مرايا –

ما يزال مشروع كورنيش البحر الميت يواجه تأخرا في افتتاحه أمام فرص الاستثمار، نتيجة عدم اكتمال أعمال الصيانة والتأهيل التي فرضت عليه قبل الانتهاء منه، نتيجة استخدام موقعه كمنطقة للحجر الصحي خلال جائحة “كورونا”، وما الحقه ذلك من أضرار أجلت انطلاقته.

وكان من المتوقع أن تنتهي أعمال الصيانة العام الماضي، إلا أنه ولغاية الآن لا وجود لأي مؤشرات بتحقيق ذلك، في وقت تؤكد فيه الجهات القائمة على المشروع أنه سيتم المباشرة بأعمال الصيانة منتصف العام المقبل.

 

لحين ذلك، سيبقى المشروع غير مكتمل، وستؤجل آمال علقت عليه بالنهوض بالمنطقة، بينما هناك أحاديث تدور حول فرص استثمارية ربما تضيع نتيجة هذا التأخر. 

  لحين ذلك، سيبقى المشروع غير مكتمل، وستؤجل آمال علقت عليه بالنهوض بالمنطقة، بينما هناك أحاديث تدور حول فرص استثمارية ربما تضيع نتيجة هذا التأخر.   

وكان مجلس الوزراء قد وافق في 21 آب(أغسطس) من العام الماضي، على قيام شركة المجموعة الأردنية للمناطق الحرة والمناطق التنموية، بتنفيذ أعمال تأهيل موقع كورنيش البحر الميت ومعالجة الأضرار الناتجة عن استخدامه كموقع للحجر الصحي خلال جائحة كورونا.

ويعد مشروع كورنيش البحر الميت الذي بوشر العمل به عام 2016 أحد أهم المشاريع السياحية التي نفذت للنهوض بالمنطقة وتطويرها بالشكل الذي يليق بمكانتها كأحد الوجهات السياحية الفريدة على مستوى العالم.

ويبين الرئيس التنفيذي لجمعية أصدقاء البحر الميت زيد السوالقة أن منطقة البحر الميت بما تتمتع به من ميزات فريدة جعل منها قبلة مهمة للسياحة العالمية، الأمر الذي يستوجب العمل على تطوير المنطقة والارتقاء بها بالشكل الذي يليق بمكانتها، مؤكدا على أهمية افتتاح مشروع الكورنيش لتحقيق هذا الهدف كونه يشكل إضافة نوعية في مجال السياحة والترفيه والاستثمار في منطقة البحر الميت.

ويضيف أن مشروع الكورنيش في حال افتتاحه سيحقق نقلة نوعية في الخدمة السياحية المقدمة للزوار والمتنزهين، إضافة إلى إنعاش الاستثمار في القطاع بما يضمن تحفيز القطاع السياحي وتوفير المزيد من فرص العمل لأبناء المنطقة.

ويشدد السوالقة على ضرورة الإسراع في أعمال تأهيل المشروع ليتسنى افتتاحه أمام الحركة السياحية والمسثمرين الذين ينتظرون بفارغ الصبر الانتهاء من أعمال التأهيل، لافتا إلى أن المشروع يوفر فرصا استثمارية عديدة في قطاعات الفندقة والمنتجعات السياحية والمطاعم والشاليهات والخدمات العلاجية.

ويؤكد رئيس بلدية سويمة عيسى الجعارات أن مشروع كورنيش البحر الميت يعد أهم متنفس للأردنيين في منطقة البحر الميت، بما يوفره من خدمات بنى تحتية متكاملة كالطرق والممرات والساحات والأرصفة ومواقف السيارات ومحطات معالجة وتحلية المياه والصرف الصحي والكهرباء والشاطئ العام والمدرج، إضافة إلى الفرص الاستثمارية العديدة والتي ستوفر في حال تم استغلالها الآلاف من فرص العمل.

ويبين “كان من المفترض أن يتم افتتاح المشروع عام 2020، إلا أنه تأخر بسبب جائحة كورونا”، مضيفا، “أن استغلال المشروع خلال الجائحة واستخدامه كمنطقة للعزل الصحي الحق ضررا بالبنية التحتية الأمر الذي فوت فرصة ثمينة للنهوض بالقطاع السياحي والاقتصادي في المنطقة”.

