة الواجهة البحرية للعاصمة عبر موقع على الانترنت وزار عائلته في طرابلس يوم وصوله ثم عاد إلى بيروت.

وبينت أنه انتقل إلى صيدا أكثر من مرة على رأس مجموعة تنفيذية تولت مراقبة منزل حمدان، حيث نفّذت المجموعة يوم 11 كانون الثاني/يناير مناورة يمكن الاستنتاج بأنها كانت محاولة للاغتيال جرى وقف تنفيذها من دون معرفة السبب.

وبحسب ما توصّل إليه المحققون، فإن بيتية ومجموعته انتقلوا إلى صيدا فجر يوم 14 كانون الثاني/يناير وتولى أحدهم زرع العبوة الناسفة أسفل سيارة حمدان قرابة الثالثة والنصف فجرًا.

ووفق ما توصلت إليه التحقيقات-بحسب الصحيفة اللبنانية- فقد ابتعدت المجموعة عن محيط منزل القيادي في المقاومة بعد زرع العبوة ثم عادت قرابة السابعة والنصف وبقيت في انتظار نزوله من منزله إلى سيارته.

وأوضحت أنه فور تفجير العبوة غادرت المجموعة المكان باتجاه بيروت، حيث تفرّقت، مشيرة إلى ضياع أثر باقي أفراد الشبكة، فيما تمكّن محققو “فرع المعلومات” من العثور على “آثار تقنية” لرأس الشبكة في بيروت أدّت إلى تحديد هويته فتبيّن أنه بيتية.

ولفتت الصحيفة” إلى استمرار ملاحقة آثاره أوصل المحققين إلى مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فتبيّن أن بيتية غادر لبنان ليل الأحد- الاثنين، متوجهًا إلى أمستردام.

وبينت أن التحقيقات التي يجري فرع المعلومات واستخبارات الجيش لتحديد باقي أفراد الشبكة.

ونقلت عن مصادر قولها إن هناك موقوفًا لدى الاستخبارات يتحفّظ المسؤولون الأمنيون عن كشف مدى صلته بالشبكة.

وأشارت الصحيفة إلى أن محققي “فرع المعلومات” داهموا منزل بيتية في طرابلس واستجوبوا عددًا من أفراد عائلته، وضبطوا وثائق ومعدات يجري تحليلها لمعرفة ما إذا كانت ستفضي إلى أدلة تساهم في كشف معلومات إضافية عن المشتبه فيه.

وذكرت أن التحقيقات التي أُجريت طوال الأيام الستة الماضية سمحت بالجزم بأن بيتية ومجموعته يعملون لمصلحة الاستخبارات الإسرائيلية، وأن رأس الشبكة جنّدته هذه الاستخبارات خارج الأراضي اللبنانية، وأنه يجري التدقيق فيما إذا كانت لديه صلات بعمليات أمنية نفّذها الاحتلال الإسرائيلي في لبنان سابقًا.

وكانت حركة حماس أعلنت الأحد الفائت إصابة محمد حمدان وهو أحد كوادرها بتفجير سيارته في محلة البستان الكبير بمدينة صيدا، مؤكدة أن المؤشرات الأولية تميل إلى وجود أصابع إسرائيلية خلف التفجير.