مرايا – كشف محلل عسكري إسرائيلي، النقاب عن فشل الجيش والأجهزة الأمنية حتى الآن في التوصل لأي طرف خيط يقود للكشف عن هوية منفذي قتل المستوطن الأسبوع الماضي قرب مستوطنة “حفات جلعاد” جنوب غرب مدينة نابلس.

وقال المراسل العسكري لموقع “واللا” الاخباري العبري، أمير بوخبوط، في تقرير له، إنه “بعد أسبوع من الهجوم المسلح في مستوطنة حفات جلعاد وغياب المعلومة الاستخباراتية، يواصل الجيش الإسرائيلي البحث عن معلومات استخبارية، وينتظر أن يرتكب منفذ العملية خطأ”.

وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي، يواصل البحث عن مطلق النار ويضع أجزاء من نابلس تحت “إغلاق بتنفس”، والذي يعني للإبقاء على متنفس للفلسطينيين بحده الأدنى بدلا من فرض الإغلاق الكامل.

إلا أنه استدرك بالقول، أنه رغم فرض حالة “إغلاق بتنفس”، فإن الجيش يفحص جميع المركبات، في الوقت الذي ينصب فيه الحواجز العسكرية، ونقاط تفتيش طيارة (غير ثابتة) على الأرض تهدف أساسا إلى التشويش على أي عمل “مقاوم ” وتعطيله، وأيضا أن تكون بمثابة قوة للمساعدة في متابعة أو القبض على المشتبه فيهم.

وأوضح المراسل العسكري، أن أنشطة الدوريات وحواجز الطرق، تضع ضغوطا على الشارع الفلسطيني والمنطقة المحيطة بها، إلا أنها تنتج أيضا معلومات استخبارية يمكن من خلالها استخلاص المعلومات ذات الصلة بالعملية، على حد قوله.

وأشار في هذا الصدد، إلى اقتحام دوريات الجيش لقرية “تل” غربي نابلس مؤخرا، والتي تسببت في مواجهات عنيفة مع الشبان الفلسطينيين، والتي قال إنها نوع من النشاط الداعم للمسؤولين الاستخباراتيين الذين يسعون للحصول على قنوات معلومات – لمعرفة من هو مطلق النار، وهل حصل على مساعدة من عضو في الخلية أو تصرف بمفرده وأين يختبئ.

وأضاف، أنه وعلى إثر تلك المواجهات، تمكن من اعتقال أحد المشتبه بقيامه بأعمال ضد الجيش، حيث تم نقله إلى قاعات الاستجواب لدى جهاز المخابرات الـ”شاباك”، لفهم ما إذا كانوا مرتبطين بطريقة أو بأخرى بالهجوم أو سمعوا شيئا على الأرض، مشيرا إلى أن “التاريخ يعلمنا انه في بعض الأحيان المعلومة تأتي من مكان غير متوقع اطلاقاً”.

وتابع حديث بالقول: “هناك شخص مسلح يعرف أنه يخضع لعملية مطاردة، ولكنه في نفس الوقت قادر على القيام بهجوم آخر، وبالتالي زاد الجيش الإسرائيلي عدد قواته على المفترقات الرئيسية وقرب المستوطنات في الضفة الغربية والتي تحتوي على ثغرات أمنية”.

وفي مجال الاستخبارات، أكد المحلل العسكري الإسرائيلي، أشار إلى أن هنالك أعمال مشتركة بين الـ “شاباك” والمخابرات العسكرية “امان” حيث يأتي كل طرف بأفضل ما لديه نسبياً.

وأكد أنه وبعد مرور أيام على وقوع الهجوم، تنتظر المؤسسة العسكرية خطأً يقوم به المنفذ للعملية أو الخروج من مكان الاختباء.

ويمكن أن يشمل الموضوع سيناريو مختلف وأكثر تعقيداً، بأن يشمل مدنيين فلسطينيين غير مرتبطين ببنية تحتية “للإرهاب”، وبعد أن نفذ الهجوم عاد إلى طبيعته وكأن شيئا لم يحدث. هنا التحدي بالنسبة للجيش الإسرائيلي والـ”شاباك” هو أكبر بكثير. وقد أخذ كل شيء بعين الاعتبار في هذه المرحلة.

في الوقت نفسه، الجيش يتعامل مع مهمات متنوعة في العمليات الأمنية الروتينية، أحدها الحيلولة دون حدوث احتكاك بين المستوطنين والفلسطينيين في المناطق المعروفة.

وأكد مكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن ثماني حوادث عنف ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم ارتكبها المستوطنون.

وقد جرت آخرها ليلة (السبت)، حيث أقدم مستوطنون على تخريب عشرات أشجار الزيتون في قرية “حوارة”، مما يعكس التوتر المتزايد في جميع أنحاء الضفة الغربية، والذي سيتكثف مع مرور الوقت والمنفذ يتجول بحرية، على حد تقديره.

ونوه إلى أن الجيش الإسرائيلي، يعمل على مدار الساعة لتحديد موقع “منذ العملية”، ولكنه يتخذ أيضا نهجا عمليا يرمي إلى الحفاظ على استقرار الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية حتى لا يثير أعمال عنف إضافية على الأرض.

وكان مستوطن إسرائيلي قتل مساء الثلاثاء الماضي متأثرا بجروح خطيرة أصيب بها إثر إطلاق نار عليه قرب مستوطنة حفات جلعاد جنوب غرب مدينة نابلس.

وبعد الحادث وضعت قوات الجيش واجز على جميع الطرق المؤدية إلى المنطقة وحول مدينة نابلس، ونشرت قوات كبيرة في محيط البلدات الفلسطينية المحيطة وشرعت في البحث عن منفذ العملية.