ويشدد الجعارات على ضرورة الإسراع في تأهيل المشروع ليكون ركيزة لتطوير وتنمية المنطقة وخلق فرص عمل للحد من ظاهرتي الفقر والبطالة المتفشية بالمنطقة.

من جانبها، أوضحت المجموعة الأردنية للمناطق الحرة والمناطق التنموية أن مشروع الكورنيش أو الممشى البحري والواقع في الجزء الشمالي من البحر الميت بطول 2.1 كلم قد تم التخطيط له بما يلبي طموحات السياحة الداخلية والخارجية ومتطلبات المستثمرين خاصة المحليين منهم وبكلفة إجمالية بلغت (22) مليون دينار أردني، حيث تم الانتهاء من إعداد المخطط الشمولي للمنطقة التنموية في عام2011 والذي تتم مراجعته دوريا بما يضمن تهيئة عناصر البيئة الاستثمارية واستدامتها كخدمات البنية التحتية والفوقية اللازمة لاستقطاب الفئات المستهدفة للاستثمار في مجال الأنشطة والمشاريع السياحية في إطار المخطط الشمولي للمنطقة وتوفير فرص العمل لأبناء المجتمع المحلي في مختلف تلك الأنشطة والمشاريع السياحية.

وأوضحت أن مراحل تنفيذ مشروع الكورنيش مرت بمرحلتين: الأولى بدأت في عام 2012، وشملت تنفيذ أعمال تسوية الأراضي والأعمال التمهيدية للبنى التحتية، والثانية بدأت في عام 2015 وامتدت لغاية نهاية العام 2019، وشملت إنشاء البنى التحتية والفوقية وتوفير الخدمات العامة والشوارع ومحطات تنقية المياه والصرف الصحي والكهرباء وغيرها، إضافة إلى عناصر تجميل الموقع اللازمة لجعله منطقة جاذبة للاستثمارات السياحية والخدمية المساندة ومهيأة لاستقبال السياحة الداخلية والخارجية.

وبينت أنه ونظرا للأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والفوقية في منطقة الكورنيش نتيجة استخدامها كمنطقة للعزل والحجر الصحي خلال فترة جائحة كورونا (Covid-19)؛ فقد عملت المجموعة لاحقا على دراسة وتقدير الأضرار الناتجة، وكان لا بد من وضع آلية لإصلاحها وإجراء أعمال الصيانة من خلال إعداد وثيقة الشروط والمواصفات الفنية لدعوة عطاء صيانة كورنيش البحر الميت، وتم طرح العطاء للمرة الأولى بتاريخ (11/ 6 /2023)، وتم إعادة طرح العطاء للمرة الثانية بتاريخ (13 /8/ 2023)، ولم يتم التنفيذ لأسباب خارجة عن إرادة المجموعة تتمثل في عدم تحقق الشروط والمتطلبات بحسب نظام المشتريات الحكومية والتعليمات الصادرة بموجبه وسيتم طرح عطاء فني يسبق العطاء الرئيس لغايات تحديد وتقدير المشاكل الفنية بشكل مؤكد ليصار الى عكس النتائج على جداول الكميات بالعطاء الرئيسي، ومن المتوقع البدء بأعمال الصيانة والتأهيل للمشروع خلال النصف الأول من العام القادم 2024.

وأضافت المجموعة، أن المشروع بعد الانتهاء من أعمال التأهيل سيتيح المجال للعديد من الاستثمارات النوعية والجديدة صغيرة ومتوسطة الحجم، وسيكون لها دور مهم في إيجاد تنوع في الخدمات والأنشطة السياحية المتكاملة كالمقاهي والمطاعم وخدمات الضيافة وأماكن الترفيه وعربات الطعام المتنقلة وبعض المحلات التجارية، وهي بمجملها تشكل الفرص الاستثمارية المحتملة التي يوفرها المخطط الشمولي لمنطقة الكورنيش.

الغد